حالت رعونة القيادة على الطرقات اللبنانية دون أن يحقق اللبناني نجيب نصر بأن يكون في السادس عشر من تسرين الأول أكتوبر حاملاً لرقم فريد من نوعه يضاف إلى موسوعة غينيس. فقد كان نصر يخطط لاجتياز أكثر من 891 كلم على متن دراجة في غضون 24 ساعة. وهو في طريقه إلى ذلك، حيث كان حتى بعد ظهر الجمعة، قد شارف على الكيلومتر ال400، عندما فاجأ موكبه باصاً صدمه وتسبب له برضوض وشعر في الكتف، أوجب نقله إلى المستشفى. وكان نصر يأمل أن ينضم قبل ظهر السبت 16 الجاري إلى عشرات من مواطنيه، إقتحموا موسوعة غينيس للأرقام القياسية بفضل انجازات لا سابق لها. ومن الباب الرياضي الصرف، انطلق نصر (45 سنة) بمغامرته الجمعة وتقوده لإجتياز مسافة تفوق 890 كيلومتراً على متن دراجة هوائية "خاصة" في مدة أقصاها 24 ساعة، ليسجل رقماً عالمياً جديداً ويحطّم رقم السلوفيني ماركو بالوه. ومحاولة نصر لا تنطلق من فراغ، فصاحبها "مسبّع الكارات" رياضياً لا سيما في منافسات المغامرة والتحمّل، وتتنوع بين الجري وركوب الدراجة الهوائية والسباحة والملاكمة الفرنسية "بوكس فرانسيز"، التي أدخلها إلى لبنان في مطلع تسعينات القرن الماضي ونظم لقاء دولية فيها. وتحدد إنطلاق نصر من باحة مدرسة مار يوسف – عينطوره (شمال بيروت)، حيث سيحتشد طلاب المدرسة لمؤازرة "إستاذ الرياضة" وتشجيعه. ونظراً لعدم وجود مضمار أو حلبة مقفلة في لبنان، سيعمد نصر إلى سلوك الطريق الدولية شمالاً بين نهر إبراهيم وشكا 13 مرة توالياً، متوقعاً معدل سرعة مقداره 40 كلم/ساعة، ومتمنياً الا يكون الطقس حاراً لتسهل مهمته. وأوضح نصر ل"دار الحياة" أنه يتوقع أن تكون المحاولة "نزهة"، في ضوء التمارين التي اعتاد أن يجريها. وقد أنجزت الترتيبات اللوجستية والفنية وفريق المواكبة (3 سيارات) لضمان نجاح المحاولة، والتي سيشهد على إتمامها 40 شخصية بينها ممثلون عن وسائل إعلامية ومشاهير وهيئات رياضية رسمية وأهلية، وستوّقع على التقرير الذي سيرفع إلى مؤسسة غينيس، معززاً بشريط مصوّر. وعلى مدى 24 ساعة، سيوازن نصر بين العقل والعضلات لضمان تحطيم الرقم القياسي ل"غينيس"، علماً أن المعيار العالمي هو بحدود 500 كلم، وتخطي 831 كلم يصنّف صاحبه بين "النخبة". وسبق أن حصد نصر إنجازات عالمية خصوصاً في مسابقة "الرجل الحديد" (ايرون مان). وجال على طرق لبنان من أقصاه إلى أقصاه ساحلاً وجبلاً وسهلاً (البقاع) مجتازاً 560 كلم من دون توقف (عام 2003). كما زاول الجري والسباحة خمسة أيام بمعدل 12 ساعة يومياً (1997).