أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الجيشين الصيني والأميركي يجريان محادثات في شأن إعادة مسبار أميركي احتجزته سفينة تابعة للبحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي. في الوقت ذاته، اعتبرت وسائل إعلام رسمية صينية أن المسبار يُستخدم للتجسّس على بكين. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أن المسبار كان يعمل في شكل قانوني لجمع بيانات عن ملوحة المياه ودرجة حرارتها ونقائها، في المنطقة التي تبعد نحو 50 ميلاً بحرياً إلى الشمال الغربي من خليج «سوبيك» قبالة سواحل الفيليبين. وأعلنت مانيلا أن وقوع الأمر داخل منطقتها الاقتصادية الحصرية، يسبّب «إزعاجاً شديداً»، وقال وزير الدفاع الفيليبيني دلفين لورنزانا: «لا يزيد الأمر من احتمالات خطأ في الحسابات، قد يؤدي إلى مواجهة مفتوحة في مكان قريب جداً من البرّ الرئيس للفيليبين». إلى ذلك، قالت ناطقة باسم الخارجية الصينية إن بكين وواشنطن «تستخدمان قنوات عسكرية من دون عراقيل لتسوية القضية في شكل مناسب». وعلّقت على اتهام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بكين بسرقة المسبار، معتبرة أن هذا الوصف «خاطئ تماماً»، وأضافت: «الأساس هو أن البحرية الصينية تصرّفت في شكل مسؤول ومهني حيال التعرّف إلى هذا الجسم والتحقّق منه. إذا عثرتَ على شيء في الشارع والتقطته، عليك أن تفحصه، وإذا طلب منك أحدهم تسليمه، يجب أن تعرف أولاً إن كان يخصّه، قبل أن تعيده إليه». ووَرَدَ في مقال رأي نشرته النسخة الدولية من صحيفة «الشعب» التابعة للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، أن السفينة البحرية الأميركية «يو أس أن أس باوديتش» التي تشغّل المسبار، دأبت على ارتكاب تجاوزات عندما يتعلّق الأمر بالتجسّس ضد الصين. وأضافت: «التقليل من شأن أفعال المسبار لا يمكن أن يطغى على النيات الحقيقية في الخلفية. المسبار الذي طفا على السطح في بحر الصين الجنوبي، هو قمة جبل الجليد للاستراتيجية العسكرية الأميركية، بما في ذلك حيال الصين». أما ما كانغ، وهو أستاذ في جامعة الدفاع الوطني التابعة للجيش الصيني، فقال لصحيفة «تشاينا ديلي» الرسمية إن السفينة الأميركية «سيئة السمعة»، مشيراً إلى أنها تراقب المياه الساحلية للصين منذ العام 2002. وأضاف: «البيانات المحيطية ضرورية لتشكيلات السفن ومسارات الغواصات والتخطيط للمعارك، وبالتالي أن تشكّ البحرية الصينية في نشاطات باوديتش أمر طبيعي، نظراً إلى تجارب سابقة». وأوردت وسائل إعلام رسمية صينية أن السفينة تورّطت في حادثين، عامَي 2001 و2002، عندما تعقّبتها سفن صينية وهي تعمل في البحر الأصفر. وأضافت أن السفينة عملت أيضاً في مضيق تايوان. في غضون ذلك، قلّل رينس بريبوس الذي عيّنه ترامب أبرز موظفي البيت الأبيض، من احتمال إقدامه على تغيير سياسة «صين واحدة» التي تعتمدها الولاياتالمتحدة منذ العام 1979، على رغم تشكيكه فيها وقبوله اتصالاً هاتفياً من رئيسة تايوان تساي إينغ وين لتهنئته على فوزه بالانتخابات، ما أغضب بكين. وقال بريبوس: «لا نشير إلى إننا نعيد الآن النظر في سياسة صين واحدة». على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية النروجية أن أوسلووبكين قررتا تطبيع علاقاتهما الديبلوماسية والسياسية، بعد تجميدها منذ منح المعارض ليو شياوبو جائزة نوبل للسلام عام 2010.