تخطت الكرة السعودية فترة «العجاف» في الإنجازات التي أصابت منتخباتها وأنديتها خلال الأعوام الأخيرة بعد فشل المنتخب الأول ببلوغ مونديال 2010 في جنوب أفريقيا وغياب الفرق الكبيرة مثل الهلال والاتحاد والنصر عن التتويج بالألقاب القارية. العودة الى الإنجازات اتت عبر المنتخب السعودي للشباب الذي حجز تذكرته إلى كأس العالم المقبلة في كولومبيا عام 2011 بفوزه أول من أمس على نظيره الأوزباكستاني 2-1 في ربع نهائي كأس آسيا للشباب (دون 19 عاماً) المقامة في الصين. وعاد المنتخب السعودي بالتالي الى مونديال الشباب للمرة الاولى بعد غياب 8 سنوات، كما انه بات أمام فرصة المنافسة على اللقب الآسيوي في حال تخطى أستراليا في نصف النهائي غداً (الخميس). وكان «الأخضر» الشاب بلغ نهائيات كأس العالم ست مرات أعوام 1985 و1987 و1989 و1993 و1999 و2003. الاتحاد السعودي لكرة القدم يبدي منذ فترة اهتماماً خاصاً بإعادة هيكلة قطاع الشباب والناشئين وإسناد المنتخبات السنية للكوادر السعودية بعد تراجع النتائج وغياب الإنجازات في الفترة الأخيرة. وأشار عدد من الخبراء الكرويين الى أن الاتحاد السعودي استطاع تطبيق برامج متطورة وإقامة معسكرات وفق منهج علمي مدروس، فضلاً عن الالتزام بالفئة العمرية لجميع المنتخبات. وكشفت التشكيلة «الذهبية» للمنتخب السعودي عدداً من المواهب بعد تراجع الأندية عن تفريخ نجوم واعدة من عينة ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وسعد الحارثي وغيرهم، فقد خطف كل من عبدالله السديري ومعتز هوساوي وعلي الزبيدي وعبدالله الحافظ وياسر الشهراني وإبراهيم الإبراهيم ومعن الخضري و عبدالله عطيف وهتان باهبري ويحيى دغريري وياسر الفهمي أنظار الجماهير السعودية التي تعلقت بلاعبيها الواعدين الذين أكدوا انهم عند حسن الظن وأعادوا الابتسامة بعد مرحلة من الخيبة. ويبدو ان إنجازات الكرة السعودية مرتبطة بالمدربين المحليين، إذ يعد المدير الفني خالد القروني الذي قاد «الأخضر» الشاب إلى مونديال كولومبيا 2011 حلقة في هذه السلسلة التي بدأت بخليل الزياني الذي قاد المنتخب السعودي لأول إنجاز رسمي ببلوغ أولمبياد لوس انجليس عام 1984. واكد الزياني جدارته بالحصول مع «الأخضر» على لقب كأس آسيا الثامنة في سنغافورة في العام ذاته، وهي اول بطولة قارية للمنتخب السعودي. وعلى صعيد الأندية برع الزياني مع الاتفاق عندما قاده إلى احراز لقب الدوري السعودي مرتين أحدهما من دون هزيمة، وكذلك بطولة كأس الخليج للأندية أبطال الدوري مرتين وبطولة الأندية العربية مرتين. كما يبرز ناصر الجوهر الذي قاد المنتخب السعودي لنهائي كأس آسيا 2000 في لبنان بعدما خلف التشيكي ميلان ماتشالا اثر الهزيمة الثقيلة في أول مباراة أمام اليابان صفر-4، ثم خسر في النهائي امام اليابان بالذات صفر-1. قاد الجوهر المنتخب السعودي للفوز بالنسخة الخامسة عشرة من كأس الخليج في الرياض، والى بلوغ مونديال 2002. ومن بين الأسماء التي تركت علامة في تاريخ الكرة السعودية المدرب محمد الخراشي الذي حقق مع منتخب الناشئين عدة انجازات على الصعيد القاري، وعلى رغم أنه لم يجد الفرصة على الصعيد المحلي لكنه كان أول مدرب يكسر عناد بطولة كأس الخليج التي كانت حلماً يراود الجماهير السعودية. وظهر على الساحة أخيراً خالد القروني الذي بدأ عمله مع فريق الرياض، وحقق معه بعض النجاحات ثم درب الشعلة، وثبت أقدامه مع الكبار، وتوجه الى الوحدة وعاد به إلى دوري «الأضواء»، كما فاز مع الاتحاد بالدوري السعودي، ويعد إنجازه مع «الأخضر» الشاب الأبرز في مسيرته. يرى القروني أن اختياره لقيادة الجهاز الفني للمنتخب السعودي للشباب، وتكليف عمر باخشوين لقيادة منتخب الناشئين «إنصاف للمدرب السعودي واعتراف بقدراته التدريبية والفنية»، متوقعاً «مزيداً من النتائج الإيجابية خلال الفترة المقبلة، إذ ستكون فترة الحصاد لغرس القيادة الرياضية السعودية».