استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض أمس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري والوفد المرافق له. وتمّ خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، إضافة إلى استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين. حضر الاستقبال، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ووزير الخارجية عادل الجبير، والسفير الأميركي لدى المملكة جوزيف ويستفول. كما استقبل خادم الحرمين الشريفين قائد الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويد باجوا، والوفد المرافق له. ورحب خادم الحرمين بقائد الجيش الباكستاني الذي أبدى سعادته بزيارة المملكة، ولقاء خادم الحرمين الشريفين. وتمّ خلال الاستقبال، استعراض مجالات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين. وأكد كيري عقب محادثاته مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن أي اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن يجب أن يحمي أمن السعودية، فيما أعلن الجبير أن الدعم العسكري الأميركي للسعودية مستمر. وقال كيري في مؤتمر صحافي في الرياض أمس مع الجبير إن «الولاياتالمتحدة أوقفت العديد من البواخر في البحر تحمل أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى اليمن»، لافتاً إلى أن الإيرانيين يعتقدون أنه يجب أن يكون للحوثيين دور في العملية السياسية. وشدد الجبير على أن أي مفاوضات سياسية يجب أن تكون مرتكزة على قرارات الأممالمتحدة والمبادرة الخليجية، نافياً صحة تقارير تحدثت عن اتخاذ الولاياتالمتحدة قراراً بتقليص الدعم العسكري للمملكة، بما في ذلك مبيعات أسلحة مرتقبة. وقال وزير الخارجية السعودي إن «هذه الأخبار التي تم تسريبها تتناقض مع الواقع. الواقع أن في أي مرحلة يكون هناك تحويل للقنابل العادية إلى ذكية يكون الأمر مرحباً به لأن القنابل الذكية أكثر دقة». وأكد كيري من جانبه، أن اللقاء الذي تم بين اللجنة الرباعية بمشاركته كان صريحاً وبناءً، وحض أطراف الأزمة اليمنية على العودة إلى مائدة الحوار، وهو الحل الوحيد وفق وصفه، موضحاً أن خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي لم تكن اتفاقاً نهائياً، إنما مخطط لتأطير القضايا. وأضاف: «أن الإدارة الأميركية تدرك وجود النفوذ الإيراني في المنطقة، لذا نحن نعترض عليه ونهاجم السفن الإيرانية التي تهرّب السلاح، وعندما توصلنا إلى اتفاق نووي أبقينا العقوبات التي تتعلق بتهريب السلاح وحقوق الإنسان على إيران». واستعرض الجبير نتائج اجتماع اللجنة الرباعية، مؤكداً أن هذا الاجتماع تمخض عنه بيان مشترك، ركز على أهمية المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، مشدداً على أهمية الاتفاق وشموليته في ما يتعلق بانتقال السلطة. وكان كيري، الذي ستكون هذه زيارته الأخيرة إلى السعودية كوزير للخارجية، عقد اجتماعاً ثنائياً مع الجبير قبل أن يدخل في اجتماع اللجنة الرباعية، الذي ضم وزير الخارجية الإماراتي، ووزير الخارجية العماني، ووزير الخارجية السعودي، ووزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني والمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، استمر لأكثر من ساعة. إلى ذلك، قال مصدر حكومي يمني ل «الحياة» إنه سيتم تحديد برنامج العودة لمسار التسوية السياسية، التي توقفت بعد مشاورات الكويت، على ضوء اجتماع اللجنة الرباعية المنعقد في الرياض أمس، واصفاً الاجتماع بالمهم جداً. وأضاف: «تم الإعلان عقب الاجتماع أنه سيتم النظر في الملاحظات التي سلمت للمبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد المتمحورة حول مخالفة المبادرة المقدمة للمبادرة الخليجية، ومخالفتها للقرار الأممي 2216، ومخالفتها لمخرجات الحوار الوطني، إضافة إلى صعوبة تنفيذها على أرض الواقع، وشرعنتها للانقلابيين».