عقد وزير الخارجية عادل الجبير مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره الأميركي جون كيري، تطرقا فيه إلى النتائج التي تم التوصل إليها لإقرار حل سياسي ينهي الأزمة في اليمن. استهل وزير الخارجية عادل الجبير المؤتمر بتوجيه الشكر لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي، ولنظيره الأميركي، مشيرا إلى أن لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالوزير الأميركي تطرقت إلى العلاقات الثنائية وتعزيزها، إضافة إلى الأوضاع في سورية، ومواجهة الإرهاب، والتصدي لتدخلات إيران في شؤون المنطقة، مؤكدا أن التركيز انصب على الأوضاع في اليمن، واستئناف المباحثات بين كل الأطراف للتوصل إلى حل سلمي. وأضاف أنه تم عقد جلسة للمجموعة الرباعية التي تضم المملكة ودولة الإمارات والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة، للتشاور حول الأوضاع في اليمن، حضرها المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومن ثم عقد اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون مع وزيري خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمبعوث الدولي لليمن، ودار النقاش حول التركيز على أهمية الوصول إلى حل مبني على المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216. رفض الحلول الانفرادية أكد الجبير أن الاجتماع رفض الخطوات أحادية الجانب التي اتخذها طرفا الانقلاب جماعة الحوثيين والمخلوع علي صالح، بما فيها الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي في اليمن، وهو ما سبق أن رفضته الأطراف الدولية الفاعلة، ومنها مجموعة ال18، مشيرا إلى أنه تم الخروج برؤية فيما يتعلق بخارطة الطريق التي بحثها المبعوث الأممي، وأوضح أنها تمثل أساسا للحل النهائي، وقدم الاجتماع كل الدعم لتلك الجهود، وعبر الاجتماع عن أمل المشاركين في أن تستطيع الأطراف اليمنية الوصول إلى حل سلمي، كما تم بحث تدهور المؤسسات اليمنية وبالذات المؤسسات المالية. وأبدى الجبير استغرابه من عدم تصدي المجتمع الدولي لممارسات الانقلابيين الحوثيين، وتجنيدهم للأطفال القاصرين بما يتعارض مع مبادئ القانون الدولي. التمسك بالحل السياسي تقدم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالشكر للمملكة وقيادتها، مشيرا إلى حسن استقبال وضيافة خادم الحرمين الشريفين. كما عبر عن امتنانه للمبعوث الدولي إلى اليمن وعمله طوال الأشهر الماضية ومشاركته في اجتماع الأمس، مؤكدا أن لقاءاته بالمسؤولين السعوديين أتاحت له مناقشة عدد من القضايا التي تمس علاقات البلدين والشراكة التاريخية التي تجمعهما، كما أثنى على لقائه بوزراء خارجية دول الخليج وبريطانيا، وقال "الغرض من اجتماعاتنا بكل بساطة هو التعرف على ما يمكن عمله لإنهاء العنف في اليمن، ومعالجة المسائل المعقدة التي تسببت إلى الآن ليس في مقتل 6500 شخص، بل باتت أزمة إنسانية كبيرة تشكل تهديدا خطيرا". وقال كيري إن هناك اتفاقا على وجوب الحل السياسي الذي يحترم سيادة وأمن حدود المملكة، وفي الوقت نفسه يوفر للأقلية الحوثية إمكانية المشاركة السياسية، وقطع الطريق أمام وجود جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش، ومنعها من تحقيق مزيد من التقدم باستغلال الفراغ السياسي. تهديد الأمن العالمي أضاف كيري "الولاياتالمتحدة ملتزمة بأمن المملكة، وكنا قلقين جدا بسبب الهجمات على الأراضي السعودية، والصور التي أظهرت الصواريخ التي تم تهريبها من إيران، وأطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية، ونشعر بالقلق من القذائف التي استهدفت المناطق الحدودية، ومعلوم أنه من الحقوق الأساسية لكل بلد أن ينعم بحدود آمنة وسيادية، وأن أي انتهاك لذلك يعتبر انتهاكا للقانون الدولي، والدولة المعنية لها الحق في الدفاع عن نفسها. كما كان هناك تهديد أيضا في شحن الصواريخ والأسلحة المتطورة إلى اليمن، وهي تهديد يشمل المملكة ومنطقة الخليج والأمن القومي الأميركي". تزايد المعاناة الإنسانية تابع كيري "نحن قلقون كذلك من التقارير التي تتحدث عن المعاناة الإنسانية والأضرار التي أصابت البنى التحتية، وهذا ما يقوض فرص الحل السياسي، وكل هذا يثير لدينا قلقا تشاركنا فيه المملكة، والحكومة الشرعية ملتزمة معنا بالتحقيق في تلك التقارير المقلقة، لأننا نعلم أن الوضع الإنساني في اليمن تدهور بشكل كبير، وبكل صراحة هذا أهم الأسباب التي جئنا من أجلها اليوم، فأكثر من مليوني يمني نزحوا عن بلادهم، وتعاني البقية من الغلاء، فالأسعار زادت بنسبة 60% منذ مارس الماضي، ما أوصل البلاد إلى شفير المجاعة، وأود أن أشكر المسؤولين السعوديين الذين أسهموا بشكل كبير في الدعم الإنساني، وكذلك الكويت التي دفعت بشدة من أجل التوصل لحل سياسي".
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية * مساعدة المدنيين بغض النظر عن انتماءاتهم * إغاثة صعدة بأكثر من 220 طن مساعدات * تشغيل المستشفيات وإمدادها بالأدوية * توفير فرص عمل للسكان بتوزيع المساعدات