زار عدد من سكان معلولا بلدتهم الاحد بمناسبة عيد الفصح، وتقاسمتهم مشاعر متباينة تراوحت بين الفرح بخروج مقاتلي المعارضة وبينهم اسلاميون متشددون منها، والحزن لرؤية كم الدمار الهائل الذي اصاب مدينتهم. وتاتي زيارة السكان لبلدتهم بعد نحو اسبوع من استعادة الجيش السوري النظامي ومقاتلي "حزب الله" اللبناني السيطرة على هذه البلدة من مسلحين ينتمون بشكل اساسي الى "جبهة النصرة" المتشددة وتنظيمات اخرى، وبعد ساعات من زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لمدينتهم. وبدت معلولا التي كانت قبلة للسياحة الدينية لمسيحيي الشرق الاوسط، خالية من سكانها الخمسة الاف الذي هجروها الى اماكن اكثر امنا في العاصمة. وانتشرت في شوارع البلدة قطع الزجاج المحطم والحجارة المكسرة وحطام السيارات وحلت مكان الزهور وشرائط الزينة التي كانت تتدلى من نوافذها وشرفاتها ومكان الشموع وتماثيل السيدة العذراء التي كانت تزينها في مثل هذا الوقت من كل عام. ووسط الساحة الرئيسية للبلدة التي تدعى ساحة "الجرة" او ساحة "البساتين"، كتب على لافتة مرورية ساحة "الشهداء" وسورت بالاعلام السورية وسط تواجد لعناصر من الجيش والدفاع الوطني فيما قبعت على امتار منها دبابة تهافت الاطفال للصعود اليها والتقاط الصور التذكارية من على متنها. وبدت آثار الدمار الهائل على عدد كبير من مباني المدينة فيما احترق عدد آخر منها وتحطم زجاج نوافذها وبدا بعضها غير قابل للاصلاح. كما طال الدمار الكنائس والاديرة التي اشتهرت فيها هذه المدينة الاثرية والتي يؤمها السياح من جميع انحاء العالم. وتعد معلولا التي تعرف بأديرتها ومغاورها المحفورة في الجبال الصخرية المحيطة بها، من اقدم البلدات المسيحية. وهي الوحيدة في العالم التي ما زال سكانها، وغالبيتهم من الكاثوليك، ينطقون بالآرامية، لغة المسيح. وفي الغرف المخصصة لايواء الايتام من البنات، تبعثرت على الارض ملابس شاغلات الغرف كما بدت عدد من كرات الصوف التي كن يستخدمنها للخياطة وصنع اللوحات المشغولة المصورة. وقال الاسد خلال زيارته لدير مار سركيس وباخوس حسب التلفزيون الرسمي "لا يمكن لاحد مهما بلغ ارهابه ان يمحو تاريخنا الانساني والحضاري". واضاف "ستبقى معلولا مع غيرها من المعالم الانسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن".