نفى الجيش العراق توقف العمليات لاستعادة الموصل، على رغم بطء التحرك، عقب هجمات مكثفة شنها «داعش»، ما استدعى طلب تعزيزات وإعادة تقييم الخطط، فيما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» صد هجوم «كبير» في المحور الغربي. ومع دخول عملية استعادة الموصل أمس شهرها الثالث، تمكنت القوات من السيطرة على 40 في المئة من الجانب الشرقي للمدينة، خاضت خلالها حرب استنزاف في أحياء وأزقة مكتظة بالمدنيين الذين نجح التنظيم في استغلالهم للمناورة وشن هجمات مباغتة عبر شبكات الأنفاق والانتحاريين والعربات المفخخة وعمليات القنص. ونفى قادة ميدانيون عراقيون ما تداولته وسائل إعلام محلية وأجنبية عن توقف العمليات. وقال القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن «المعركة تسير وفقاً للخطة في كل المحاور وتقدمنا بشكل سريع، ولا صحة لما يروج عن توقفها أو أي انسحاب لقطعاتنا»، وأشار إلى أن قواته «تستعد لجولة ثانية من العمليات». إلى ذلك، أعلن قائد العمليات الخاصة الثانية في الجهاز اللواء معن السعدي أمس، أنه في مرحلة إعادة تنظيم الصفوف تمهيداً للصفحة الثانية التي سيتم فيها تفعيل المحورين الشمالي والجنوبي. وتعزو القوات العراقية بطء تقدمها إلى اعتماد عناصر «داعش» على «التخفي أو التسلل من بين المدنيين، والاحتفاظ بخلايا نائمة في الأحياء التي انسحب منها، لشن هجمات من الخلف». ونجح التنظيم الأسبوع الماضي في اقتحام ثلاثة أحياء بواسطة الانتحاريين والعربات المفخخة مستغلاً سوء الأحوال الجوية، وتوغل فيها لفترة وجيزة. وأفاد مصدر عسكري بأن «الجيش أرسل تعزيزات جديدة إلى محيط الموصل لخوض الصفحة الثانية خلال الأيام الثلاثة المقبلة، فيما أخفقت الفرقة 16 في تسجيل تقدم مؤثر منذ انطلاق المعارك في الجبهة الشمالية، والفرقة المدرعة التاسعة في جنوب شرقي المدينة»، مشيراً إلى أن «التعزيزات في طريقها إلى قاعدة القيارة». من جهة أخرى، أعلن قائد العمليات في نينوى نجم الجبوري «صدور أوامر جديدة إلى القطعات العسكرية بتغيير الخطط لدفع عملية التحرير بشكل أسرع». وقال الضابط في قوات الرد السريع طاهر السماك إن «الفرقة التاسعة، تساندها قوات من مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، شنت صباح أمس، هجمات منظمة بغطاء جوي من التحالف الدولي، على حي الوحدة، في المحور الجنوبي الشرقي للسيطرة على مستشفى السلام» الذي كان الجيش انسحب منه في وقت سابق. وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي أمس، «قتل مسؤول الأمن في داعش المدعو أحمد خلفان الجرجري، في منطقة العكيدات في الموصل». وفي تطورات المحور الغربي، أعلن إعلام قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس، أن «اللواء السادس عشر أحبط هجوماً كبيراً لعناصر داعش قرب قرية الشريعة غرب تلعفر»، مشيراً إلى «قتل جميع عناصر القوة المهاجمة وإحراق كل العجلات المستخدمة»، وأضاف أن «لواء 11 في الحشد صد أيضاً هجوماً على قرية حمود عبد العزيز المحررة غرب قضاء تلعفر، بعد قتل اثنين وإصابة أربعة من إرهابيي داعش». وأعلن الأمين العام لمنظمة «بدر»، القيادي في الحشد، هادي العامري أمس، أن «العمليات ما زالت مستمرة ومتواصلة في محور غرب الموصل، وتم تحرير مساحة تقدر بنحو 4500 كلم. لكن المعركة ستطول وتحتاج إلى وقت وصبر».