من المتعارف عليه في جميع دول العالم، بأنه يوجد في كل دولة شارع مشهور يرتاده سكان البلد والسياح، لقضاء بعض الوقت وتجاذب أطراف الحديث والاستمتاع بالتجول فيه، على غرار شارع «الشانزليزيه» في العاصمة الفرنسية باريس وشارع «أوللرجر رود» في لندن وشارعي الرقة والمرقبات في دبي، وكذلك «السوليدير» في العاصمة اللبنانية بيروت. في عاصمتنا الحبيبة الرياض، هناك شارع الأمير محمد بن عبد العزيز «التحلية»، الذي صمم من أجل هذا الغرض، والحق أن أمانة مدينة الرياض لم تقصر في تحويله من شارع عادي إلى شارع ترفيهي، حيث الأرصفة الواسعة والشكل الجميل المتناسق والمقاهي والمطاعم الفاخرة التي أكملت جمال الشارع. إلا أن الملاحظ على هذا الشارع في يومي العطلة الأسبوعية هو انعدام الذوق العام لمعظم مرتاديه، وأخص بذلك فئة المراهقين، إذ ترى الصرعات الغريبة، سواء في الهندام واللباس أو حتى في الشكل وتسريحة الشعر، إضافة إلى الإزعاج غير المبرر والتحدي بالسيارات والدراجات النارية ذات الصوت المزعج، ناهيك عن الوقوف المتكرر على المسار الأيمن للشارع، وهو ما يضطر الكثير من الناس إلى مغادرة الشارع سريعاً وتشويه إجازتهم الأسبوعية. هذه الملاحظات دونتها خلال الأسبوع الماضي عندما قررت وللمرة الأولى التمتع في شارع «التحلية»، وكانت النية لدي أنه في حال أعجبني الوضع فسأعيد الكرة مرة أخرى برفقة أبنائي ليستمتعوا معي، ولكن مع الأسف وأقولها بلا مجاملة، الشارع تحول إلى متعة للمراهقين، أما من يريد الهدوء فليس له نصيب في هذا الشارع سوى فترات قليلة ومتباعدة مرتبطة بمغادرة هؤلاء أو في حال وجود مباراة كرة قدم تشغلهم عنه. ما أريد أن أقوله إن أمانة مدينة الرياض قامت بواجبها على أكل وجه ووفرت لمن يريد المتعة والترفيه والاستثمار في هذا الشارع الحيوي، وعلى الإدارات الحكومية الأخرى إكمال المهمة، وأخص هنا إدارة مرور الرياض التي يجب أن تقوم بدورها التوعوي والتنظيمي حتى لا تنغص فئة من المراهقين فرحة ومتعة البقية، والمطلوب هنا هو الحرص على الإنسيابية خلال العطلة الأسبوعية ومعاقبة العابثين من خلال ممارساتهم أو أصوات سياراتهم، وإن لم يحدث ذلك فسيظل «التحلية» حكراً عليهم. كما أن هناك نقطة يجب التوقف عندها قليلاً، ألا وهي الحفاظ على سلامة وراحة سكان الحي المجاور، خصوصاً المنازل القريبة من الشارع، فاستمرار هذه الممارسات قد تؤرقهم وتقلقهم على أسرهم، خصوصاً عندما يهمون بمغادرة منازلهم مروراً بالشارع، إضافة إلى أنه يفترض أن تزداد قيمة عقاراتهم ومنازلهم بمجاورتهم لهذا الشارع الحيوي، ولكني أخشى أن يحدث العكس تماماً وتكون مبادرة الأمانة وبالاً عليهم، ومرة أخرى أقول لو حدث ذلك، فهو ليس خطأ أمانة الرياض بقدر ما هو إهمال في عمل إدارات حكومية أخرى.