تستعد الشرطة الإتحادية في العراق لتعزيز جهاز مكافحة الإرهاب الذي تكبد خسائر كبيرة في الجانب الشرقي من الموصل، فيما تزايدت أعداد النازحين إلى نحو 100 ألف، منذ انطلاق الحملة العسكرية لاستعادة المدينة قبل شهرين. وذكر أن فرقاً انتحارية جوالة تجوب أحياء الموصل التي ينتشر فيها الجيش لاستهدافه وإيقاع خسائر موجعة في صفوفه. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي في تصريح إلى عدد من وسائل الإعلام قرب الموصل أمس، إن «قوات الأمن طردت عناصر داعش من 40 حياً من شرق المدينة»، وأضاف أن «الأحياء القليلة المتبقية سيحسم أمرها في غضون أيام». وتوقع أن تكون مقاومة التنظيم في هذه الأحياء «ضعيفة، بعد فقدانه مراكز القيادة والسيطرة، وتمكننا من استعادة مناطق عدة»، ولكنه شدد على «أهمية المعركة في الجانب الغربي من المدينة». وتنشغل ثلاث فرق من جهاز مكافحة الإرهاب، منذ شهرين، في معارك معقدة شرق الموصل، حيث تخوض حرب شوارع ضد مسلحي «داعش» الذين استخدموا حوالى 600 عربة مفخخة، فيما تجوب فرق انتحارية جوالة الأحياء التي ينتشر فيها الجيش لاستهدافه. إلى ذلك، أعلنت الشرطة الاتحادية أمس، تلقيها أوامر للتوجه إلى شرق الموصل لتعزيز قوات مكافحة الإرهاب، بدلاً من خطط سابقة كانت تقضي بأن تقتحم قوات الشرطة الجانب الأيمن من المدينة عبر بلدة حمام العليل. وأوضح بيان لقيادة الشرطة أمس، أن قطعاتها «توجهت إلى الجانب الأيسر»، وأكدت قتل 5 عناصر من «داعش» بقصف طاول مواقعه في تلال البوسيف واعتقال 3 آخرين». وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس، أن سلاح الجو العراقي «دمر أهدافاً عدة في مختلف قواطع العمليات في الموصل، ودمرت الطائرات 159 مركز اتصالات ومضافة كبيرة في قرية الطوب، ومخزن أعتدة وأسلحة في قرية الدرناج في الساحل الأيمن». في غضون ذلك، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق (يونامي) نزوح نحو 100 ألف شخص من الموصل وأطرافها منذ انطلاق الحملة العسكرية، وأوضحت في تقرير أن عدد النازحين «بعد مضي شهرين على عمليات تحرير المدينة، بلغ أكثر من 99 ألفاً و300، بينهم 53 ألفاً و700 من وسط الموصل». وأشار التقرير إلى أن مفوضية اللاجئين تسلمت ما نسبته 57 في المئة فقط من التمويل من المبلغ المطلوب لإغاثة النازحين، وحضت المانحين على المساعدة لسد النقص. ويثير ما خلفته المعارك وتخلفه من أضرار خطيرة على الصحة والبيئة في العراق، قلق المنظمات الدولية التي تدعو الى تحرك سريع قبل استفحال الوضع (أ ف ب). ويعاني العراقيون من سحب الدخان الأسود التي خلفتها حرائق آبار نفط بعضها ما زال مشتعلاً منذ أكثر من أربعة شهور، بما تحمله من غازات سامة قرب مناطق سكنية وزراعية واسعة، تمتد من الشمال إلى الجنوب في الموصل. وتأثير هذه الحرائق، بالإضافة إلى المياه الملوثة والمعدات العسكرية المتناثرة والمرافق المدمرة يعرقل إعادة الإعمار واستئناف أكثر من ثلاثة ملايين نازح في البلاد حياتهم بشكل طبيعي. ويشير تقرير لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، الى تلقي المئات العلاج بعد تعرضهم لمواد كيمياوية، بالإضافة الى تعرض الملايين لاستنشاق الجسيمات العالقة والغازات المنبعثة من آبار النفط في المناطق الواقعة جنوب الموصل ومن مصنع كبريت أحرقه «داعش». ويتنامى القلق من «التأثير السلبي لهذا التلوث في القدرة على إعادة بناء بيئة نظيفة ومستدامة» تتيح إعادة النازحين إلى ديارهم، على ما قالت جيني سباركس من منظمة الهجرة الدولية.