شدد وزير الثقافة والإعلام، رئيس الدورة ال19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر الدكتور عادل بن زيد الطريفي على أن «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تعد الثقافة ركناً أساسياً في صميم العمل الحكومي والشعبي، وتحرص على تحقيق العمل التكاملي الثقافي بين الدول العربية لما يسهم في النهوض الفكري وبث روح السلام والتسامح»، داعياً إلى «العمل على مواكبة التطورات الثقافية التي تعيشها المجتمعات العربية وتفعيل الأدوار في ذلك الشأن، والعمل على تحقيق ما تنتظره الشعوب العربية بتبني قرارات ذات تأثير سريع على المشهد الثقافي العربي». وقال في كلمة له خلال افتتاح أعمال الدورة ال20 للمؤتمر في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بالعاصمة التونسية أمس (الخميس) بمشاركة وزراء الثقافة في الدول العربية الأعضاء في المنظمة: «إن مصادر الثقافة العربية، التي تتنوع في الإرث المادي وغير المادي، حظيت بإعجاب العالم»، موضحاً أن «التقارب الثقافي العربي يضع جسوراً مشتركة بين أفراد وشعوب المجتمعات في الأفكار والأهداف والثقافة بدورها العام، فهي من يحدد الأطر والطرق نحو بلوغ الغايات في المجتمعات العربية ويحقق التأثير، وهي روح تربط المجتمعات إن أحسن القيام بأدوار فاعلة في هذه الاتجاه من أجل أجيال اليوم والمستقبل عبر اتجاهات شتى، ولكسر الصورة النمطية النخبوية للثقافة في بعض أطياف المجتمعات العربية». وأعرب وزير الثقافة والإعلام في مستهل كلمته - بحسب وكالة الأنباء السعودية - عن شكره لوزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين على الحفاوة التي لقيها والوفد المرافق، مثمناً جهود المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبدالله محارب على حسن الإعداد للمؤتمر. وأكد أن «الهدف من الاجتماع والحضور إلى تونس ولقاء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ينصب في إطار العمل الدؤوب الذي توليه حكومة المملكة العربية السعودية لكل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته، إضافة إلى دورها الإنساني الكبير في تحقيق رؤى الدول والحكومات العربية من أجل رفعة وطننا العربي وتحقيق الخير للشعوب من خلال الثقافة». وأضاف: «حملت رؤية المملكة 2030 اهتماماًً بالثقافة، وكان باكورة ذلك إنشاء هيئة عامة مستقلة للثقافة بوصفها رسالة تأكيد على دور الثقافة في المجتمعات لما يحقق رسالة الوطن الحضارية، التي تتضمن العمل على مسارات جديدة تركز على الفهم، والتي ستجعلها في المكانة التي تستحقها بلادي ضمن منظومة عالمية بما تمتلكه من إرث ديني وحضاري وتراثي وأثري وإنساني وإمكانات شتى». واستعرض «الجهود التي بذلتها المملكة خلال ترأسها الدورة ال19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، التي كان موضوعها الرئيس (اللغة العربية منطلقاً للتكامل الثقافي الإنساني)، إضافة إلى دور المملكة في توثيق الصلات الثقافية وتجسير العلاقات مع المؤسسات والأفراد لتعزيز حضور اللغة العربية في شتى بقاع العالم كونها تمثل وجهاً حضارياً للمنطقة العربية ولغة راقية تحمل الكثير من المعاني». ولفت إلى أن «موضوع الدورة الجديدة للمؤتمر (الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي) ذو هدف يستحق الإشادة لما للإعلام من دور أساسي في حفظ الخصوصيات الثقافية والتراثية، بداية بحفظ الهوية العربية في ضوء موجة العالم الرقمي وتعدد منصاته بوصف اللغة العربية المقوم الأساسي للثقافة العربية، ولتكون اللغة متجددة مع المتغيرات ومستفيدة من التقنيات كافة». وقال: «سنعمل معكم عبر لقاءنا هذا واجتماعاتنا على وضع اليد في التوجه الحقيقي نحو تبني الأفكار والرؤى كافة، التي ستجعل من قيمنا الثقافية وإرثنا الحضاري ينبوع معرفة تنشره وسائل الإعلام الرقمي، لتحقق طموحاتنا جميعاً في دمج الانجراف التقني الكبير لمصلحة هويتنا وثقافتنا العربية والأجيال القادمة». وأعلن وزير الثقافة والإعلام في ختام كلمته تسليم رئاسة المؤتمر لوزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين رئيس الدورة الحالية، متمنياً للجميع التوفيق لما فيه خير الشعوب والثقافة العربية. من جانبه، أكد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، أن «الرهانات المستقبلية التي تقدم عليها البلدان في الوطن العربي الكبير هي رهانات ثقافية في جوهرها»، مشيراً إلى أن الثقافة ليست مجرد اختصاص ولا مكان لأي برنامج اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي تغيب فيه استراتيجية العمل الثقافي بالمعنى الحضاري للكلمة». وشدد على «ضرورة سن نصوص وتشريعات جديدة لاغتنام الفرص التي يوفرها التطور الرقمي الهائل في التواصل مع الآخر، وفي إعطاء الإعلام الثقافي مضامين متناسبة مع حقيقة الواقع العربي ومقتضيات العصر، مضيفاً أن «الإعلام الثقافي العربي له دور في تقارب الشعوب العربية عبر نقاط تشاركها وتحويل هذا التقارب إلى إنتاج فخر جماعي بالهوية بعيداً عن الأفكار السلبية وتحويل الانطواء إلى تفتح وتسامح وقبول الآخر». «ألكسو» تشكر الطريفي على رئاسته «وزراء الثقافة العرب» أعرب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور عبدالله محارب عن شكره وتقديره لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي على ما بذله من عناية وجهد خلال رئاسته الموفقة للدورة ال19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي. وقال في كلمة له، خلال افتتاح أعمال الدورة ال20 في تونس أمس: «إن اختيار عنوان (الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي) موضوعاً للدورة الحالية من المؤتمر جاء ليؤكد التكامل الضروري بين قطاعين حيويين هما الثقافة والإعلام، مشيراً إلى أن الثقافة في مفهومها العام والثقافة الرقمية على وجه التحديد تمثل تعبيراً رمزياً عن التحولات العميقة التي تعيشها المجتمعات على جميع الأصعدة»، مؤكداً أن «الثقافة بكل روافدها لا يمكن أن تتطور بمعزل عن التغيرات الرقمية والشبكات الاجتماعية». ... ويبحث مع الرئيس التونسي العلاقات الثنائية استقبل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في قصر قرطاج الرئاسي بتونس أمس (الخميس) وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، الذي يزور تونس حالياً للمشاركة في أعمال الدورة ال20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي. ونقل الطريفي في بداية الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى الرئيس السبسي، فيما حمّله الرئيس التونسي تقديره للقيادة في المملكة. وتناول الجانبان خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين. حضر الاستقبال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس محمد بن محمود العلي، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبدالله الأحمري.