أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي الروسي، إحباط خطة لشن سلسلة عمليات تفجير في موسكو كانت تُعد لها خلية تابعة لتنظيم «داعش» بتنسيق مباشر مع قيادي في التنظيم موجود في تركيا. وأكدت الهيئة الأمنية في بيان أمس، أنها اعتقلت أفراد الخلية وهم ثلاثة مواطنين من طاجيكستان ورابع من مولدافيا، خضعوا لمراقبة الجهاز الأمني بعد تلقّي معلومات عن إعدادهم لتنفيذ الهجمات. وعثر عناصر الجهاز الأمني بعد دهم منزل حوّله الارهابيون مركزَ عمليات، على كمية من القنابل محلية الصنع وذات قدرات تفجير عالية، إضافة إلى عدد من الرشاشات، و «كمية كبيرة» من مواد شديدة الانفجار، كانت مجهزّة لصنع كميات أخرى من القنابل. وأفادت المعطيات الأولية التي حصل عليها محقّقو الجهاز الأمني، بأن الخلية تلقّت تعليمات من قيادي في تنظيم «داعش» مقيم في تركيا لم تكشف هويته، لكنها أشارت إلى أنه من أصول طاجيكية، ويُعَدّ أحد أبرز المطلوبين أمنياً وتلاحقه السلطات الطاجيكية منذ سنوات. ووفق المعطيات، فإن المخطّط كان يستهدف تنفيذ سلسلة تفجيرات متزامنة في مناطق عدة في موسكو. ولم توضح الجهات الأمنية طبيعة الأماكن التي كانت مستهدفة، لكنها أشارت إلى فتح تحقيق واسع لكشف التفاصيل المتعلّقة بالمخطّط، وآخرين قد تكون لهم علاقة به. تزامن ذلك مع إعلان السلطات الروسية عن إحباط «مخطط إرهابي في جنوب البلاد». وأفاد فلاديمير أوستينوف ممثل الرئيس الروسي في الدائرة الفيديرالية الجنوبية أمس، بأن السلطات تمكنت خلال الأسابيع الماضية من إحباط «مخططات إرهابية عدة في إقليم روستوف وشبه جزيرة القرم». ومنذ بداية هذا العام، كشفت الأجهزة الخاصة الروسية عن إحباط هجمات عدة، واعتقال عشرات المتشددين واتهامهم بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية والإعداد لأعمال تخريبية. وكان أبرز الاعتقالات في أيار (مايو) الماضي، عندما أعلنت السلطات توقيف 15 شاركوا في التحضير لسلسلة أعمال تفجير في موسكو وسان بطرسبورغ أثناء انشغال الروس بالاحتفال بأعياد النصر على النازية. وفي بداية الشهر الجاري، أعلنت موسكو قتل زعيم تنظيم «داعش» في شمال القوقاز رستم أسيلديروف، المُلقب ب «أبو محمد القادري»، و4 من مرافقيه، خلال عملية أمنية في جمهورية داغستان التي تتمتع بشبه استقلال ذاتي في إطار الاتحاد الروسي. وكان أسيلديروف أعلن في نهاية العام 2014 مبايعة «داعش»، وتعهد بشن عمليات ضد منشآت ومواقع في روسيا. وعيّنه التنظيم في حزيران (يونيو) من العام التالي، أميراً ل «ولاية القوقاز». ومنذ ذلك الحين تبنّى التنظيم عدداً من الهجمات على الشرطة في جمهورية داغستان ومناطق أخرى في روسيا، علماً أن موسكو كانت أعلنت مكافأة تقدر ب5 ملايين روبل لمن يدلي بمعلومات تساعد في تحديد مكانه. على صعيد آخر، أكد ناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن رجلاً وصفته تقارير بأنه «زعيم للمرتزقة الروس في أوكرانيا وسورية»، حضر حفلة استقبال في الكرملين في وقت سابق من الشهر الجاري، ما أثار تساؤلات حول علاقته بالسلطات. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن المدعو ديمتري أوتكين المعروف باسمه الحركي «فاغنر»، حضر حفلة لمناسبة تكريم الدولة مواطنين روساً باعتباره من حَمَلة الأوسمة. ونشر موقع «فونتانكا» الإخباري الروسي، الصورة الوحيدة المعروفة ل «فاغنر»، مشيرة إلى نشاطه كقائد مرتزقة في أوكرانيا وسورية، علماً أن القانون الروسي يجرّم العمل بصفة متعاقد عسكري خاص في دولة أخرى.