تطلق أوروبا اليوم (الخميس)، أولى خدمات نظام "غاليليو" لتحديد المواقع الجغرافية، على أمل أن يقدم خدمات عالية الدقة تنافس نظام "جي بي أس" الأميركي. وقال رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة، ماروس سيفكوفيتش: "سيرفع نظام غاليليو دقة تحديد المواقع الجغرافية عشرة أضعاف، وسيستفيد منه الجيل الجديد من التقنيات، مثل السيارات الذاتية القيادة والأجهزة الموصولة بالإنترنت". وسيكون عدد صغير من الأشخاص قادرين على الاستفادة من خدمات "غاليليو" في البداية، وهم حاملو الأجهزة الذكية المطابقة له "إكواريس أكس 5 بلاس" التي تصنعها شركة "بي كيو" الإسبانية، وسيكونون قادرين على الوصول إلى أي عنوان أو تحديد أفضل مسار للذهاب في إجازة، بفضل الخدمات المجانية التي يقدمها النظام الأوروبي المرتكز الى أسطول من الأقمار الاصطناعية في مدار الأرض. أما الجمهور الواسع، فيتعين عليه الانتظار بعض الوقت قبل أن تنطلق هذه الخدمات على نطاق واسع، على الأجهزة الذكية والساعات الموصولة بالإنترنت والسيارات. ولا يقتصر نظام تحديد الموقع الجغرافي على تبيين الطريق الأفضل لسلوكه، بل إن هذه الخدمة تطاول توصيل الأطعمة إلى المنازل والإعلان عن مكان الإقامة على مواقع التواصل، وما زالت تطبيقات جديدة مشابهة تظهر باستمرار. ومن الخدمات المقدمة أيضاً بفضل الأقمار الاصطناعية المصممة لتحديد المواقع الجغرافية، جهاز مخصص للأشخاص المسنين يرسل نداء استغاثة في حال وقع حامله، وعقد يراقب الحالة الصحية للقطط، وتطبيق يحدد موقع الأطفال لحظة بلحظة، وغير ذلك. ويعد الأوروبيون أن يكون نظامهم متفوقاً على "جي بي أس" الأميركي و"غلوناس" الروسي، و"بيدو" الصيني، بدقته العالية التي تصل إلى متر واحد، وحتى الى بضعة سنتيمترات في الخدمات المدفوعة. ومن الخدمات التي يقدمها "غاليليو" ما يفيد في عمليات البحث والإنقاذ، فأي نداء استغاثة في أي موقع كان في الأرض، سيظهر فور إطلاقه. وقالت الناطقة باسم المفوضية الاوروبية، لوسيا كوديه: "اليوم، يتطلب الأمر ساعتين أو ثلاثاً لتحديد مكان شخص مفقود في البحر أو الجبل، أما مع غاليليو فلن يتطلب الأمر أكثر من 10 دقائق". ويتيح "غاليليو" للمستخدم التثبت من أنه فعلاً على هذه الشبكة، وليس على شبكة أخرى، ويفيد ذلك في مجال السيارات الذاتية القيادة، لتجنيب تعرضها للسرقة من خلال القرصنة من بعد. ولا يتوقع أن تكون دقة "غاليليو" عالية في البداية، بل ينبغي الانتظار حتى العام 2020 حتى تكون كل أقماره ال30 في المدار، علماً أن عددها الآن لا يزيد عن 15، وحينها سيكون "غاليليو" ذا خدمة دقيقة جداً تغطي كل العالم. يذكر أن مشروع "غاليليو" أطلق في العام 1999، وبلغت تكاليفه عشرة بلايين يورو، ومن المقرر أن ينتهي العمل فيه ويصبح في طاقته التشغيلية القصوى في 2020.