أبدت قوات «الحشد الشعبي» استعدادها للتوجه إلى سورية إذا طلبت دمشقوبغداد ذلك، أو تعرض «الأمن القومي العراقي» لتهديد «داعش» عبر الحدود بين البلدين، فيما أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات العراقية تسيطر على 20 في المئة من وسط الموصل. وكان إعلام «الحشد الشعبي» أعلن عن الانتهاء من «المرحلة الخامسة» لعملياته في المحور الغربي بعد تحقيق مكاسب ميدانية بقطع طرق إمداد «داعش» قرب بلدة تلعفر، في حين يتعثر الجيش في التقدم صوب نهر دجلة، وما زال يسيطر على نحو 30 حياً فقط من أصل 56 في الجانب الأيسر من الموصل. وأوضح الناطق باسم الحشد النائب أحمد الأسدي، خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران أن «القوات تعد جزءاً من المؤسسات الرسمية في المنظومة العسكرية العراقية، وتخضع للقوانين». وأضاف: «نعتقد بأن اتصال الجبهتين بين العراق وسورية يحتم علينا التوجه إلى غلق حدودنا بعد تحرير الموصل في حال شكل الأمر تهديداً للأمن الوطني، بطلب رسمي من بغدادودمشق»، ولفت إلى أن «واحدة من مهمات الحشد تحرير كل المنطقة، وصولاً إلى الحدود السورية بعد تحرير القيروان والبعاج وأعرب عن أمله ب «ألا يطول الانتظار ويكون المؤتمر الصحافي في الموصل»، وذكر أن «الحشد تمكن من تحرير نحو 4000 كلم مربع و200 قرية وعدد من النواحي ووصل إلى الحدود البلدية لمدينة الموصل»، ونفى وجود «أي تنسيق مع القوات الأميركية أو ما يشاع عن بطء في المعركة التي تحتاج إلى شهور». وأكد «العثور على وثائق تتعلق بإدارة داعش وأخرى تشير إلى علاقته بجهات خارجية. لكن لم نعثر على وثائق تثبت دوراً لدول الاستكبار في إدارة هذه المجموعات». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية جيف ديفيس في بيان أمس أن «القوات العراقية حررت نحو 20 في المئة من مركز الموصل منذ انطلاق الحملة العسكرية، وتمكنت من إنشاء تثبيت مواقع دفاعية في المدينة لدعم تقدمها». وأضاف أن «طائرات التحالف شنت خمس غارات لدعم الجيش أسفرت عن تدمير طرق إمداد وثلاث وحدات تكتيكية لداعش ومبان يستغلها التنظيم»، وأضاف أن «حصيلة الضربات كانت تدمير نحو ألف عربة مفخخة وأكثر من 100 نفق و20 نظاماً دفاعياً مضاداً للطائرات وعشرات منصات المدفعية وقذائف الهاون». ميدانياً، خاضت قوات الفرقة المدرعة التاسعة مواجهات في منطقة الأعافرة بين حيي الوحدة والانتصار ونجحت في تفجير عربات مفخخة قبل وصولها إلى دفاعاتها بعد إحداث ثغرة في دفاعات التنظيم ليدخل من جهة منطقة العزيرات، واشتبكت معه قرب جامع البر التواب، فيما وصلت تعزيزات عسكرية تقدر بفوج قتالي مدرع من جنوب الموصل لدعم عمليات الفرقة. وأعلن اللواء الركن معن السعدي، قائد قوات العمليات الخاصة الثانية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب أمس «السيطرة التامة على الطريق المؤدي إلى مرقد النبي يونس في المحور الشرقي، واقتربنا من حدود التلة الأثرية». وتناقلت وسائل إعلام محلية تقارير من داخل الموصل أمس تشير إلى «سقوط عشرات المدنيين نتيجة قصف في أحياء النور والفلاح والقدس، وسط معارك ضارية بين عناصر داعش وقوات الجيش، ما تعذر الوصول لإنقاذ الضحايا، ولم يتم التأكد من مصدر نيران القصف»، واتهمت مصادر محلية «داعش باستهدف حيي المثنى والزهور من منصات في حي الحدباء شمال المدينة، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين».