تداولت الأوساط السياسية الليبية أمس، معلومات عن مغادرة رؤساء وأعضاء بعثات ديبلوماسية أجنبية البلاد، في ظل اعتداءات متكررة تستهدفها، كان آخرها أمس، سطو بالسلاح على السفارة البرتغالية وسرقة سيارة تابعة للسفارة الأميركية، فيما ظل مصير السفير الأردني فواز العيطان والديبلوماسي التونسي القطراني العمروسي مجهولاً، بعدما اختطفهما متشددون يطالبون بإطلاق رفاق لهم مسجونين في الأردنوتونس. ولم تتمكن وزارة الخارجية الليبية من تأكيد مغادرة بعثات ديبلوماسية الأراضي الليبية. وقال الناطق باسم الوزارة سعيد الأسود ل «الحياة»: «إن الخارجية الليبية لم تتبلغ رسمياً من أي سفارة أجنبية، رغبة سفير أو ديبلوماسيين بالمغادرة». وأشار الأسود إلى أن تصريح وزير الخارجية التونسي الحامدي المنجي عن تقليص تونس بعثتها في ليبيا «لم يدخل حيّز التنفيذ، ولم تتبلغ الوزارة ولا السفارة الليبية في العاصمة التونسية بهذا الإجراء». أتى ذلك في وقت أفادت أنباء في طرابلس بأن السفير العراقي سعد محمد رضا غادر إلى تونس على عجل، بعد تلقيه تحذيرات من مخطط لاختطافه على خلفية وجود ليبيين مسجونين في بلاده. وأشارت معلومات أخرى إلى إجلاء أفراد بعثات ديبلوماسية في السفارات الإيطالية والألمانية والمالطية، فيما لم يتسنَّ على الفور، تأكيد أنباء عن مغادرة السفيرين الإماراتي سعيد عبيد والبريطاني مايكل آرون في ظل التدهور الأمني. وعزا مصدر رسمي ليبي هذه «الهجرة» الديبلوماسية إلى «استهانة بعض المتشددين الإسلاميين بالنظم والأعراف الديبلوماسية وإقدامهم على اختطاف سفراء وديبلوماسيين أجانب ومهاجمة مقار سفارات». ورأى المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، أن هذه الاعتداءات «متعمدة» على خلفية الكراهية التي يكنها المتشددون للديبلوماسيين الأجانب، وهي «تذكر بوضع أفغانستان في ظل حكم طالبان حين خلت من الوجود الديبلوماسي الأجنبي باستثناء بعثة واحدة او اثنتين على الأكثر». ويلاحظ في المقابل نشاط ديبلوماسي واسع للسفيرة الأميركية في طرابلس ديبورا جونز التي كثفت أخيراً جولاتها في ليبيا ولقاءاتها مع قياديين من الثوار محسوبين على التيار الإسلامي، الامر الذي قوبل بانتقادات في أوساط خصومهم الليبيراليين. وأعرب مسؤولون ليبيون عن اعتقادهم أن اختطاف الديبلوماسي التونسي الأسبوع الماضي، سيؤثر سلباً في جلسة حوار بين فرقاء ليبيين، دعا إليها زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي في محاولة للبحث عن حل للأزمة الناجمة من التجاذبات داخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والتي انعكست تردياً في الأوضاع الأمنية والسياسية. وأبلغت «الحياة» مصادر أمنية في طرابلس أمس، أن السفارة البرتغالية تعرضت لهجوم ليل الخميس – الجمعة، شنه أربعة مسلحين بهدف السطو. وأدى اشتباك بين المهاجمين وحرس السفارة إلى جرح أحد العناصر الأمنيين المكلفين حراستها. ولاذ المهاجمون بالفرار لدى وصول تعزيزات أمنية إلى المكان، بعدما استولوا على أسلحة للحراس وسيارات تابعة للبعثة الديبلوماسية البرتغالية. وأشارت المصادر إلى أن طرابلس شهدت ليل الجمعة – السبت، عمليات سرقة خمس سيارات، إحداها تابعة لحرس السفارة الأميركية. وأبدت المصادر مخاوفها من أن تكون سرقات السيارات هدفها استخدامها في اعتداءات وعمليات تخريب.