اعلن وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز أن مهاجمَين قتلا مساء الأربعاء في الهجوم على السفارة الروسية في طرابلس، نافياً أن يكون أوصى الديبلوماسيين الروس بمغادرة البلاد كما قالت موسكو في وقت سابق، فيما أجلت روسيا أمس جميع الموظفين في سفارتها في طرابلس إلى تونس. وقال الوزير عبد العزيز أن «ليبيَّين قتلا في الهجوم» على السفارة الروسية الأربعاء، موضحاً انه طلب من العاملين في السفارة عدم تمضية الليل فيها خشية تعرضهم لهجوم ثان اثر مقتل الليبيين. وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش صرح أمس «نظراً إلى الأوضاع اتخذ قرار إجلاء جميع موظفي ممثلياتنا الديبلوماسية (في ليبيا) وعائلاتهم عبر تونس». وأضاف المتحدث في بيان «في زيارة إلى السفارة اطلع وزير الخارجية الليبي السفير الروسي بأن الطرف الليبي عاجز عن ضمان امن السفارة وحمايتها وأوصى موظفيها بالمغادرة». وتابع «يوم 3 تشرين الأول (أكتوبر) عبر جميع موظفي السفارة الروسية وعائلاتهم الحدود التونسية بأمن وسلام. ومن المقرر إعادتهم إلى موسكو في رحلة خاصة الجمعة (اليوم) في 4 تشرين الأول». وذكرت مصادر ديبلوماسية في ليبيا إن حراس أمن أطلقوا أعيرة نارية لتفريق نحو 60 شخصاً حاولوا اقتحام السفارة الأربعاء. وقالت وكالات روسية إن المسلحين وصلوا في مركبتين قبل أن يطلقوا النار. ودّمر المتظاهرون سيارة كانت متوقفة أمام مبنى السفارة وألحقوا أضراراً بالبوابة الرئيسية للمبنى. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية مساء الأربعاء أن سفارتها في طرابلس تعرضت لإطلاق نار وحاول مسلحون دخول مجمعها، فيما ذكرت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن مصادر لم تذكرها أن «المهاجمين فتحوا النار ومزقوا العلم الروسي» وقالوا إنه تم نقل العاملين في السفارة إلى المطار كإجراء احترازي. ووصلت عناصر من اجهزة الأمن الى المكان من اجل ضمان امن الديبلوماسيين داخل السفارة، ونجحت في تفريق المتظاهرين وإجلاء الطاقم الديبلوماسي للسفارة الروسية. وفي وقت لاحق زار رئيس الحكومة علي زيدان ووزير الخارجية السفارة «للاطلاع على الخسائر التي خلفها الهجوم»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الليبية. ووفق الوكالة فإن الهجوم لم يسفر إلا عن «خسائر طفيفة» في المبنى. وأوضحت الوكالة نقلاً عن مصادر في وزارة الداخلية أن تحقيقاً قد فتح وأن اجهزة الأمن تبحث عن المهاجمين. وسعت روسيا إلى تصوير الهجوم على سفارتها في ليبيا على أنه تصفية لحسابات شخصية وليس ضربة للعلاقات الديبلوماسية والتجارية مع طرابلس. وقال مصدر في الكرملين لوكالة إيتار- تاس «على حد علمي وقع هذا الأمر لأسباب شخصية. لحسن الحظ لم يصب أحد من موظفي السفارة». وسرت معلومات متناقضة منذ الثلثاء حول ظروف اغتيال ضابط في الجيش في حي سوق الجمعة بطرابلس. وأكدت بعض المصادر أن امرأة روسية اغتالت هذا الضابط لدوره في الثورة على نظام معمر القذافي في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن الأمر يتعلق بزوجة الضحية التي قتلته لدوافع شخصية. وقال مصدر ليبي إن الهجوم لا يبدو أن له صلة مباشرة بأي جماعة متشددة.