اعتبر الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله أن هناك أطرافاً في لبنان «منزعجون من وجود حكومة الوحدة الوطنية». وربط بين «انشغال الوضع العربي بأزماته، والمخططات الاميركية والاسرائيلية الجارية في التنفيذ»، داعياً إلى «الهدوء لأن الاتصالات قائمة، ونريد لبنان سليماً معافى وأخضر حتى لو تطلب ذلك تقديم الدماء». وإذ اكد «رغبتنا جميعاً في معرفة الحقيقة والعدالة»، رأى انها «يجب ان تكون حقيقة عادلة وليس كالظلم الذي طاول سورية والضباط الاربعة والأخوين عبد العال». وسأل: «هل التحقيق الدولي بمراحله المختلفة يوصل صدقاً الى الحقيقة التي تؤدي الى العدالة؟»، معتبراً ان سؤاله «محض انساني ولا علاقة له بالعصبيات». وذكر ان تجربة شهود الزور تجربة مؤلمة»، موجهاً شكره الى الرئيس سعد الحريري «باعترافه اخيراً بمسألة تضليل شهود الزور». وقال: «هناك شهود زور بني على شهاداتهم انقلاب ومشاريع سياسية كبرى في المنطقة، وكان التحقيق الدولي يعمل على تسريب شهادتهم». وأعلن انه سيكشف المزيد من المعلومات حول هؤلاء الشهود في مؤتمر صحافي سيعقده لاحقاً. رعى الامين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله احتفالاً أقامته مؤسسة «جهاد البناء» لمناسبة اختتام حملة غرس مليون شجرة لعام 2010، وحضره وزراء ونواب والسياسيين وممثلي أحزاب. وتوقف في بداية كلمته عند حملة التشجير، مشيراً الى أن جهات كثيرة شاركت فيها الى جانب «جهاد البناء»، «ونحن حريصون على تعميم هذه الثقافة، فهذه مسألة وطنية كبرى». وشكر «للإخوة في سورية» التعاون مع «جهاد البناء»، ورأى «أن لبنان بحاجة لهذه الشجرة يحميها لتحميه»، متحدثاً عن «الميزات الدفاعية للطبيعة»، وقال: «منذ عام 1978 كان الإسرائيليون يتعمدون قطع الأشجار في المناطق المختلفة لميزتها الدفاعية. واذكر بعد التحرير تجولت أنا والأخ الشهيد عماد (مغنية) من الناقورة من الساحل على طول الحدود الى منطقة مزارع شبعا الى قرب المواقع الإسرائيلية، وكان لافتاً اللون الأخضر داخل فلسطينالمحتلة، أحراج وغابات حتى في محيط المستعمرات، وداخلها أما من الحدود الى مناطقنا اللبنانية شمالاً فنرى يباساً، وأرضاً جرداء». زيارة نجاد وانتقل الى محور زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، وقال: «انه يأتي كرئيس للجمهورية الإسلامية وكممثل للثورة الإسلامية المباركة وليس ليعبر فقط عن فترة رئاسته انما عن تاريخ هذه الجمهورية والثورة منذ انتصارها على نظام الشاه عام 1979، ومنذ انتصار الثورة الإسلامية، تقدم الجمهورية الإسلامية الدعم المعنوي والسياسي للبنان وفلسطين وسورية والشعوب العربية والحكومات العربية والحق العربي، وأخذت موقفاً حاسماً قاطعاً متقدماً في الصراع مع إسرائيل، يكفي هذا الإنجاز لنقول للإمام الخميني والثورة الإسلامية شكراً وألف شكراً، ولكن هل قلنا؟ هذا بحث آخر». وقال: «من واجبي أن أذكر، لأن الإخوة الإيرانيين لن يتحدثوا عن ذلك، وأنا تكلمت مع الرئيس نجاد عندما كان يحضر لهذه الزيارة... كنت أقول له انه ربما نفتتح بعض المشاريع الكبرى التي ساهمت بها إيران، فقال لي بالحرف الواحد: أي عمل يمكن أن يشعر من خلالها الشعب اللبناني بالمنة عليهم لا أريده، قمنا بواجبنا تجاه هذا الشعب ويجب أن نشكره على صموده ومقاومته وحرصه على كرامته والانتصار الكبير الذي أهداه للأمة». وتابع: «للبنانيين الذين ينتظرون هذه الزيارة من مواقع مختلفة وبالغالب هي مواقع إيجابية، وعلى كل حال هذا من ميزة لبنان وماهيته أيضاً، إذ يبقى هناك بعض المواقف السلبية»: «في الثمانينات والتسعينات حين كانت تهدم إسرائيل البيوت ولا تستطيع الدولة تغطية التعويض كانت تتم تغطيته بدعم من إيران وصولاً الى حرب تموز». وكشف أن «حزب الله» عوّض على الناس من الدعم الإيراني، واصفاً إياه بأنه «مبالغ طائلة وضخمة، وجرى من خلال الآلية الحزبية، ولنسميها «الآلية الحزبالاهية» السريعة». وقال: «الرئيس نجاد ضيف لبنان الرسمي ولا يأتي الى هنا بدعوة من طائفة أو جهة، بل من لبنان الرسمي وعلينا التعاطي بالأخلاق وحسن الضيافة اللبنانية». واضاف: «الإيراني يعرض علينا ونحن نضع عليه شروطنا، وهذا يؤكد أن الخلفية السياسية متقدمة على قرار ونية لمساعدة لبنان وتقويته، الأخوة في إيران عرضوا خدماتهم فإذا أراد اللبنانيون التعاون فهذا لمصلحة لبنان، وإذا لا فلا أحد أجبر أحداً على شيء. وإذا قالت الحكومة اللبنانية نحن لا نريد تسليح إيراني للجيش اللبناني، فلا مشكلة، ولا داعي لوضع الشروط والصراخ وكأن إيران مستقتلة ليكون لها موطن قدم في لبنان». وسأل: «من يريد أن يخرج سورية من لبنا؟. الجيش السوري من الممكن أن ينسحب من لبنان لكن سورية لا أحد يستطيع أن يخرجها من لبنان هذه حقائق التاريخ والجغرافيا». وزاد: «ما دام هناك أناس يحبون إيران في لبنان، فسواء سلحت الجيش أم لا أو دعمت لبنان أم لا، لن يتغير شيء من أن لدى إيران حضور أو احترام أو تقدير على الساحة اللبنانية». وقال: «نحن عندما فرض مجلس الأمن عقوبات على إيران، نحن في لبنان لم يمكننا أخذ موقف رافض للعقوبات على دولة ساعدتنا 30 عاماً، فكان جواب إيران «إننا نتفهم ظروفكم». لكن، نتيجة النكد السياسي في لبنان حتى أبسط موقف لنصرة صديق وقف الى جانب لبنان في أصعب الظروف وما زال يقف فإن لبنان لم يأخذ هذا الموقف». ونفى نصرالله أن يكون نجاد يريد الذهاب الى الحدود لرمي حجر، وقال: «عملوا منها قصة سياسية وديبلوماسية. أما أنا فإذا سألني أحمدي نجاد أقول له أن ترمي أكثر من حجر... الموضوع لم يكن مطروحاً ولم يطرحه أحد، هم اخترعوا هذا الموضوع. كنا نرغب في أن يزور الرئيس نجاد البقاع ومناطق لبنانية أخرى لكن ضيق الوقت وضغط البرنامج لم يساعدا على ذلك». وحض «اللبنانيين والفلسطينيين على المشاركة في استقبال الرئيس الإيراني والمشاركة في الفعاليات الشعبية «بكثافة وبصبر». المحكمة الدولية وتطرق نصرالله الى ما يدور الآن من نقاش حول موضوع المحكمة الدولية والقرار الظني وشهود الزور، فذكر بداية بأن البلد «كان هادئاً ومستقراً وحكومة الوحدة الوطنية كانت ماشية وشغالة، وناقشنا الموازنة وأرسلناها الى المجلس النيابي، وعلى رغم الاختلاف الذي حصل داخل جلسة مجلس الوزراء في شأن العقوبات الدولية على إيران كذلك تم تجاوز الأمر. وأكملنا بشكل طبيعي. زارنا الرئيس سعد الحريري وتكلمنا... وكان إيجابياً كثيراً، ولكن في آخر الجلسة أبلغني كما ذكرت في مؤتمر سابق أنه في تشرين الأول أو الثاني سيصدر بلمار قراراً ظنياً (يتهم عناصر من «حزب الله» بالمشاركة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري).. أقول ذلك للتذكير، لم أطلع على الإعلام ولم أفتح الموضوع، واستمرينا على أساس أن هذا الموضوع نرى كيف نعالجه داخلياً واتفقنا على استمرار التواصل». وأضاف: «الذي حصل أن (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي) اشكينازي ظهر عبر الإعلام وتكلم عن القرار الظني ومضمونه وبشّر الإسرائيليين بأنه سيحصل اتهام لحزب الله وبأن لبنان سيواجه أياماً صعبة ونحن تريثنا قليلاً حتى بدأنا بفتح الموضوع». وزاد: «فتحنا الموضوع علناً. إذ انه لم يكن يكفي معالجة فقط في الجلسات الداخلية دخلنا في النقاش والجدال. وأنا أريد هنا أن أعيد تنظيم النقاش، كلنا كلبنانيين نريد الحقيقة. ولا أحد يتهم الآخر بأنه لا يريد الحقيقة. وكلنا يريد العدالة. لكننا نريد الحقيقة وليس ما هو مزور باسم الحقيقة. نريد العدالة الحقيقية لا الظلم باسم العدالة، كالظلم الذي طاول سورية والضباط الأربعة والأخوين عبدالعال وكثيرين من الموقوفين، والذي طاول حلفاء سورية خلال أربع سنوات إذ انه بني على غير الحقيقة». وسأل: «هل التحقيق الدولي في مراحله المختلفة حقيقة وصدقاً يوصل الى الحقيقة التي تؤدي الى العدالة؟ سؤالي الثاني لا علاقة له بالسنّة والشيعة والمسلمين والمسيحيين والدروز والموارنة. اللبنانيون عايشوا التجربة من أول رئيس لجنة تحقيق دولية الى بلمار الآن وأصبح عمرها سنوات، هل هذا التحقيق الدولي من خلال التجربة والأداء والسلوك والتفاصيل يوصل الى الحقيقة؟». وأكد أن «التجربة التي رأيناها حتى الآن بدءاً مثلاً من موضوع شهود الزور، مؤلمة جداً، كلكم عانيتم وعانينا. ونعم أخيراً الرئيس سعد الحريري وهو مشكور على هذا الكلام الجيد والطيب الذي قاله في «الشرق الأوسط»، إنه نعم يوجد شهود الزور وخربوا العلاقات بين لبنان وسورية، والغريب أن هناك أناساً حتى الآن في لبنان ما زالوا ينكرون وجود شهود زور. أُخذ بشهادات شهود الزور، وهناك من يريد توسيع الملف لا بأس، لا احد يجب أن يخاف من فتح ملف شهود الزور وتوسيعه لأن توسيعه لمصلحة القضية. هناك شهود زور بني على شهادتهم توقيف أناس كبار ومشاريع سياسية كبرى في لبنان والمنطقة». وسأل: «لماذا هذا الإصرار على حماية شهود الزور من قبل السيد بلمار والأمم المتحدة؟، نحن كنا نطالب بمحاكمتهم. وعندما طلب شباب (من الحزب) للتحقيق وقبل أن نرسلهم للتحقيق، أرسلنا اخواناً وجلسوا مع ممثل التحقيق الدولي في لبنان وطلبنا منه أموراً عدة، أنه يوجد أزمة ثقة لكن هناك بعض الأمور إذا قمتم بها تعيدون الثقة، منها محاكمة شهود الزور. المدعي العام لم يدع على شهود الزور والمحكمة لم تحاكمهم. بل هي تحميهم». وأضاف: «نحن في لبنان طالبنا الحكومة بأننا نريد أن نفتح ملف شهود الزور ومن صنعهم وفبركهم ومن يقف وراءهم، ولا نريد أن ننتقم من أحد، فخرج أناس ليقولوا لا يوجد شهود زور ثم حصل الاعتراف بهم، وإنهم قبلوا بمناقشته وكلف وزير العدل بالملف منذ شهر ونصف الشهر، لكن كانت المماطلة واضحة». ولفت نصرالله الى أن «خطوة الرئيس نبيه بري الأخيرة والتي تمت من دون تنسيق مع المعارضة لأسباب تخصه وتضامنت المعارضة كلها مع هذه الخطوة، كانت موقفاً متقدماً وعملت صدمة إيجابية في البلد وليست سلبية أبداً». وقال: «الثلثاء المقبل سيناقش الملف ومعلوماتي أنه لم يوزع بعد شيء على الوزراء، لكن من الواضح أن هناك من يريد أن يماطل. وعلى جلسة مجلس الوزراء المقبلة أن تبت هذا الموضوع الذي لا يحتاج أكثر من جلسة واحدة». وأضاف: «بعد تحويل الملف الى القضاء يجب ان نتابع جميعاً وأن لا تحصل مماطلة وأخذ موقف حاسم قاطع متقدم في الملف، إذ يوجد أناس يقولون منذ الآن لا يمكننا أن نقاضي شهود الزور أو محاكمتهم إلا بعد صدور القرار الظني». وذكر بأنه في شهر رمضان الماضي «قدمت معطيات وقرائن وشواهد، والسيد بلمار تسلمها». وقال: «لنفترض أن لديّ بقية قرائن لا أريد أن أقدمها الآن الى أحد. ولنفترض أنه لا يوجد لدي شيء غير ما قدمته في وسائل الإعلام، أليس ما قدمته كافياً لفتح مسار تحقيق على هذه الفرضية؟». وأضاف: «كل المتداول في الصحافة العالمية ولبنانياً أن السيد بلمار سيعتمد على دليل اتصالات ويعتبره دليلاً ظرفياً كافياً على أساسه يوجه الاتهام، ودليل الاتصالات المبني على وجود تزامنات وليس على وجود أرقام هاتفية من أفراد من حزب الله متورطين في عملية الاغتيال وإنما على وجود اتصالات متزامنة في وقت واحد وفي زمن متقارب بين أفراد من حزب الله واتصالات كان يقوم بها بأرقام أخرى الذين يفترض أنهم قاموا بعملية الاغتيال». وسأل: «هل هذا الدليل دليل شرعي يمكن أن يوجه عليه اتهام؟». وزاد: «يقال الآن عن اتصالات ومعالجات وحلول ونوافذ للحلول. أنا لا أريد أن أوجد جواً متشائماً في البلد، ما زالت الآمال معقودة على ال «س س» والمساعي السورية - السعودية. وحتى الآن لا يستطيع أحد أن يقول إن هذه المساعي وصلت الى طريق مسدود». وأضاف: «هناك خطأ يرتكب في مقاربة الموضوع، اي تعالوا لنرى كيف نعالج آثار وتداعيات القرار الظني هذا خطأ». وسأل: «مَن يقول إن هذه التداعيات والآثار سنتحكم بها أنا وأنت وإننا قادرون على التحكم؟ ومن يعلم أن هذا القرار الظني هو الجزء الأول من مخطط يراد أخذ لبنان والمنطقة إليه، والموضوع يتجاوزنا كلنا؟».