تبحث إمارة المنطقة الشرقية، بالتعاون مع هيئة حقوق الإنسان، قضية فتاة سعودية، لجأت إلى دار الحماية الاجتماعية، مُدعية إنها تعرضت إلى «عنف أسري»، بعد قيام أشقائها بالاعتداء عليها ب«الضرب المبرح»، لثنيها عن الزواج من شاب، تقدم إلى خطبتها، اعتبره الأشقاء «غير مناسب». كما اتهمتهم بحرمانها من ميراثها من والدها، مشيرة إلى ان بقية أخواتها ووالدتها يعانين من «ظلم وقسوة» أخوانها. وأكدت الفتاة (31 سنة)، ل«الحياة»، تعرضها «في شكل مستمر، إلى عنف أسري» من جانب أخوانها، معربة عن مخاوفها من أن تتم «إعادتي إلى البيت، مرة أخرى، وينتقم أخواني مني»، واصفة أخوانها ب«المراوغين». وطالبت بأن «يوقعوا تعهداً بعدم التعرض لي». واتهمت الفتاة (تحتفظ «الحياة» باسمها)، أخاها الأكبر ب«الاستيلاء على ما تركه أبي لنا، بعد وفاته، حين كنت في العاشرة من عمري»، موضحة أن والدها «توفي قبل نحو 21 سنة، وأمي كبيرة في السن، ومريضة، واستولى أخي على ميراثنا، وأخذ في تعذيبنا، والتعدي علينا بالضرب والإهانة، إضافة إلى التهديد المستمر»، مشيرة إلى أن أخاها الثاني «تعاون معه في ذلك، لأنهما يريان أن المرأة ليس لها حقوق». وتفاقمت ظروف الفتاة منذ خمسة أشهر، حين «تقدم شاب لخطبتي، فرحب فيه أخي، واستقبله. ولكنه أخبرني بعد مضي ثلاثة أسابيع، أنه سأل عنه، ووجد أنه جيد، لكن اسم عائلته يصيبه بالحرج أمام الآخرين، لأنه ليس من عائلة كبيرة». وتابعت «أبديت موافقتي عليه، وتمنيت عليه أن يعيد التفكير في الأمر، ووعدني أن يفعل، غير أنه لجأ إلى المماطلة، وعدم الرد على اتصالات أهل الشاب، الذين كانوا ينتظرون منه الرد، مبرراًً بالانشغال». وأردفت أنها «طلبت من اخي الحديث معه، ووعدها خيراً. لكنه غضب لأن الخاطب جاء بشهود لعقد القران، وهو لم يخبرهم - بحسب قوله - بالموافقة بعد»، معترفة بأنها «أبلغت أهل الرجل موافقتي، لكنني طالبتهم بأخذ الكلمة النهائية من أسرتي، وعوضاً عن أن يقف أخي موقفاً رجولياً، ويتصل بهم، ليبلغهم رفضه، قام هو وأخي الأصغر، بالتعدي علي بالضرب المبرح، وبعد يومين أعادا الكرة من جديد، وهددني الأصغر، بتشويه وجهي، إذا لم أتراجع عن الزواج، وأخذ الأكبر، جميع أوراقي الثبوتية، خوفاً أن أتقدم بشكوى ضده». وقالت: «عندما طالبته بحقي في الميراث، رد بأنني امرأة، ولا حق لي فيه، وعمل على إخراجي من وظيفتي، التي أمضيت فيها نحو سبع سنوات»، مشيرة إلى أن أمها «تتعرض إلى الإهانة والعقوق منهما. وقد استوليا على إيراداتها من الميراث». وطالبت الفتاة بحقها في الميراث وإيراداته طوال الأعوام الماضية، وإلغاء الولاية عن أخيها، لأنه «ظالم، وغير أمين» بحسب قولها، مشيرة إلى وجود «اختلاسات مالية». كما طالبت ب«عودتها إلى مزاولة وظيفتها». وقالت إنها تنوي، «توكيل محامٍ لرفع الولاية عن إخوتي، واسترداد ميراثي وإيراداته». وأكدت بأنها تعرضت إلى «الضرب والشتم الإهانة، من جميع إخوتي»، لافتة إلى تعرض أختها الكبرى (43 سنة) هي أيضاً إلى ما تعرضت إليه، من »حرمان من الميراث، ورفض التزويج»، فيما تمكنت أختها الأخرى (37 سنة)، من الزواج، «بعد عناء طويل». وعزت سبب رفضهم تزويجهن إلى «الخوف أن يتوافر لنا سند، يساعدنا في استرداد حقوقنا».