أعلنت السعودية وروسيا أمس، أنهما تتوقعان أن يتوصل منتجو النفط من داخل منظمة «أوبك» وخارجها إلى اتفاق لتقليص إنتاج الخام ورفع الأسعار في أول تحرك مشترك من نوعه منذ 2001. وأشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح لصحافيين، الى أن هناك اتفاقاً وتوضع حالياً اللمسات النهائية. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، خلال فطور جماعي ضم في فيينا وزراء من «أوبك» والدول المنتجة المستقلة: «لا أرى أخطاراً تنذر بفشل الاتفاق». وقال الأمين العام ل «أوبك» محمد باركيندو، أنه يتوقع توقيع إجمالي 12 دولة غير الأعضاء في المنظمة على إعلان مع «أوبك» والمساهمة في شكل كامل بخفض الإنتاج بواقع 600 ألف برميل يومياً أو أكثر. وأضاف لصحافيين: «هذا اجتماع تاريخي للغاية... سيعزز ذلك الاقتصاد العالمي وسيساعد بعضاً من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تحقيق معدلات التضخم المستهدفة». تعهدات وبدأت «أوبك» اجتماعاً مع المنتجين المستقلين على أمل أن يتعهد المنتجون غير الأعضاء في المنظمة بتقليص الإنتاج بواقع 600 ألف برميل يومياً، بعدما اتفق منتجو «أوبك» على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً. وحضرت الاجتماع أذربيجان وكازاخستان وعُمان والمكسيكوروسيا والسودان وجنوب السودان والبحرين وماليزيا غير الأعضاء في «أوبك». وقال باركيندو أن بروناي أرسلت تعهداتها لكنها لم تحضر. وتواجه دول كثيرة من غير الأعضاء في «أوبك» مثل المكسيكوأذربيجان، انخفاضاً طبيعياً في إنتاج النفط، وقال عدد من وزراء «أوبك» الذين حضروا الإفطار الجماعي، أن المحادثات ستركز على ما إذا كان ذلك التقلص في الإنتاج سيعدّ مساهمة من جانب تلك الدول. وشدد وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، على أن مساهمات المنتجين المستقلين من المفترض أن تكون كافية للمساعدة على استقرار السوق. وقال نظيره الإيراني بيجن زنغنة، أن المنتجين غير الأعضاء في «أوبك» سيبدأون في خفض الإنتاج في 1 كانون الثاني (يناير)، على غرار دول «أوبك». وأخطرت السعودية مشترين في أوروبا والولايات المتحدة الجمعة، بأنها ستخفض إمداداتها النفطية اعتباراً من كانون الثاني، في إشارة إلى أنها بدأت بالفعل تنفيذ خطة خفض الإنتاج. وأخطرت الكويت والعراق أيضاً مشتري خامهما بخطط لتقليص الإمدادات. وأعلنت «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) أنها ملتزمة اتفاق تقليص الإنتاج، الذي توصلت إليه «أوبك». ونقلت وكالة «وام» عن الشركة، أنها ستُخطر زبائنها اعتباراً من هذا الأسبوع، بأي تغييرات محتملة في حصصهم من الخام في كانون الثاني 2017. ومن خارج «أوبك»، تعهدت روسيا وعُمان بخفض إنتاجهما، في حين قال مصدر في «أوبك» أن المكسيك قد تساهم في الخفض بما يصل إلى 150 ألف برميل يومياً. وعلى النقيض، تخطط كازاخستان لزيادة الإنتاج في 2017 مع تدشينها مشروع كاشاجان الذي طال انتظاره. وذكر موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا)، أن نوفاك سيزور إيران الثلثاء، لإجراء محادثات في شأن تعزيز التعاون في مجال النفط مع زنغنة. وأضاف الموقع أن «من المتوقع أن يطلق الجانبان محادثات جادة في شأن التعاون النفطي». ونوفاك هو رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين عن الجانب الروسي. وأضاف «شانا» أن اللجنة ستعقد اجتماعاً في طهران الأسبوع المقبل. الأسواق وارتفعت أسعار النفط نحو واحد في المئة بفعل آمال باتفاق المنتجين غير الأعضاء في «أوبك» على خفض الإنتاج خلال اجتماع أمس، لدعم اتفاق المنظمة على تقليص الإنتاج. غير أن العقود الآجلة ل «برنت» والخام الأميركي سجلت أول خسارة أسبوعية في أربعة أسابيع. وتعرّض النفط لضغوط من ارتفاع الدولار، الذي يجعل الخام المقوم به أغلى ثمناً لكثر من مشتريه، وهو ما أبقى الخامين منخفضين بنحو اثنين في المئة عن المستويات المرتفعة التي بلغها بعد إعلان «أوبك» خططها لخفض الإنتاج أواخر الشهر الماضي. وأغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي مرتفعة 66 سنتاً أو ما يعادل 1.30 في المئة إلى 51.50 دولار للبرميل، بعدما جرى تداولها في نطاق ضيق بين 50.86 و51.66 دولار للبرميل. وأغلقت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» مرتفعة 44 سنتاً أو ما يعادل 0.82 في المئة إلى 54.33 دولار للبرميل، بعدما جرى تداولها بين 53.77 و54.46 دولار للبرميل. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أن أمير البلاد صباح الأحمد الجابر الصباح، عيّن أمس عصام عبدالمحسن المرزوق وزيراً للنفط. وفاز مرشحون من المعارضة بنحو نصف مقاعد البرلمان البالغ عددها 50 مقعداً الشهر الماضي، في اقتراع يرى الكويتيون أنه في مثابة استفتاء على إجراءات التقشف التي جاءت نتيجة لانخفاض أسعار النفط العالمية.