يعالج «مستشفى 57357» المتخصص بسرطان الأطفال قرابة 70 طفلاً من الدول العربية سنوياً، إضافة إلى الأطفال المصريين. ويضم 150 غرفة، 80 في المئة منها مفردة و20 في المئة مزدوجة، إضافة إلى وحدة «علاج اليوم الواحد»، و6 غرف عمليات و20 سريراً للعناية الفائقة، ووحدة للجراحة باستخدام المنظار. وأوضح مدير المستشفى هاني حسين ل «الحياة»، أن «فكرة العلاج ترتكز على المساواة بين جميع الأطفال بالنسبة للحق في الدواء وبروتوكول العلاج وأفضل فرص الشفاء»، موضحاً أن عدد المترددين على المستشفى تصل إلى 60 ألف طفل سنوياً. وذكر ان الأيام العلاجية تصل إلى 75 ألفاً داخل المستشفى، لافتاً الى ان هذا الرقم يظهر الفارق بين الطفل المريض العادي الذي يتلقى العلاج لمرة وحيدة، والطفل المُصاب بالسرطان الذي يحتاج إلى المتابعة لفترات طويلة. وفي السياق عينه، أكّد أستاذ علاج أورام الأطفال وصاحب فكرة إنشاء المستشفى شريف أبو النجا، وجود مشروع لتشييد مركز لبحوث السرطان بجوار المستشفى، إضافة إلى اتفاقات تعاون مع «معاهد الصحة الأميركية» لإجراء بحث عن عنصر وراثي (جين) معين منتشر بين المرضى المُصابين بسرطان الدم. وأضاف أن هناك محادثات لإجراء بحث على أورام المخ مع مستشفى بوسطن لعلاج أورام الأطفال التابع لجامعة هارفرد. وأشار الى وجود «لجنة قيم» في مستشفى «57357» تتكوّن من أطباء ورجال دين وقانون وعلماء، تتولى النظر في مشاريع البحوث قبل الموافقة على تنفيذها. ويطبق المستشفى منهج التعليم الطبي المستمر من خلال الزيارات المتكررة لأساتذة الأورام من دول مختلفة. ويتواصل المستشفى عبر الفيديو (فيديو كونفرانس) مع مستشفى «القديس جود» في أميركا، وهو أشهر مستشفى لعلاج أورام الأطفال عالمياً على رغم أن سعته لا تزيد على 40 سريراً، لنقاش الحالات في «57357». ويدأب المستشفى على إقامة ندوات طبية ومحاضرات للمرضات والممرضين. وقال أبو النجا: «مع بداية العمل استعنا بطاقم تمريض من كندا، أما الآن فالتمريض المصري هو الذي يقوم بالعمل بنجاح... نقيم هناك دورات تدريب بالاشتراك مع الجامعة الأميركية في القاهرة لتنمية المهارات والتدريب على الأنظمة الطبية الحديثة لتطبيقها داخل المستشفى... ونستعد راهناً للتحول الى مستشفى رقمي، ما يعني إدارة العمل بالكامل من خلال أجهزة الكومبيوتر وشبكة الإنترنت». تبدأ رحلة العلاج من العيادات الخارجية التي تستقبل يومياً 400 طفل، يخضعون لوسائل التشخيص المختلفة التي تقررها لجنة طبية متخصّصة. وتنتهي الفحوص خلال 48 ساعة. ثم تعرض النتائج على لجنة طبية أخرى لتقويمها ووضع خطة العلاج. وحدّد مدير المستشفى المشكلة الحقيقية التي تواجهها مؤسسته بالقول: «توافر الأمكنة هو المشكلة الأصعب، وهذا جعلنا نفكر في إنشاء فرعين للمستشفى، أحدهما في شمال مصر والآخر في جنوبها». ويستقبل المستشفى 60 في المئة من مرضاه من القاهرة والمدن التي حولها، ولديه اتفاق مع أربعة دور ضيافة لتأمين إقامة الأطفال القادمين من محافظات بعيدة من القاهرة. وزاد حسين: «التحدي الأكبر لمستشفى «57357» يتمثل في الخدمة المتكاملة التي يجب ان تشمل علاجاً جراحياً وإشعاعياً وكيماوياً وإعادة تأهيل نفسي وبدني واجتماعي للطفل وأسرته من خلال عيادات في التخصصات الطبية كافة. ويواجه المستشفى تحدياً آخر يتمثل في الأمان المالي، كي يستمر في تقديم الخدمات». وأوضح أن تكاليف تشغيل المستشفى تبلغ 150 مليون جنيه سنوياً (الدولار يساوي 5،6 جنيه)، «وهذا يحتاج إلى وديعة بمبلغ 1،5 بليون جنيه للصرف من ريعها على تشغيل المستشفى». واكد حسن ان المستشفى من خلال فريق عمل ولا يوجد فيه قرار فردي... نلقى كل الدعم من السيدة سوزان مبارك التي كانت وراء إقامة المستشفى، من دون تدخل من جانبها في عملنا... لن نستطيع التحدث عن نسب الشفاء إلا بعد مرور من 4 إلى 5 سنوات على العلاج، لكننا يمكن أن نقول إن نسبة الوفيات أقل من 10 في المئة، و90 في المئة من المرضى لديهم المرض في حال هدوء، وإذا استمر كذلك لأكثر من 3 سنوات يتحوّل إلى شفاء. وتبلغ نسبة الإصابة في مصر 129 لكل مليون طفل، في حين أن نسبة الإصابة في أميركا 154 لكل مليون طفل. وفي المقابل، فإن ارتفاع نسبة من هم دون العشرين سنة في مصر، يوزايها إرتفاع عدد المُصابين».