ليس مفاجئاً أن ترقص المغنية اللاتينية من أصل لبناني شاكيرا على موسيقى شرقية، لكن أن تشارك فناناً عربياً في أغنية تنتمي موسيقاها الى التراث العربي، وتقدّم باللغتين العربية والانكليزية، فهو انجاز يُحسب للفنان راغب علامة الذي شاركته شاكيرا الغناء في أغنية «غود ستاف»، وسيصدر الدويتو ضمن ألبوم راغب الجديد «سنين رايحة سنين جاية». بسرعة قياسية، نفّذت شركتا «سوني» و «باك ستايج برودكشن» الدويتو. سُجلت الأغنية من غير أن يلتقي النجمان، اذ كتبت شاكيرا الكلمات التي غنتها بالانكليزية ولحنتها، ثم سجلت الجزء الخاص بها وأرسلته الى لبنان، في وقت كتب علامة الكلمات التي غناها بالعربية ولحنها، وتولّى جمع المادتين الموزع اللبناني داني الحلو الذي وضع اللمسات الأخيرة على الدويتو، لكن الأغنية «سُرّبت الى الاذاعات» قبل اصدارها رسمياً. فور بثّ «غود ستاف»، تصدّرت الأغنية المراتب الأولى. جمهور راغب يطلبها، ويتناقلها الناس على هواتفهم الخليوية. تلك الظاهرة، ألغت أي سؤال عن قيمة الأغنية الفنية لكونها سجلت عن بعد، واستدعت تعجب علامة الذي قال ل «الحياة»: «أستغرب النجاح الذي حققته الأغنية في فترة سريعة جداً، على رغم أننا لم نصوّرها، وعلى رغم تسريبها الى الاذاعات»، موضحاً أن «لا شيء يُسمى تعاوناً عن بُعد في ظل وجود تقنيات هائلة، وتكنولوجيا متطورة تسهّل التواصل والعمل»، متسائلاً: «اذا كانت العمليات الجراحية تُنفّذ عن بُعد، فهل يستعصي تنفيذ أغنية من مسافات بعيدة؟». ينظر علامة الى هذا التعاون على أنه «ثمرة تواصل بين ثقافتين وعلاقة بين نجمين من عالم مختلف». المستفيد، بالتأكيد، وفق المغني اللبناني، هو «الجمهور، علماً أنني لا أهدف الى العالمية على الاطلاق، ولا أملك وقتاً لها. تكفيني عروبية عالميتي، وبالكاد أجد وقتاً لتلبية نشاطاتي في العالم العربي ومتابعة جمهوري». ويشير في هذا السياق الى أنه لم يقع، طوال حياته، أسير هاجس العالمية. وعما اذا كانت شاكيرا قد أوصلته، تلقائياً، الى العالمية، بحيث يتمكن جمهورها العريض في العالم من سماع صوته في أغنية يؤديانها معاً، يؤكد علامة أنه لا يتابع الا ما يحدث في العالم العربي: «أشدد على أنني قدمت الأغنية لجمهوري العربي، ولا هاجس عندي للوصول الى العالمية أو تقديم الأغنية الى جمهور يتحدث لغة أخرى باستثناء الفائدة الوطنية العربية المرجوة من سماع هذه الأغنية، وهو معرفة الأجانب حين يستمعون الى هذه الأغنية أن العرب يقدمون الفن والفرح والأغاني الى العالم، وليسوا معنيين بتقديم الارهاب». تندرج «غود ستاف» في خانة الأغنية العاطفية، علماً أن الدويتو الذي ينفذ بين فنانين من بيئتين مختلفتين، الأحرى به أن يكون موضوعه انسانياً. على هذا الصعيد، يكشف علامة أن حلمه الفني يدور في محور تقديم أغنية للعالم، كفيلة بإيصال صورة حقيقية عن العالم العربي بأن ناسه رافضون للإرهاب. ويوضح أن الغرض من الأغنية «العالمية» تلك هو «تصحيح صورة مغلوطة عن العرب في العالم، تكونت نتيجة ممارسات سياسية خاطئة من جانب بعض السياسيين في العالم العربي، وقدمت صورة مخالفة لحقيقة هذا الشعب العربي». ويضيف: «أرفض أن أصنف أنا وابني وكل العرب في خانة الارهاب. حلمي هو التوجّه الى العالمية لأقول حقيقة العالم العربي وحقيقة وجودنا وأحاسيسنا وفننا وانتمائنا الانساني». وعما اذا كانت الأغنية المشتركة ستصدر في ألبوم شاكيرا المقبل، أعرب علامة عن اعتقاده بأن «شركة سوني التي ساهمت في تنفيذ المشروع، لم تقم به لترميه جانباً، لذلك أعتقد أن الأغنية سيتضمنها ألبوم شاكيرا المقبل»، مشيراً الى أنه وشاكيرا «فنانان غنينا في هذا المشروع الذي قررته شركة سوني التي تتعاون معها شاكيرا، وشركة باك ستايج برودكشن التي أتعاون معها». و «غود ستاف» ستكون احدى أغنيات ألبوم راغب علامة الذي يحمل عنوان «سنين رايحة سنين جاية»، ويصدر في ال 15 من الشهر الجاري.