يستعد المخرج الروسي أندريه كونتشالوفسكي لعرض فيلمه الجديد «كسارة البندق» نهاية العام الحالي، بعدما أعلن أخيراً، انتهاء أعمال التصوير. وقال كونتشالوفسكي إنه أراد للفيلم أن يخرج للعالم مباشرة باللغتين الروسية والإنكليزية و «نحن نستعد لعرض عالمي متميز لهذا العمل الذي نفذ بتقنيات جديدة وتقع أحداثه في عشرينات القرن العشرين في النمسا». وأثار المخرج المعروف بمواقفه الحادة جدلاً بعدما انتقد بعنف صناعة السينما في بلاده واتهمها بأنها «تحني رأسها أمام الغرب». وفتح صاحب «العم فانيا» نقاشاً صاخباً حول أوضاع السينما في روسيا، عندما أعلن أنه «يكره السينما الروسية»، واعتبر أنها فقدت مضمونها الجمالي بعدما «نهشتها الروح الاستهلاكية». وأوضح في محاضرة خاصة ألقاها أخيراً، بحضور طلاب من معاهد السينما ان «وضع السينما البريطانية أفضل بكثير من صناعة السينما الروسية». وقال: «حتى الهنود وضعهم أفضل سينمائياً، فالسينما الهندية تتطور وتتميز باستقلالها، بينما السينما الروسية اليوم، تراجعت كثيراً حتى يمكن القول إنها طأطأت رأسها أمام السينما الغربية». وأشار الى إنه لا يستغرب توجه المشاهد الروسي لرؤية أفلام «هوليوود» بدلاً من مشاهدة السينما الروسية، فالأخيرة «مملة، وأنا أكره السينما الروسية: فيها البشاعة كلها، وخالية من أي مضمون». ولكن هجوم كونتشالوفسكي على السينما الروسية لم يكن من دون إستثناءات، إذ أشار إلى «ظهور مجدد سينمائي روسي، يشبه عمله إنتاج هوليوود، وهو المخرج سيرغي بوندراتشوك بفيلمه «الجزيرة المأهولة» الذي هو نسخة من السينما الأميركية. لكنه استنساخ قد لا يكون له النجاح ذاته». لأن الفيلم صُورَ باللغة الروسية، وهذا يعني بأن أحداً في الغرب لن يراه». ويضيف: «هناك سبب آخر كي لا تحب السينما الروسية، ففي الإنتاج السينمائي الروسي، نسبة عالية من بقايا سينما». يذكر ان كونتشالوفسكي حصل على الجائزة الأولى للمهرجان الدولي الثامن للفيلم في مراكش قبل شهور، تقديراً لأعماله في مجال السينما. وعرضت في المهرجان مجموعة من أفضل أفلامه تحت عنوان «روسيا بعيون أندريه كونتشالوفسكي»، بينها «عش النبلاء»، و «بيت المجانين»، و «لمعان». وكان كونتشالوفسكي انطلق في رحاب السينما كاتب سيناريو في مطلع الأمر ثم مخرجاً، وسرعان ما ترك انطباعات بالغة الأهمية. وفي مطلع ثمانينات القرن العشرين هاجر الى الولاياتالمتحدة وأخرج بضعة أفلام لكنه كما قال «أدرك أن التعامل مع هوليوود يزداد صعوبة»، ما دفعه للعودة إلى بلاده. ويبقى فيلم «سيبيريا» أحد أبرز أعماله الملحمية الى اليوم بعدما حاز جائزة مهرجان «كان» عام 1973.