نبّه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم آي 6) أليكس يونغر أمس، إلى خطر «يُعتبر سابقةً» لتعرّض المملكة المتحدة لهجوم إرهابي ينفّذه تنظيم «داعش»، معتبراً أن بريطانيا لن تكون في مأمن «ما دامت الحرب الأهلية مستمرة» في سورية. ورأى أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد يعرقلان هزيمة التنظيم، بمحاولتهما تحويل سورية إلى «صحراء». إلى ذلك، دعا «داعش» أنصاره إلى شنّ هجمات في البحرين تستهدف القوات الأميركية، قبل زيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى الجزيرة. وأفاد موقع «سايت» الأميركي الذي يرصد تنظيمات متشددة، بأن «داعش» بثّ تسجيلاً قال خلاله مسلّح: «أينما وُجد أعداء الله، هناك جهاد»، وحضّ على استهداف الشيعة و «الجنود المرتدين للطغيان»، مشيراً إلى «قواعد أميركية تقلع منها مقاتلات لتصبّ نيرانها على الموحّدين في أراضي الإسلام». وعلّقت الحكومة البحرينية على التهديد، مؤكدة أنها «تبقى متيّقظة ضد النشاطات الإرهابية والتطرف». وشددت على أن «السلطات تواصل اتخاذ كل الخطوات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في المملكة». وحذرت السفارة الأميركية في المنامة، من أن «جماعات متطرفة» دعت أنصارها إلى «العمل ضد الحكومة البحرينية والقوات الأميركية». في لندن، أعلن يونغر أن بريطانيا تواجه «تهديداً يُعتبر سابقة»، مشيراً إلى إحباطها 12 مؤامرة إرهابية منذ حزيران (يونيو) 2013، وإجرائها مئات من التحقيقات. أتى ذلك في خطاب نادر ألقاه خلال لقائه إعلاميين في مقرّ «أم آي 6» وسط العاصمة البريطانية، للمرة الأولى منذ توليه منصبه عام 2014. وأضاف: «البنية المنظمة جداً لتخطيط الهجمات الخارجية في داعش، وعلى رغم أنها تواجه تهديداً عسكرياً، تُعِدّ مؤامرات لارتكاب أعمال عنيفة ضد المملكة المتحدة وحلفائنا، من دون حاجة إلى مغادرة سورية. لا يمكن أن نكون في منأى من هذا التهديد، ما دامت الحرب الأهلية مستمرة» في سورية. ورأى وجوب «نقل المعركة إلى ميدان العدو والتسلّل إلى التنظيمات الإرهابية في شكل مسبق، والاقتراب أكثر ما يمكن من مصدر» الخطر. واعتبر أن تدخّل بوتين إلى جانب الأسد، حيلة تكتيكية فجّة تجعل موسكو تصطفّ مع الأقلية العلوية، لافتاً إلى أن الجانبين «يسعيان إلى إيجاد صحراء وتسميتها سلاماً». ونبّه إلى أن «تعريف كل مَن يعارض حكومة وحشية بوصفه إرهابياً، يستعدي الجماعة التي يجب أن تكون إلى جانبهما، من أجل هزيمة المتشددين». وأشار يونغر إلى أن بريطانيا تواجه «حرباً هجينة» من دول معادية، عبر هجمات إلكترونية ودعاية وتخريب العملية الديموقراطية. وأضاف أنه سُئل مراراً عن مستقبل التعاون الاستخباراتي مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بعد تصويت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، وزاد: «جوابي أن ما أنتظره هو الاستمرارية. هذه العلاقات مستمرة منذ فترة بعيدة والعلاقات الشخصية بيننا قوية. أنا مصمّم على أن يبقى أم آي 6 شريكاً جاهزاً وفاعلاً جداً». إلى ذلك، اتهم رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني هانز غيورغ مايسن، روسيا بمحاولة «إضعاف ألمانيا أو زعزعة استقرارها». وأشار إلى «أدلة متزايدة على محاولات للتأثير في الانتخابات الاتحادية (المرتقبة) العام المقبل»، متحدثاً عن أدوات دعاية روسية واسعة و «استخدام هائل للموارد المالية»، لتنفيذ حملات «تضليل» تستهدف الناطقين بالروسية في ألمانيا وحركات وأحزاباً وصنّاع قرار. وأضاف: «نرى تجسساً إلكترونياً متزايداً وعمليات إلكترونية قد تعرّض للخطر المسؤولين الألمان والنواب والعاملين في الأحزاب الديموقراطية»، معتبراً أن «الدعاية والتضليل والهجمات الإلكترونية والتجسس والتخريب الإلكترونيَين، جزء من تهديد هجين يواجه الديموقراطيات الغربية». وزاد: «نتوقّع زيادة في الهجمات الإلكترونية، في مرحلة ما قبل الانتخابات».