من منا لا يحب خوض النقاشات، وخصوصاً إذا انتهى النقاش لمصلحته؟ لكن للأسف قد يخسر الكثير منا جولاتهم النقاشية مع الآخرين بسبب أخطاء لا يدركونه، وإن كنت ممن يحبون خوض النقاشات فلا داعي للتفكير في الوسيلة الأمثل للفوز بها، إذ إن هناك طرقاً أثبت العلم قدرتها على صقل مهارتك للفوز في النقاشات. وذكر «موقع بزنس إنسايدر» أنه يجب عليك محاولة تجنب مهاجمة أفكار الآخرين لأنك بذلك ستضعهم في وضع التحفز والقتال، وفي حال انفعال الشخص فلن تجد وسيلة للتواصل الفعال معها، وإن حاولت أن تقنع أحداً برأيك المخالف لرأيه يجب أن تبين له اتفاقك الشديد مع رأيه المعارض لك ثم تدفعه إلى الاستنتاج أن رأيه غير منطقي أو ربما سخيف. ويجب عليك أن تكون حضارياً أكثر وتحاول أن تتجنب الجدل قدر الإمكان، إذ أن الجدل ليس أكثر من عملية غير عقلانية، ولتنعم براحة البال وتتحلى بالأخلاق الحسنى فمن الأفضل أن تحترم وجهة الشخص الآخر حتى وإن كانت سخيفة، وفي هذا الشأن يقول أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في مدينة إرفاين بيتر ديتو، أن الأشخاص الذين يشعرون بتقدير أنفسهم بشكل ما يكونون أكثر قابلية لتلقي وجهات النظر المخالفة لهم. وإن كنت تمر في نقاش تنافسي مع أحدهم مثل نقاشات الأزواج أو نقاشات زملاء العمل، فحاول أن تطرح عليه أسئلة عامة مثل ما هو الشكل الذي تريده لحياتك في السنوات الثلاث القادمة؟ أو بأي طريقة ستتعامل مع المشكلة إن توافر لديك الكثير من المال؟ إذ يقول الطبيب النفسي جون جوتمان أن هذه الأسئلة من شأنها تحويل التفاعلات التنافسية إلى تعاونية. ولجعل كفة النقاش تميل لمصلحتك عليك بالتحلي بالثقة بالنفس أيضاً، إذ بينت دراسة أجريت في العام 2013 أن الناس لا يميلون إلى الإصغاء إلى أذكى الأشخاص الموجودين حولهم بل يصغون إلى من يبدون وكأنهم يعرفون كل ما هو صحيح. ويشير أستاذ الإدارة في جامعة يوتا بريان بونر، إلى أن الأفراد يبحثون من دون وعي وبطريقة فوضوية عن خبرة الأشخاص اعتماداً على صفات مثل الانفتاح، الجنس، العرق، أو مدى الثقة التي يتحلون بها، بدلاً من التركيز على ما يقولونه هؤلاء الأشخاص، موضحاً أننا عادة ما نخمن من هو الخبير بدلاً من اعتمادنا على الحقائق، وغالباً ما نخطئ في التقدير. وكذلك، حاول أن تروج لنفسك، وتبين لمن حولك تأييد الآخرين لرأيك وثقتهم فيه، إذ يقول الخبير روبرت سيالديني في كتابه «التأثير: سيكولوجية الإقناع» إن «الدليل الاجتماعي» واحد من أفضل الأساليب لجعل الناس يرون الأمور بطريقتك، ويعتمد هذا الأسلوب على الميل الموثّق للامتثال لرأي الغالبية رغم غرابته. ووفقاً للدليل الاجتماعي، فإن الناس يفترضون أنه بسبب تأييد الآخرين لك أو ثقة شخص مهم برأيك فأن ذلك يعني أنه صحيح وأنك على صواب، تماماً مثل ما تجعل الطوابير الطويلة أمام المطاعم الطعام بالداخل يبدو شهياً لنا. ولتدعيم نقاشك تجنب ذكر القصص والنوادر وحاول دائماً الاعتماد على الحقائق والدارسات لتجعل كلامك يبدو منطقياً أكثر.