تقدمت القوات العراقية أمس، في اتجاه وسط الموصل، بعد تطهير أحياء الجبهة الشرقية، وسط أنباء عن تدمير آخر جسر يربط شطري المدينة، فيما ألقى سلاح الجو العراقي ملايين المنشورات في مناطق يسيطر عليها «داعش» تطمئن الأهالي إلى «قرب نهاية التنظيم». ولاحظ التحالف الدولي أن قوة التنظيم بدأت تتراجع، وهو ينقل معداته إلى المحور الشرقي. جاءت هذه التطورات بعد ساعات على إعلان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر «إمكان استعادة الموصل قبل موعد تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها» في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، وفي موازاة إجراء «تعديلات على الخطة العسكرية» ومبادرة الجيش بالهجوم الذي تعثر نحو أسبوع. وأكد قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان، أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة دخلت مستشفى السلام في الحي الذي يحمل الاسم ذاته، وهي مستمرة في تطهيره من عصابات داعش». وأوضح قادة آخرون أن الجيش «اقتحم حيي الوحدة والميثاق جنوب شرقي المدينة، وسيطر على المستشفى التعليمي، وأصبح على بعد كيلومتر عن نهر دجلة الذي يجري وسطها». وتسعى القوات العراقية إلى تشتيت قدرات «داعش» الدفاعية لتخفيف الضغط عن قطعاتها في المحور الشرقي، حيث نجح عناصر التنظيم في الحد من تقدم جهاز مكافحة الإرهاب، وشنوا هجمات انتحارية منسقة. وما زال الجهاز يخوض معارك ضارية في الأحياء الشرقية، وأكد ضابط أمس «إحباط هجوم انتحاري بعربة مفخخة أثناء محاولتها التقدم نحو قواتنا، وتم تدميرها قبل وصولها إلى الهدف». وأفاد مصدر أمني بأن طائرات التحالف الدولي «قصفت الجسر القديم بين جانبي المدينة، وهو الأخير من أصل خمسة تعرضت للقصف في الأسابيع الماضية، ما أدى إلى تعطيلها لمنع التنظيم من نقل الإمدادات والعربات المفخخة»، وسبق أن أكد قادة عسكريون أميركيون، أن «الجسور تم تعطيلها موقتاً ولم تدمر بشكل كامل». وأفادت مصادر محلية بأن «داعش صعّد حملته التعبوية لرفع معنويات عناصره، ودعا إلى النفير العام والتطوع في صفوفه»، في مؤشر إلى تراجع عدد مقاتليه. ونقلت وكالة «رويترز» عن نائب القائد العام لقوات التحالف الدولي الجنرال سكوت إيفلاند قوله: «ما كنا نعتقد أنه سيكون أقوى دفاع لدى داعش نقله إلى الأمام». وأضاف أن «قوة العدو الذي كنا نواجهه تراجعت الآن عما كانت عليه قبل شهر... ما كان يدخره للضفة الغربية من النهر ينقله الآن إلى الشرق». وزاد أن الإرهابيين «استعدوا بشكل جيد واستخدموا متاجر للماكينات في الموصل لتصنيع ذخيرتهم والسيارات المدرعة المفخخة». ويقدَّر عدد مسلحي «داعش» في الموصل بين ثلاثة وخمسة آلاف. وقال إيفلاند «إنهم مدربون بشكل جيد ويملكون موارد جيدة وكان لديهم متسع من الوقت للاستعداد، ما جعل المعركة صعبة». وأضاف إن «المدينة معقدة... مدينة من العالم القديم. وكنا ندرك أن معركتها تحتاج إلى وقت طويل».