نيقوسيا - أ ف ب - زار الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس، قبرص البلد المتوسطي الذي تحبذه الجالية الروسية لمزاياه الضريبية والمناخية، وذلك لتعزيز علاقات اقتصادية وسياسية متينة أصلاً. وتتم الزيارة وهي الأولى لرئيس روسي للجزيرة المقسمة، في خضم مفاوضات بين «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى انقرة، وجمهورية قبرص، في الجنوب، بعد انطلاقها في ايلول (سبتمبر) 2008. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «فيليلفثيروس» القبرصية، اكد مدفيديف: «لطالما أيدنا حلاً للمشكلة القبرصية من دون ضغوط خارجية وبموافقة الطرفين». واضاف: «يبدو لنا واضحاً ان الحلول الجاهزة او الاجندات المصطنعة لمفاوضات بين المجموعتين، وخصوصاً للاستعانة بتحكيمات خارجية، غير مفيدة». وكانت موسكو دائماً مقربة من القبارصة اليونانيين وتقول انها لن تعترف أبداً ب «جمهورية شمال قبرص التركية». وفي حديث الى وكالة انباء «ايتار تاس» الروسية، رحب الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس، الشيوعي الذي يتحدث اللغة الروسية، بدعم موسكو المتواصل. وقال ان السلطات في «الاتحاد السوفياتي وبعده روسيا الاتحادية كانت دائماً تدعم قبرص وتلعب دوراً نشيطاً وحاسماً في مجلس الأمن من اجل حماية استقلال جمهورية قبرص وسيادتها ووحدة اراضيها». وخلال زيارة الرئيس الروسي سيوقع البلدان على نحو 15 اتفاقية كما اعلن مستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي سيرغي بريخودكو، منها اتفاق لتفادي الازدواج الضريبي. كما يفترض التوقيع على اتفاقات في مجالات الطاقة والسياحة والعلوم الجينية وبين شركة «ار تي اس»، وهي اكبر بورصة في موسكو وبورصة قبرص. وتنشط روسيا في قبرص في قطاعات المصارف والطاقة والخدمات المالية والعقارية، كما تعتبر الجزيرة قبلة للسياح الروس الذين ارتفع عددهم حتى احتلوا المرتبة الثانية بعد البريطانيين. واعلن كريس ويفر المسؤول في بنك استثمارات «اورالسيب» ان «قبرص تحولت في الواقع الى مركز خدمات مالية اوف شور بالنسبة الى روسيا». واضاف ان «موسكو تحرص على الا تستخدم الجزيرة كمركز تهرب ضريبي او على الاقل الا يستمر ذلك طويلاً». وافادت مصادر قبرصية رسمية انه خلال السنوات الخمس الاخيرة، بلغت الاستثمارات الروسية في قبرص 52,18 بليون دولار (37,54 بليون يورو). ومنذ انضمامها الى الاتحاد الاوروبي عام 2004، لم تعد قبرص جنة ضريبية كما كانت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لكن معدل الضرائب فيها لا يزال مغرياً. وافادت وكالة الانباء القبرصية «كي ان اي» ان موسكو «اقنعت السلطات القبرصية بضرورة تسهيل الاجراءات من دون تدخل القضاء لتوفير معلومات بناء على طلب من مؤسسات مالية روسية في شأن شركات ومؤسسيها ومالكي اسهمها».