حذّر نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة إقليم الجنوب سلفاكير ميارديت من إمكان تعرّضه للإغتيال مع اقتراب موعد استفتاء الجنوب مطلع العام المقبل، والذي يُتوقع أن يؤدي إلى نشوء أحدث دولة في القارة الافريقية. وحضّ أنصاره على الثأر لمقتله، مجدداً دعوته إلى انفصال الجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي. وصدر موقف سلفاكير في وقت بدا أن محادثات شريكي الحكم السوداني، حزب «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، في العاصمة الإثيوبية، وصلت إلى طريق مسدود في شأن الاستفتاء على مستقبل منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها. وقال زعيم قبيلة دينكا نقوك الافريقية التي تقطن أبيي، كوال دينق كوال، إن اجتماعاً عقد بين فريقين من قبيلته وقبيلة المسيرية العربية فشل في الاتفاق على تعريف الناخب والدفع بموقف محدد إلى حزبي «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية»، موضحاً أن قبيلة المسيرية لا تزال تطالب ب «نسيان» قرار هيئة التحكيم الدولية في شأن أبيي. لكن كوال أكد أن الاجتماعات المغلقة بين الوفدين الرسميين ل «الحركة الشعبية» و «الوطني» حققت اختراقاً في بعض القضايا السياسية. وقالت مصادر قريبة من المحادثات إن غالبية القضايا السياسية التي نوقشت في إطار الوفدين الرسميين حسمت خصوصاً ما يرتبط بالنفط، في حال تبعية أبيي إلى الشمال أو الجنوب بحسب نتيجة الاستفتاء الذي من المقرر أن يجرى متزامناً مع الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب في كانون الثاني (يناير) المقبل. وفي المقابل، اتهم حزب «المؤتمر الوطني» شركاءه في «الحركة الشعبية» بالتلكؤ في ترسيم الحدود من أجل ترحيل القضية إلى ما بعد الاستفتاء ومن ثمّ الاستفادة من النفوذ الذي تمتلكه داخل أروقة الدوائر الدولية لحسم القضية لمصلحتها. وقال نائب رئيس «المؤتمر الوطني» في ولاية الخرطوم محمد مندور المهدي إنّ «الحركة الشعبية» لا تريد أن يُحسم أمر الحدود قبل الاستفتاء حتى تصبح القضية عَالقة بين الشمال والجنوب. وجدد رفض حزبه إجراء الاستفتاء من دون استكمال ترسيم الحدود ضماناً لسلامته وتفادياً للرجوع الى مربع الحرب.