بدأ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس زيارة للجزائر «تقلّصت» من يومين إلى يوم واحد. وأجرى الرئيس الروسي بعيد وصوله محادثات مباشرة وعلى انفراد مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في إقامة الدولة في زرالدة، الضاحية الغربية للعاصمة، يُتوقع أن تكون ركّزت على ملفات التعاون العسكري وفي مجالات الطاقة، إضافة إلى موضوع شراء شركة روسية - نروجية لشركة «جازي» للاتصالات. وهذه أول زيارة لميدفيديف للجزائر منذ تقلّده الحكم خلفاً للرئيس السابق فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء حالياً. وأكدت مصادر جزائرية أن حكومة الرئيس بوتفليقة أغلقت الباب أمام مناقشة إمكان تنازلها عن «حق الشفعة» بخصوص مؤسسة «جازي» التابعة لشركة أوراسكوم تليكوم المصرية التي ترغب في بيع علامتها في الجزائر لشركة «فيمبلكوم» المملوكة لكل من «ألفا غروب» الروسية و «تلينور» النرويجية. وقالت المصادر إن الجزائر ردت في شكل ودي على رغبة روسيا في التوسط لإنهاء خلاف «أوراسكوم» مع الحكومة الجزائرية، لكنها أعلنت أنها «لا ترغب في التنازل عن حق الشفعة». وكان الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحي، استدعى وزراء على صلة بموضوع شركة الاتصالات «جازي» لدرس العرض الروسي، لكن المجلس خلص إلى رفض أي صفقة تعقدها أوراسكوم مع أي شركة أجنبية، وتمسك بحق الشفعة للدولة الجزائرية بخصوص تنازل أوراسكوم تيليكوم عن فرعها في الجزائر، وفق ما تنص عليه القوانين الجزائرية. وأوضحت أن السلطات الجزائرية لن توافق على أي صفقة تعقدها شركة أوراسكوم تليكوم في شأن بيع فرعها في الجزائر. وكان بيان لرئاسة الجمهورية أفاد الثلثاء أن هذه الزيارة ستسمح لرئيسي البلدين ببحث التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول قضايا الساعة الإقليمية والدولية. كما تم الإعلان أنه سيتم أيضاً خلال هذه الزيارة توقيع اتفاقات ثنائية تخص مجالات مختلفة. ويعد التعاون في التسليح من أهم مكوّنات التعاون المشترك بين الجزائروروسيا، لكنه يتناول أيضاً قضايا التعاون في مجال الطاقة والتعاون العسكري التقني وسير تنفيذ المشاريع الجزائرية القائمة بمساهمة شركات روسية. وقالت مصادر إعلامية روسية إن برنامج زيارة الرئيس الروسي لا يتضمن توقيع اتفاقات للتعاون العسكري الفني، بحسب ما نُقل عن مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو. وقالت إن ميدفيديف يطير إلى الجزائر ليتعرف على حاجة هذا البلد إلى السلاح والعتاد العسكري الجديدين، على أمل بأن تعرض على الجزائر تشكيلة واسعة من التقنيات البحرية العسكرية بما في ذلك زوارق هجومية صاروخية حديثة وسفن حربية. وتوقع الروس أن تطلب الجزائر تحديث غواصتين حصلت عليهما من روسيا، وقد تشتري مزيداً من طائرات التدريب وجملة من طائرات النقل العسكري. وأشاد مساعد الرئيس الروسي في حديث إلى صحافيين قبل سفر الرئيس ميدفيديف إلى الجزائر بالتطور الذي يشهده التعاون العسكري الفني بين روسياوالجزائر، مشيراً إلى أن تصفية قضية ديون جزائرية تقارب قيمتها 4.7 بليون دولار أخيراً فتحت الطريق «أمام تحرك كبير إلى الأمام». وأوضح بريخودكو أن الطرفين لا يخططان لتوقيع اتفاقات جديدة في مجال التعاون العسكري التقني. وقال: «إن الجانبين سيوليان أهمية خاصة لبحث تعزيز تعاونهما في مجال الطاقة بما في ذلك في سوق الغاز العالمية في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، الذي تعتبر روسياوالجزائر عضوين ناشطين فيه». وأضاف أن أحد المشاريع الكبرى الذي قد ينفذ في الجزائر من قبل شركة السكك الحديد الروسية هو تحديث خطوط السكك في ضواحي العاصمة، وقد تصل قيمة الصفقة إلى 810 ملايين و480 ألف يورو. في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن الرئيس التنفيذي لشركة «فيمبلكوم» الكسندر ايزوسيموف انه يأمل بأن تتم مناقشة شراء الشركة الروسية لأصول تابعة لأوراسكوم المصرية خلال المحادثات الجزائرية - الروسية. وقال ايزوسيموف للصحافيين «إنني مستعد لإثارة هذه المسألة لأنها استثمار كبير ... أحد أكبر الاستثمارات الروسية في الاقتصاد الجزائري. ولذا سيكون هذا منطقياً». وتسعى الحكومة الجزائرية إلى شراء «جازي» الوحدة المحلية لأوراسكوم تليكوم والتي تعد الأصل الأثمن في اتفاق «فيمبلكوم» المقترح لشراء أصول مملوكة للملياردير المصري نجيب ساويرس. وتبلغ قيمة الاتفاق المقترح 6.6 بليون دولار. وأكد ايزوسيموف أن «فيمبلكوم» ستفضّل الاحتفاظ ب «جازي» لكنها ستدرس بيعها «اذا أصرت الحكومة الجزائرية». وفي تونس، قال المحامي سمير بن عمر المتخصص في قضايا الإرهاب ل «رويترز» إن محكمة تونسية قضت بسجن سبعة شبان تونسيين لفترات تصل إلى سبعة أعوام بتهم إقامة صلات بتنظيم إرهابي والتخطيط للالتحاق ب «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» في الجزائر. وقضت المحكمة الابتدائية في العاصمة بسجن الشبان السبعة لفترات تتراوح بين عام واحد وسبعة أعوام بتهم الدعوة إلى جرائم ارهابية واقامة صلات بتنظيمات ارهابية ومحاولة التسلل إلى الجزائر للانضمام إلى جماعات مسلحة هناك».