لندن- ا ف ب - أطلت ظاهرة اللعب العنيف مجدداً في الملاعب الانكليزية بعد الاصابة الخطيرة التي تعرض لها المهاجم الدولي الفرنسي حاتم بن عرفة خلال مباراة فريقه نيوكاسل ضد مانشستر سيتي نهاية الاسبوع الماضي. والمعروف عن الكرة الانكليزية بأنها تعتمد على التدخلات البدنية العنيفة التي تؤدي في بعض الاحيان الى تخطي الحدود من دون اتخاذ الحكام اي اجراءات بحق اللاعب المعتدي. وفي المناسبة، فإن اللاعب الذي قام بمخاشنة ابن عرفة الذي اصيب بكسر مضاعف في ساقه وسيبتعد عن الملاعب لفترة ستة اشهر ليس انكليزياً بل من هولندا وهو نايجل دي يونغ. وللمفارقة فإن حكم المباراة لم يحتسب حتى ركلة حرة لنيوكاسل على رغم ان المخاشنة كانت واضحة تماماً. بيد ان مدرب المنتخب الهولندي برت فان مارييك سارع الى معاقبة اللاعب من خلال استبعاده عن مباراتي المنتخب «البرتقالي» المقبلتين في تصفيات كأس اوروبا يومي الجمعة والثلثاء المقبلين. وكان دي يبونغ ارتكب خطأً يستحق الطرد في نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010 عندما وجه قدمه على طريق لعبة الكونغ فو في صدر لاعب وسط اسبانيا تشابي الونسو لكن الحكم الانكليزي هاورد ويب لم يرفع في وجهه البطاقة الحمراء قبل ان يعترف قبل ايام بانه كان يتعين عليه ان يفعل ذلك. ويأتي تصرف فان مارييك ليساند بطريقة غير مباشرة مناشدات مدرب ارسنال الفرنسي ارسين فينغر بضرورة قيام المسؤولين والمدربين باتخاذ إجراءات صارمة بحق اللاعبين الذين يعتمدون الخشونة عمداً. وكان فينغر وجه نداءه هذا اثر مباراة فريقه ضد بولتون في 11 ايلول (سبتمبر) الماضي اثر تعرض لاعب وسطه ابو ديابي لخشونة متعمدة من بول روبنسون كادت تؤدي الى اصابة بكسر في ساقه. ويقول فينغر: «اعشق طريقة اللعب في انكلترا، شرط ان يكون الاندفاع فقط من اجل استخلاص الكرة، ذلك لان الاسلوب الانكليزي يصبح خطيراً عندما يحاول بعض اللاعبين الحاق الاذى ببعضهم البعض». كما ناشد فينغر المسؤولين في الاتحاد الانكليزي باللجوء الى الفيديو لمعاقبة اللاعبين الذين يعتمدون الخشونة كما يحصل في لعبة الركبي مثلاً وقال في هذا الصدد: «اتفهم في بعض الاحيان الا يرى الحكم الحادثة ربما لانه لا يكون متواجداً في المكان المناسب. لكن بصراحة، يملك المسؤولون في الدوري الانكليزي الممتاز القدرة على وقف اللاعبين الذين يقومون بهذه الاعمال». بيد ان روبنسون الذي خاشن ابو ديابي سرعان ما رد على فينغر بقوله: «انها طريقة فينغر دائماً، عندما يصاب احد لاعبيه، يصبح الامر قضية وطنية. لقد رأيت التدخل ولا اعتقد انه كان سيئاً لهذه الدرجة، انه تدخل صلب لكنه جيد. هل سنقوم بمنع التدخلات؟ بالطبع بعض هذه التدخلات ليست مقبولة، لكننا في النهاية نمارس لعبة قاسية تعتمد على الالتحام البدني في بعض الاحيان». في المقابل يعتبر مدرب توتنهام هاري ريدناب صديق فينغر بأن الخشونة كانت اقوى في السابق ويقول في هذا الصدد: «يجب مشاهدة الفيديو لما كان يحصل سابقاً، كان الامر لا يصدق، عندما اتذكر فريق ليدز يونايتد اعتقد بانه كان فريقاً عدائياً، يكفي النظر الى مبارياته ضد تشلسي لمعرفة كم كان عنيفاً، إنها اللعبة».