في تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مقر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الظهران، أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أن أول مبادرة ستنطلق من المركز ستكون إقامة برامج للتنمية المعرفية في مناطق الحد الجنوبي، «يستفيد منها أبناؤنا وبناتنا الأعزاء في تلك الأجزاء الغالية على قلوبنا». وفي تدشينه المركز، اطلع خادم الحرمين الشريفين على مجموعة الصور التاريخية للملك عبدالعزيز، وعلى مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، واستمع لشرح عنه، حيث يشكل المركز صرحاً هندسياً ومعرفياً أقيم في موقع تاريخي مهم للمملكة، وهو موقع اكتشاف النفط للمرة الأولى، ويتضمن المركز، الذي صمم على هيئة صخور مستوحاة من صخور الظهران، التي تحتضن النفط، خمس صخور تمثل كل صخرة منها منشأة ثقافية، ستسهم في استقطاب أكثر من مليوني زائر سنوياً. بعد ذلك، دشن خادم الحرمين الشريفين معرض روائع آثار المملكة وطرق التجارة في شبه الجزيرة العربية، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث استمع لشرح من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، عن المعرض الذي يحكي تاريخ التجارة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، ويستعرض طرق البخور ودروب الحج في عهود متتالية، وفي مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية، إضافة إلى مجموعة لمقتنيات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن. ثم افتتح خادم الحرمين الشريفين معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» المقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، واستمع لشرح من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عن المعرض، الذي يقام في المملكة بعد محطاته السابقة في أربعة متاحف أوروبية، وخمسة متاحف أميركية، استقبل خلالها أكثر من 3 ملايين زائر. وبعد أن اطلع الملك على نماذج من قطع المعرض، أذن بانطلاق المعرض إلى جولته الآسيوية التي تبدأ من بكين في 20 كانون الأول (ديسمبر)، ثم كوريا فاليابان وبعدها إلى كوريا. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين عرضاً مرئياً عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران. حيث ألقى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح كلمة، قال فيها: «إن التاريخ يُعيد نفسه بأجل وأبهى صوره، حيث نستعيد بحضوركم الميمون، يا خادم الحرمين الشريفين، الذكرى التاريخية العطرة لزيارة والدكم المؤسس، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيَّب الله ثراه، قبل نحو 80 عاماً، والذي أبى إلا أن يُشارك أبناءَه في المنطقة الشرقية أفراحهم وابتهاجهم، فتحمّل مشقّة السفر، وقدِم ليُدير بيده الكريمة، الصمام الذي جرى منه النفط السعودي إلى الأسواق العالمية للمرة الأولى، وذلك بعد عامٍ واحدٍ فقط من تدفق النفط بكمياتٍ تجارية من بئر الدمام السابعة، التي أَطلق عليها خادم الحرمين الشريفين؛ الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) اسم « بئر الخير». وأشار الفالح إلى أن الثروة الاقتصادية، التي واكبت تدفق النفط كانت عُنصراً جوهرياً في نقل المملكة إلى دولة رمز للتنمية والتقدم؛ دولة صاغت حضورها وتأثيرها بجدارة على الساحة الدولية. وقال: «إنكم، يا خادم الحرمين الشريفين، تسيرون على خُطَى الملك المؤسس، وتباركون تدشين مركز الملك عبدالعزيز الحضاري ببنائه الباهر، الذي يمثل رمزيّة تاريخية بتتويجه باسم الملك العظيم، ورمزية مستقبلية تتجسّد بإطلالته على بئر الخير، حيث سيكون، بعون الله، ينبوعاً يجري على يدكم الكريمة لثروة أكثر استدامة وأعظم أثراً؛ ألا وهي الثروة البشرية والمعرفية». وأكد أن أجيال المستقبل ستتذكر هذا اليوم الذي يغرس فيه الملك المفدى، بيده، شجرة طيبة من أشجار العلم والثقافة الباسقة، التي سيقطف ثمارها أجيال من المواطنين بمختلف أعمارهم، بل ومن شعوب العالم كافة. وأضاف: «تفضلتم يا خادم الحرمين الشريفين، بتدشين عدد من المشاريع النفطية العملاقة الجديدة، كما دشنتم قبلها مشاريع استراتيجية في أنحاء المنطقة الشرقية كافة، وكل هذه المشاريع تصب في مصلحة ومنفعة أبناء هذه البلاد المباركة، في تجسيد مُشرِقٍ لأحد أهم جوانب رؤيتكم الطموحة 2030. فأنتم يا خادم الحرمين الشريفين، القائل بمناسبة إطلاق هذه الرؤية الحصيفة المباركة (هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيقِ ذلك)». وعد الفالح رؤية خادم الحرمين الشريفين المباركة تأكيداً على ريادة المملكة في العلوم والثقافة والبحث العلمي، لتحقيق قفزة تنموية معرفية كُبرى؛ محورها المواطن السعودي المبدع، الذي يتواصل مع الثقافات الأخرى بمسؤولية ووعي وإيجابية، متمسكاً بعقيدته السمحة ومعتزا بهويته، مشيراً إلى أن الدور الريادي والتنموي لهذا المركز لن يكون مقصوراً على المنطقة الشرقية التي تفخر باحتضانه، وإنما ستمتد برامجه الطموحة إلى أنحاء المملكة كافة. وقال: «إن أنظارُنا اليوم جميعاً تتجه إلى مناطق المملكة على الحدّ الجنوبي، لنقف مع أهلنا الذين يضربون أروع الأمثلة في الصمود، ومع رجال الوطن الأبطال الذين يذودون عن حياضه، ونسعد اليوم بحضور عدد منهم هذه المناسبة الوطنية». وأضاف: «إنه بهذه المناسبة، يشرِّف أرامكو السعودية، يا خادم الحرمين الشريفين، أن تعلن بكل الفخر، أن أول مبادرة ستنطلق من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بعد تفضلكم بتدشينه اليوم، ستكون إقامة برامج للتنمية المعرفية في مناطق الحد الجنوبي، يستفيد منها أبناؤنا وبناتنا الأعزاء في تلك الأجزاء الغالية على قلوبنا». إثر ذلك دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رعاه الله، مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، حيث قدمت طفلتان حجر الإبداع للملك المفدى ووضعه بيده الكريمة في مجسم المركز. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية، عبارة عن مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، قدمها المهندس خالد الفالح. حضر حفلة تدشين المشاريع الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، والأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير تركي بن عبدالله بن محمد، والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي الأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير تركي بن بندر بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ومستشار وزير الداخلية، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن تركي بن عبدالله، والأمير سعد بن تركي بن فهد، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.