أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني في حديث إلى «الحياة» أمس، أن دول المجلس أقرت «تشكيل لجنة مختصة تبحث تطبيق إجراءات تنفيذ وثيقة الرياض التي تم الاتفاق عليها»، وذلك في أعقاب اختتام الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول الخليج الذي عقد في الرياض أول من أمس. وقال الأمين الزياني: «إن دول المجلس ستبدأ إجراءات تنفيذ آلية وثيقة الرياض باجتماعات تعقد في مقر الأمانة العامة الأسبوع المقبل بالرياض، لأجل تسوية المسائل الخلافية كافة بين الدول الأعضاء». (للمزيد) وأضاف: «وزراء الخارجية في اجتماعهم الذي عقد في الرياض أول من أمس قرروا تشكيل لجنة مختصة بهذا الشأن، تضم ممثلين على مستوى عال من دول المجلس، على أن تقوم بتقديم تقرير مفصل في شأن ما يتم إنجازه إلى الاجتماع المقبل لوزراء خارجية دول المجلس المقرر عقده الشهر المقبل». وذكرت مصادر خليجية واسعة الاطلاع ل«الحياة» أمس، أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون قرروا تشكيل لجنة ستجتمع في مقر الأمانة للمجلس، لمتابعة تطبيق ما ورد في وثيقة الرياض، كما ستتكون اللجنة من ممثلين للدول الست. ولفتت المصادر إلى أن اللجنة «ستكون على مستوى أقل من المستوى الوزاري، وستنظر في مدى تطبيق ما جاء في وثيقة الرياض، وفي صدارتها موضوع وقف الحملات الإعلامية، وعدم إيواء عناصر تسيء إلى دول الخليج، مشيرة إلى أن «الوثيقة تضمنت عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس». من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله في تصريح إلى «الحياة» أمس، إن الدول الخليجية وضعت اتفاقاً زمنياً وستتابع آلية تنفيذه بدقة. وحول عدم الإشارة إلى عودة سفراء الدول الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) إلى قطر في البيان الخليجي، قال الجارالله: «ستأتي قريباً، ضمن اتفاق تم التوافق عليه كاملاً». وأضاف: «نحن نشعر بتفاؤل وارتياح للاجتماع الوزاري الذي عقد (الخميس) الماضي، وبكل تأكيد وبناء على ما تم الاتفاق عليه بالعمل بوثيقة الرياض فإن الدول ستصحح مسارها إلى الأفضل، وبما يمكنها إلى مزيد من اللحمة الخليجية لتحقيق الإنجازات لأبناء الشعب في دول مجلس التعاون الخليجي، ونعتقد أن ما حصل مدعاة إلى تحصين المجلس في المستقبل القريب ضد التهديدات». وثمّن الجارالله دور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لحل الأزمة الخليجية مع قطر، وقال: «أمير الكويت له دور مؤثر منذ بدء نشوب الخلافات الخليجية، وأجرى اتصالات عدة أثمرت في الوصول إلى نهاية سعيدة وسريعة، ونحن نعتز بما ورد في البيان الخليجي بإشارة واضحة للثناء على جهوده، وجهود الكويت في تخفيف الاحتقان واحتواء الخلاف وطي صفحته للأبد». وكانت دول مجلس التعاون اتفقت في ختام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية عقد في الرياض أول من أمس لبحث الخلافات الخليجية - الخليجية، على «توحيد السياسات في ما بينها، بما لا يمس بسيادة ومصالح وأمن واستقرار أي منها». وقال وزراء خارجية دول المجلس في بيان أصدروه بعد اجتماعهم إنه «تم إجراء مراجعة شاملة للإجراءات المعمول بها في ما يتعلق بإقرار السياسات الخارجية والأمنية، والاتفاق على تبني الآليات التي تكفل السير في إطار جماعي، ولئلا تؤثر سياسات أي من دول المجلس في مصالح وأمن واستقرار دوله، ومن دون المساس بسيادة أي منها».