تنطلق اليوم في جزيرة فرسان التابعة لمحافظة جازان فعاليات الموسم ال11 لمهرجان الحريد السنوي الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، بحضور أمير منطقة جازان محمد بن ناصر، إذ توافد عدد من الزوار والسياح من محافظات منطقة جازان وبقية مناطق المملكة خلال الأيام الماضية للمشاركة في المهرجان. ويتحول شاطئ حصيص الذي يحتضن المهرجان في كل عام إلى تظاهرة بشرية، إذ يستعد أكثر من 400 متسابق يتوزعون في فرق عدة لجمع أكبر كمية من السمك يتم لاحقاً وزنها بالكيلو غرام وتكريم الفريق الفائز، كما يجتمع فيها المهتمون بصيد السمك والباحثون في علوم البحار، للمشاركة في المشهد الذي يجمع تفاصيل الطبيعة البحرية المدهشة، التي تكتمل في حضن الشاطئ «الفرساني». وفيما تعتبر هذه الظاهرة التي يصنفها المهتمون في علوم البحار بالغريبة، وتظهر في هذا الرأس مدة يومين، يقول المتخصص في علوم البحار ماجد الكعبي ل«الحياة» إن تجمع الأسماك في هذا الموقع بالذات يكون للتزاوج ووضع بيوض هذا النوع من الأسماك المهاجر، إذ يأتي بكل انسيابية إلى هنا للاستراحة والتوالد، ومن ثم يكمل مسيرته إلى المواقع التي يألف العيش فيها. بدوره، يقول صياد السمك ياسر محجب الذي يسكن جزيرة فرسان إنه في الماضي كان يقوم كبير الصيادين بالإذن لهم، إذ يقول بصوت مرتفع «الضويني» وهو علامة على بدء موسم صيد الحريد، إلا أن الأمور اختلفت في المرحلة الحالية، إذ يفتتح المهرجان الموسمي ويعلن انطلاقة الصيد أمير المنطقة. ويضيف محجب أن من العادات السابقة في مثل هذا الموسم أن يقوم كبير القوم ومن معه بزيارة المنازل التي لم يحصل ساكنوها على نصيبهم من السمك، ويعطونهم حتى يكتفي الجميع منه، مشيراً أن لهذا النوع من السمك «الحريد» طريقة طبخ مختلفة عن غيره من أنواع السمك. يذكر أن مهرجان الحريد تنطلق معه فعاليات واحتفالات على مدى ثلاثة أيام، وتتنوع الفعاليات بين الألعاب والمسابقات البحرية والشبابية والدعوية، فضلاً عن الحفلة الثقافية ومسابقات صيد الحريد، ويفتتح خلالها أمير المنطقة عدداً من المشاريع في الجزيرة، وزادت حركة البيع والشراء في المحال التجارية كافة، كما سجلت الفنادق والشقق المفروشة نسبة إشغال كاملة من حضور المهرجان، وشهدت محال بيع الأسماك الطازجة، التي تشتهر بها فرسان إقبالاً كبيراً من الزوار.