ينتظر ابناء جازان عامة وفرسان خاصة انطلاق فعاليات مهرجان "الحريد 11″ بمنتصف الشهر الحالي ، برعاية أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وذلك قبل حلول موعد نهاية رحلة سمك الحريد القادم من وراء البحار، ثم تنتهي بالانتحار الجماعي علي شواطئ أرخبيل جزر فرسان. ويقف الجميع، هيئات وأفراداً من كل حد وصوب استعداداً لهذه المناسبة السنوية النادرة الحدوث خلال الفترة من 16 إلى 19/ 6/ 1435. وتكثف اللجان العاملة هذه الايام الاستعداد وتجهيز موقع للفعاليات المصاحبة في شاطئ جنابة بمسرح مفتوح وإقامة معرض للحرف ومطاعم شعبية للأسماك وبرامج متنوعة، تشتمل على مسرحيات وألعاب خفة ومسابقات أطفال وفرق إنشادية وفعاليات للرسم الحر وزفة الحريد والعديد من العروض الشعبية المتنوعة، إضافة إلى عدد من السباقات البحرية مثل سباق القوارب الآلية وسباق صيد أكبر سمكة واستعراض الدبابات البحرية حيث خصص لها جوائز نقدية. كما قام وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله بن محمد السويد بالامس بزيارة تفقدية لمحافظة فرسان حيث زار عددًا من المشروعات التنموية للمحافظة ، واطلع على استعدادات المحافظة لمهرجان الحريد الحادي عشر للعام الحالي الذي يرعى انطلاقته صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان في الثامن عشر من الشهر الجاري. وتجول على شاطىء الغدير بجزيرة فرسان حيث موقع الفعاليات المصاحبة لمهرجان الحريد، مطلعًا على عرض من محافظ فرسان حسين بن ضيف الله الدعجاني عن آخر الاستعدادات والترتيبات المتعلقة بمواقع الفعاليات المصاحبة وأعمال اللجان المختلفة ، إلى جانب المركز الحضري بالجزيرة وعدد من المشروعات التنموية بالجزيرة. وأوضح الدكتور السويد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية عقب الجولة أن اللجان الخاصة بالمهرجان تواصل استعداداتها منذ وقت مبكر لإطلاق المهرجان حيث تم تجهيز موقع الفعاليات المصاحبة بشاطئ الغدير والذي يشهد العديد من المسابقات البحرية بالتنسيق بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ومجلس التنمية السياحي بالمنطقة والإتحاد السعودي للألعاب البحرية ، إلى جانب التعاون مع مختلف الإدارات الحكومية المعنية كل في مجاله , وذلك بهدف تحقيق التميز للمهرجان الذي بات علامة مميزة لجزيرة فرسان خاصة ولمنطقة جازان عامة. وأضاف أن هناك العديد من المشروعات التنموية التي سيفتتحها سمو أمير منطقة جازان بجزيرة فرسان بالتزامن مع مهرجان الحريد إلى جانب التأسيس لعدد من المشروعات الجديدة ، وتفقد عدد من المشروعات الجاري تنفيذها ومتابعة مراحل سير العمل بها ، كما رافق وكيل الإمارة خلال الجولة رئيس بلدية فرسان عبدالعزيز الشعبي ورئيس جهاز التنمية السياحي بالمنطقة رستم . الجدير بالذكر ان الحريد هو مهرجان سياحي يقام في احتفالية سنوية بديعة؛ وهو عبارة عن تجمع لأسماك الحريد (الأسماك الببغائية) وتقام فعاليات المهرجان في جزيرة فرسان إحدى الجزر الواقعة في أرخبيل جزر فرسان في جنوب البحر الأحمر والتابعة إدارياً لمنطقة جازانجنوب غرب السعودية. كما يعيش سمك الحريد عادة بين المرجان ويقوم ومن خلال فمه الذي يشبه المنقار بقضم غذائه وهو عبارة عن براعم المرجان التي تحتوي على كمية كبيرة من الطحالب البحرية (المكون الحيوي الداخلي للمرجان) (Algae) وتضم البحار و المحيطات أكثر من 90 نوعا من أنواع الحريد بأشكال مختلفة ، ويعيش الحريد في مجموعات تتجول في الحيد البحري وتتكون عادة من ذكر مسيطر وعدد من الانثيات حيث لا يتردد الذكر في خوض معارك مستمرة من أجل الحفاظ على مجموعته وفي حال موت الذكر تقوم إحدى الأنثيات في المجموعة بتغيير لونها لتصبح كلون الذكر ومن ثم تمر بعدة مراحل لتتحول من أنثى إلى ذكر مسيطر !! يعتبر الحريد من أجود أنواع الأسماك في البرح الأحمر حيث يحتوي على كمية كبيرة من اللحم الأبيض، ومذاق فريد وخاصة (المشوي) ويعتبر صيد الحريد في كل الأوقات عملية صعبة لأنه يتواجد بين المرجان مما يعيق اصطياده بالشباك بالإضافة إلى أنه من أشد المخلوقات حذرا حيث أنه وحين ينام في الليل ينسج حول جسمه شبكة رفقيقة جدا تشبه شبكة العنكبوت تجعله يشعر بأي حركة تتم حوله وتمكنه من الهروب من اسماك القرش ذو النقطة البيضاء (White tip shark) والذي ينشط في الليل لاصطياد الحريد وبعض أنواع الهامور في الحيد المرجاني. الذي يحدث في فرسان سنويا هو أن الحريد يجتمع بشكل كبير وعلى شكل مجموعات ضخمة بعضها قد يزيد فيها عدد الأسماك عن 1000 سمكة في المجموعة الواحدة ويكون كرات ضخمة ويجتمع بالقرب من الشاطئ فيما يشبه الانتحار الجماعي. يحدث ذلك عادة في يوم واحد من السنة وعادة في نهايات شهر مارس وأول شهر أبريل من كل عام، ولدى أهل فرسان عادات ضاربة في القدم تتعلق بهذا اليوم الذي يحتفل فيه أهل الجزيرة وينشدون الأهازيج ويؤدون الرقصات الشعبية حيث أن لهذا اليوم أهمية كبيرة في الثقافة الفرسانية. تبدأ عملية التجميع بأن يقوم الصيادون بلف الشباك (الأدوال كما يسميها الفرسانيون) حول مجموعة الحريد كل مجموعة على حدة.
حيث يقوم الحريد بالتكور حول نفسه والدوران بشكل مستمر دون أن يصطدم بالشباك في حركة دفاعية سنناقشها لاحقا. ثم يستمر الصيادون في ذلك حتى يجمعوا معظم الأسودة (المجموعات). بعد ذلك يقومون بضم جميع المجموعات في مجموعة واحدة كبيرة.
كبير الصيادين يشرح لسمو أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر عملية تجميع الأسودة يطلب بعد ذلك كبير الصيادين من الشباب والأطفال بتجميع شجيرات الكسب التي تنتشر في الشاطئ، وحين تجتمع كمية مناسبة يتم عمل حاجز من تلك الشجيرات بارتفاع نصف متر بحد أقصى حول الحريد وسحب الشبك تدريجيا.
وفي تلك اللحظة يصل الجميع للحالة القصوى من الاستعداد والصمت ومع كل شخص شبكة صغيرة على شكل كيس… الكل يترقب انتهاء عملية التجميع عندما تنتهي مرحلة التجميع، ويصبح الحريد في مجموعة واحدة ومحاطا بالكسب من كل جانب تتركز أنظار الجميع على البحر من جهة وعلى كبير الصيادين من جهة أخرى، ويشمر الجميع عن سواعدهم فيما يشبه اللحظات الحاسمة قبل بداية ماراثون ومن ثم يصرخ كبير الصيادين بأعلى صوته بكلمة مشهورة ينتظرها المئات على الشاطئ قائلا: ومعناها (الهجوم) حيث ينطلق الناس جميعا صغارهم وكبارهم إلى البحر كل يحاول الحصول على أكبر كمية من الحريد داخل القفص الذي بيده وتختلف الكمية من شخص لآخر، فهناك من يحصل على بضع سمكات وهناك من يحصل على كميات كبيرة، ومن فعاليات المهرجان مسابقة لمن يمسك أكبر كمية من الأسماك. كما يكتشف صيادو الجزيرة اقتراب موعد مجيء الحريد برائحة مميزة تنبعث من الشاطئ وتبدأ الرائحة بعد مغرب شمس اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الذي يوافق نهاية مارس وبداية أبريل من كل عام ويقول باحثون عن هذه الرائحة انها لبيض الشعاب المرجانية الملساء حيث تطلق الشعاب المرجانية بيضها دفعة واحدة في ليلة من السنة يبدأ مهرجان الحريد (على العادة القديمة) قبل صلاة الفجر، حيث يتجه الفرسانيون بجمالهم ودوابهم في يوم واحد من السنة إلى المنطقة السنوية لتجمع الحريد وبالتحديد (ساحل حصيص) حيث يصعد الرجال إلى المناطق المرتفعة والتلال المحيطة بالساحل لمراقبة المياه حيث يرصدون وجود أي حركة على السطح تدل على وجود مجموعة من مجموعات الحريد. يسمي الفرسانيون مجموعة الحريد الواحدة (سواد) وجمعها (أسودة) وبمجرد أن يلاحظ الفرسانيون السواد يتجه مجموعة من كبار الصيادين الذين تم اختيارهم مسبقا إلى البحر للقيام بعملية تجميع الحريد فيما يظل الجميع على الشاطئ في وضع الاستعداد. بعد ذلك تتنوع فعاليات المهرجان السياحية فهناك فعاليات الطيران الشراعي، وتأدية الرقصات الفرسانية القديمة واغاني البحر والسفر والوداع أما الأجمل فهو أن اهل فرسان يحتفلون بيوم الحريد في بيوت العرائس الجدد اللواتي تزوجن خلال العام، حيث تلبس العروس كامل زينتها وتأتي النساء والأطفال للاحتفال في بيتها . رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور..فرسان تستقبل «الحريد» خلال ايام