أعلنت شركة أرامكو السعودية أنه تم إطلاق اسم «مجمع الملك سلمان العالمي للخدمات البحرية» على مشروع الصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، الذي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حجر الأساس له أمس، كما دشّن في مدينة الجبيل الصناعية ووضع حجر الأساس لعدد كبير من المشاريع الصناعية والتنموية في الهيئة الملكية وأرامكو السعودية والقطاع الخاص. وقالت أرامكو السعودية إن «مجمع الصناعات البحرية» في رأس الخير، الذي أصبح «مجمع الملك سلمان العالمي للخدمات البحرية»، هو مشروع مشترك بين أرامكو والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) وشركة لامبريل للطاقة المحدودة وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة المحدودة. ومن المتوقع أن تتجاوز كلفة المجمع 20 بليون ريال (5.33 بليون دولار)، وأن يوفّر 80 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول العام 2030. ويتكون المجمع من عدة أرصفة جافة، وأرصفة تحميل، وأرصفة داخل البحر، وجهاز متطور لرفع السفن. وكذلك لدعم العمليات سيحتوي المجمع على ورش، ومكاتب، ومساكن مساحتها أكثر من 800 ألف متر مربع، وساحة بناء وإصلاح سفن تتسع لإنتاج أكثر من 370 ألف طن من الحديد الصلب سنوياً، تستطيع تصنيع أكثر من 20 ألف طن من الأنابيب. ومن المتوقع أن يبدأ التصنيع في منطقة المنصات البحرية وأجهزة الحفر العام 2019، ومنطقة بناء السفن ومنطقة إجراء الصيانة والإصلاح والترميم العام 2020، ومنطقة السفن المساندة البحرية العام 2021. ودشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز 242 مشروعاً للهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة أرامكو وشركة سابك والقطاع الخاص، وتبلغ كلفتها الإجمالية أكثر من 216 بليون ريال، كما وضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي بالجبيل الصناعية. وأوضح رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، أن ما أولته القيادة منذ أكثر من 40 عاماً من ضرورة تنويع مصادر الدخل، حين اتخذت قراراً تمثل في ما عرف بالمثلث الذهبي «تكليف أرامكو بتجميع الغاز ونقله إلى الجبيل وينبع وإنشاء الهيئة الملكية وتأسيس شركة سابك»، ولأن الهيئة نموذج فريد وغير مسبوق، فقد تمكنت من بناء مدينتين صناعيتين في كل من الجبيل وينبع، تضاهيان كبرى المدن الصناعية في العالم، فتم إنشاء صناعة بتروكيماوية ضخمة أصبحت ذراعاً صناعية واقتصادية قوية لبلادنا. وأضاف: «امتدت ثقة القيادة بالهيئة الملكية لتشمل القطاع التعديني، إذ تشرفت بتكليفها في العام 1430ه بإدارة وتشغيل مدينة رأس الخير، وبأمر سامٍ منكم يا خادم الحرمين الشريفين تم تكليفها بإدارة وتشغيل مدينة جازان الاقتصادية». وأبان أن سعي الهيئة بالتكامل مع شركائها يأتي في إطار حرصها على التميّز، ومواكبة المرحلة إلى التحول، مما يعرف بالميز النسبية المعتمدة على العوامل الإنتاجية المتوافرة من التسهيلات والإمكانات ومواد الخام، إلى الميز التنافسية التي تعتمد على المهارة والابتكار والتقنية الحديثة، مما مكّن من توفير بيئة استثمارية جاذبة دفعت بالقطاع الخاص نحو المشاركة بفعالية، لينجح في توطين صناعات بتروكيماوية وتعدينية وتحويلية، ويؤكد ذلك نجاح شركة سابك في احتلال المرتبة الرابعة عالمياً في صناعة البتروكيماويات، بعد تمكّنها من توطين صناعات ضخمة، وجلب أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة، وتأهيلها كوادر سعودية طبقت التقنيات وطورتها، فضلاً عن امتلاكها منظومة تقنية تنتشر داخل المملكة وخارجها، ووجود مصانعها ومكاتبها في 50 دولة، وتسويق منتجاتها في 100 دولة». وأردف قائلاً: «خادم الحرمين الشريفين لقد عايشتم هذه الإنجازات عن قرب، وها أنتم تواصلون المسيرة بتفضلكم اليوم بوضع حجر الأساس وتدشين جملة من المشاريع بأرقام غير مسبوقة، إذ تفوق استثماراتها 216 بليون ريال لكل من الهيئة الملكية وشركات أرامكو وسابك وشركائهما من عمالقة الصناعة العالمية، ومرافق وشركات القطاع الخاص الأخرى». وأضاف: «إنكم اليوم تأذنون ببدء فصل تاريخي جديد من فصول صناعة التنمية، بتفضلكم بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي للجبيل الصناعية، الذي سيصبح مركزاً إقليمياً للجزء الشمالي من المنطقة الشرقية، وكل ذلك يؤكد متانة اقتصادنا الوطني، وقدرته على تجاوز التحديات بحول الله تعالى، لاسيما وأن أبناءكم في هذا الوطن المعطاء يقدمون التضحية والعطاء، فيدٌ تحمي هناك، ويدٌ تبني هنا، فتحية لجنودنا البواسل ورجال أمننا المخلصين الذين يذودون عن حياض الوطن ويحمون مقدساته وأهله ومكتسباته». «توتال»: «ساتورب» باستثمار 49 بليون ريال ألقى الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية باتريك بويان كلمة، أشار خلالها إلى أن هذا المجمع العالمي يأتي تكليلاً لمسيرة طويلة من العلاقة المميزة والتعاون المثمر مع المملكة في الكثير من المجالات، مبيناً أن «توتال» بدأت أعمالها في السعودية في العام 1974، أي منذ أكثر من 40 عاماً، حققت خلالها مع شركائها الكثير من النجاحات التي عادت بالنفع على الطرفين. وأبان أن المشروع المشترك مع أرامكو السعودية في الجبيل مجمع ساتورب، يشمل مصفاة ومرفق بتروكيماويات تبلغ قيمة استثماراتهما 49 بليون ريال (13 بليون دولار)، ويتم تشغيلهما وفقاً لأعلى معايير الأمان، ويعمل فيهما 1200 موظف، مشيراً إلى بدء مرحلة التشغيل الكامل للمجمع، الذي لا تقتصر فوائده على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل الأثر الاجتماعي والمساهمة في توطين التقنيات الحديثة في المملكة. وأعرب عن شكره لكل من أسهم في نجاح أعمال بناء هذا المجمع الصناعي وتشغيله الاختباري، وصولاً إلى التشغيل الكامل بهذه الدرجة العالية من الموثوقية، مؤكداً أن «توتال» لديها الرغبة الأكيدة في مواصلة العمل الجاد والاستعداد للمستقبل الواعد مع المملكة، من خلال المشاركة في تحقيق رؤية المملكة 2030. وبيّن أن الشركة تعتزم افتتاح مرحلة ثانية من مراحل تطوير هذا الموقع لشركة ساتورب، خصوصاً في قطاع الصناعات البتروكيماوية، واستطلاع فرص التعاون في مشاريع مشتركة، تحقق الاستفادة من أوجه التكامل مع المصانع المجاورة، كما تعتزم التعاون مع أرامكو السعودية في تطوير عدد من الشراكات في قطاع التسويق، والبيع بالتجزئة، وزيوت التشحيم، وذلك داخل المملكة وخارجها. وقال: «إن التحدي في مجال صناعتنا يتمثل في توفير طاقة نظيفة، تتسم بالموثوقية واعتدال الأسعار للعالم»، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على مواجهة هذا التحدي عن طريق توسعة مجموعة أعمالها بالدخول في مجال مصادر الطاقة المتجددة، لاسيَّما الطاقة الشمسية، إذ إن النفط والغاز سيظلان محور أعمال توريد الطاقة العائدة لتوتال لفترة طويلة من الزمان. ولفت إلى سعي الشركة لاستكشاف الفرص الجديدة للاستثمار في جميع المجالات ذات الصلة بالطاقة، في إطار شراكة فاعلة مع المملكة، تتيح البناء، والمساهمة من خلال المشاريع، وما يبديه الشباب السعوديون من حماسة ومهارة، في تحقيق «رؤية المملكة 2030». «داو كيميكال»: «صدارة» أكبر مرفق من نوعه قال رئيس شركة داو كيميكال كبير إدارييها التنفيذيين أندرو ليفريز في كلمة في حفلة التدشين أمس: «كنا نحلم بهذا اليوم، ونعمل على تحقيقه منذ نحو عقد من الزمان، وها هي رؤيتنا المشتركة تخرج إلى حيز الوجود بعد عشرات الملايين من ساعات العمل الجاد، وبعد سنوات من التخطيط الدقيق والجهود، بالتعاون مع الشخصيات القيادية في قطاعات الأعمال والحكومة والمجتمع المدني». وأفاد بأنه أكبر مرفق من نوعه يتم بناؤه في مرحلة واحدة، وتشكّل صدارة مشروعاً مشتركاً غير مسبوق من حيث حجمه ونطاق عملياته، كما أنه صِرح كبير ونموذج فريد للابتكار والهندسة، أقيم بأيدي مواطنين سعوديين ليسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 1000 سعودي شاب في مهمات عمل تدريبية على الصعيد العالمي في المواقع العائدة لشركة داو. وأوضح أن وحدات التصنيع ال 26 التابعة لصدراة، ستكون لها مجتمعة طاقة إنتاج تزيد على 3 ملايين طن من اللدائن عالية القيمة والأداء والمنتجات الكيماوية المتخصصة سنوياً، مشيراً إلى أنه «في نهاية الشهر المقبل سيصدر بالفعل أكثر من 14 ألف حاوية إلى 10 مراكز حول العالم، ومع تنامي حجم إنتاجنا، سيواصل هذا المرفق اجتذاب التقنيات والخبرات والاستثمارات، حيث يسهم في إيجاد سلاسل قيمة متنوعة بدأت بالفعل من خلال الشركات العديدة التي وقَّعت عقود استثمارات في مجالات الصناعات اللاحقة، ليساعد في إرساء بيئة تصنيعية مزدهرة، بما يتيح للسعودية تحقيق أفضل عوائد من الموارد الطبيعية والصناعية، وتحويلها إلى حلول يستفيد منها العالم أجمع».