في خطوة نادرة امتدحت حركة «حماس» القرار الذي اتخذته القيادة الفلسطينية في رام الله (منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح) في شأن المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، فيما دعت فصائل فلسطينية معارضة للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل، لجنة المتابعة العربية والقمة العربية الى دعم الموقف الذي اعلنته القيادة الفلسطينية في شأن ربط استمرار المفاوضات بوقف الاستيطان. ووصف رئيس الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة اسماعيل هنية القرار بأنه «جيد» في خطوة قلما أقدمت عليها الحركة التي سيطرت على القطاع في 14 حزيران (يونيو) 2007 بعد صراع مسلح مع حركة «فتح» دام أكثر من عامين. واعتبر هنية أمس أن «الجلسة المقبلة من الحوار الفلسطيني تعتبر الاختبار الحقيقي لأجواء المصالحة». ورأى أن «تحديد موعد الجلسة القادمة للحوار وإحداث اختراق ملموس في ملف الأمن من شأنه أن يضعنا أمام خطوة التوقيع على الورقة المصرية ويفتح الباب أمام الجدول والبرنامج العملي لتطبيق الاتفاق». لكنه حذر في الوقت ذاته من أن «التباطؤ في تحديد موعد الجلسة وربطه بالحراك الخاص بملف المفاوضات وتداعيات قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أو عدم حدوث اختراق في ملف الأمن بما يؤسس لشراكة أمنية حقيقية، من شأن كل ذلك أن يفتح الباب للتفسير السلبي الذي لا نرغب فيه». ووصف القرار الذي تضمنه البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية أول من أمس بتعليق المفاوضات بأنه «خطوة جيدة»، مستدركاً بأنه «يجب أن تتبعه خطوات تؤكد أن هذا القرار ليس تكتيكاً بقدر ما أنه يعبر عن رغبة صادقة في تقويم المسار السياسي ويعزز العمل وفق برنامج وطني موحد على قاعدة الشراكة السياسية والوطنية». ودعا الى «وقف الإجراءات الأمنية في حق أبناء شعبنا في الضفة المحتلة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين». وجدد موقف الحكومة والحركة «برفض الارتهان للإرادة الأميركية، ونعتبر أن السير في خط المصالحة يتماشى مع القناعة الراسخة والقرار المتخذ في كل المستويات القيادية». كما جدد حرصه على «إنجاح هذه التحركات وفق الجهود التي بذلت طيلة المرحلة الماضية داخل الساحة الفلسطينية في إطار الرعاية العربية والوساطة المصرية». وفي البيرة (الضفة الغربية) (أ ف ب) دعت فصائل فلسطينية معارضة للمفاوضات لجنة المتابعة العربية والقمة العربية الى دعم الموقف الذي اعلنته قيادتا منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في شأن ربط استمرار المفاوضات بوقف الاستيطان. وقال نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح في مؤتمر صحافي عقدته فصائل معارضة ومستقلون في البيرة، «يجب ان لا ينظر الى العرب على انهم وسطاء بل هم شركاء مع الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال». وجددت قيادتا منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في اجتماع السبت، الموقف الفلسطيني الذي يربط استمرار المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن في الثاني من ايلول (سبتمبر) المنصرم، ووجوب اعلان اسرائيل لوقف الاستيطان. ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين هشام ابو غوش لجنة المتابعة العربية الى «دعم الموقف الفلسطيني ومطالبة القمة العربية بمواجهة اي ضغوطات اميركية». وقال الامين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي «نتوجه الى العرب في سرت الليبية ونطالبهم ليس فقط بدعم الموقف الفلسطيني، بل بالعمل على تجميد الاستيطان الى الابد».