وقّعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اتفاقين مع وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) للتعاون في مجال «جيوديسيا» الفضاء والآيرونت، ومذكرة نوايا في مجال الفضاء والطيرانوأوضح نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود ل«الحياة» أن برنامج الفضاء في السعودية يشهد تطوراً مستمراً، إذ إن لديها برامج تخص تقنية الأقمار الاصطناعية، وتطبيقات واستخدامات الفضاء، لافتاً إلى وجود تعاون مع وكالة الفضاء الأميركية ناسا، وجامعة ستانفورد تشارلز فرانسيس أيفيريت، وتجارب مشتركة ستطلق على الأقمار الاصطناعية المصنعة في السعودية، وفريق سعودي يعمل حالياً في أميركا لتصميم وتصنيع تلك التجارب العلمية. وأضاف: «هناك خمسة اتفاقات تم توقيعها مع الولاياتالمتحدة الأميركية، والهند، وروسيا وافق عليها مجلس الوزراء السعودي أخيراً، إضافة إلى مذكرات تفاهم مع أوكرانيا، وفرنسا»، مشيراً إلى أن الرحلة الفضائية للأمير سلطان بن سلمان كانت الإلهام والدافع لتحقيق منجزات علمية في مجال علوم الفضاء. ولفت إلى أن المملكة تعتبر أول دولة تتبنى سياسة واستراتيجية في مجال علوم الفضاء ضمن عدد من المجالات الاستراتيجية التي تهمها ضمن خطتها الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية، وبدأ العمل بها قبل ثلاثة أعوام تهدف إلى نقلها إلى مراكز علمية قيادية متقدمة في جميع المجالات العلمية بما في ذلك مجال الفضاء والطيران، عبر خطط مرحلية خمسية. وتحدث عن الأقمار الاصطناعية السعودية التي يبلغ عددها 12 قمراً اصطناعياً بداية بالقمرين أطلقا في عام 2000، وتم تشغيلهما حتى شهر أيلول (سبتمبر) 2003، وعقبها القمر (سعودي سات)، الذي لا يزال قيد التشغيل وتستفيد جهات عالمية منه في مجال الاتصالات، وفي عامي 2004 و2005، أطلق قمران آخران تم تشغيلها بنجاح، تبعها ستة أقمار اصطناعية في 2006، وأخيراً قمراً اصطناعياًّ في 2007. إلى ذلك، انطلقت أمس في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض أعمال المؤتمر السعودي الدولي للفضاء والطيران الذي تنظمه المدينة بالتعاون مع وكالة الفضاء والطيران الأميركية «ناسا» بحضور كبير علماء دوليين، ورواد الفضاء، ومختصين في مجالات علوم وتقنية الفضاء. وبدأت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية دشن خلالها رئيس المدينة الدكتور محمد السويل فعاليات المؤتمر، بحضور متحدثين دوليين يتقدمهم رئيس وكالة الفضاء والطيران الأميركية «ناسا» الجنرال تشارلز بولدن، والأمير سلطان بن سلمان الذي يعد أول رائد فضاء عربي مسلم، وعدد من رواد الفضاء وخبراء ناسا. وقدم الجنرال تشارلز بولدن عرضاً لاستراتيجية وتطوير الاتجاهات التقنية للفضاء والطيران في وكالة الفضاء والطيران الأميركية «ناسا» حيث تحدث عن التطورات التي مرت بها منذ عام 1998، وسياستها عقب تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئاسة، واهتمامه الشخصي بتعزيز المشاركة العلمية لوكالة ناسا مع كل المؤسسات العلمية في دول العالم، مشيراً إلى أن نحو 4000 اتفاق تم توقيعها مع 140 دولة، و36 عالماً من 15 دولة شاركوا في رحلات مكوكية إلى الفضاء. وأكد أن «ناسا» تمكنت من رصد وتصوير التغيرات المناخية التي حدثت في العالم خلال الفترة الأخيرة، وتعرض 35 دولة لهذه الظروف، من بينها دول الخليج العربي، ومنطقة الشرق الأوسط، التي تأثرت بهذه الظروف حيث رصدت الوكالة على سبيل المثال العاصفة الترابية التي تعرضت لها السعودية. وتحدث رائد الفضاء الأمير سلطان بن سلمان عن الرحلة الفضائية التاريخية (STS 51 –G) التي قام بها عام 1985 ضمن طاقم الرحلة على مكوك الفضاء ديسكوفري، وذكرياته وأبرز مشاهداته وانطباعاته خلال تلك الرحلة التي تعد الأولى لرائد فضاء عربي مسلم، بمشاركة رواد الفضاء في تلك الرحلة التاريخية.وانطلقت الجلسة الثانية للمؤتمر برئاسة الأمير سلطان بن سلمان وتحدث خلالها عدد من أبرز رواد الفضاء عن بعثات استكشاف الفضاء، واستعرضت الورقة الأولى التي قدمها السيد راسيل شويكارت رائد الفضاء في أبولو9 الانجازات والتحديات التي حققتها بعثات الفضاء والدور المنتظر منها في حماية الأرض واستكشاف الفضاء المحيط، تلتها جلسة نقاش لمدير مركز جونسون للفضاء في ناسا السيد جورج آبي وعدد من رواد الرحلة الفضائية STS 51 – G قدموا خلالها عرضاً للخبرات والتجارب وأبرز الأحداث العلمية والتقنية .