كشف وزير النقل رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) سليمان الحمدان، أن قطار خط التعدين أسهم في تخفيف ضغط شاحنات النقل الثقيل على شبكة الطرق الرئيسة، وتوفير 70 في المئة من استهلاك الوقود في نقل الحمولة من خلال الشاحنات، إذ تمكنت قطارات شركة «سار» خلال شهر واحد فقط من إزاحة أكثر من 27,700 شاحنة عن الطرق، كانت تنقل الكميات ذاتها، ما أثمر عن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 75 في المئة، وتوفير السلامة على الطرق بين المدن بخفض نسب الحوادث التي كانت الشاحنات طرفاً رئيساً فيها. إضافة إلى انخفاض أبخرة أكسيد النيتروجين، وغيرها من الجسيمات المتطايرة الأخرى بنسبة 50 في المئة مقارنة بالنقل من خلال الشاحنات. وأوضح أن شركة «سار» أنشئت لتقديم خدمات نقل الركاب والمعادن عبر الخطوط الحديدية بشبكة طولها 2750 كلم، وبدأت الشركة في 2011 بتقديم خدماتها لنقل المعادن بشبكة طولها 1400 كلم من أقصى شمال المملكة في الحدود الشمالية وبالتحديد منطقة مناجم حزم الجلاميد، والتي تبعد 100كلم شرق مدينة عرعر، وصولاً إلى معامل تكرير شركة «معادن» في ميناء رأس الخير على ساحل الخليج العربي. وأشار إلى أن الشركة دشنت خط التعدين لنقل البوكسايت في أيار (مايو) 2014 من منجم «البعيثة» في منطقة القصيم وسط المملكة إلى رأس الخير، إذ يعد المنجم الأضخم بالمنطقة في إنتاج خام البوكسايت الذي يصنع منه الألومنيوم وصفائح العلب والألواح ومواد الإنشاءات. وقال: «الشركة تسيّر ضمن أسطولها لنقل المعادن حالياً ستة قطارات، وأن هذا الأسطول أسهم في الوصول إلى أعلى المعدلات في نقل المعادن منذ تدشينه، إذ يبلغ عدد عربات القطار الواحد نحو 160 عربة، بطول إجمالي يصل إلى ثلاثة كيلومترات، بينما تصل حمولة كل عربة لنحو 100 طن». وحول حجم العوائد المنتظرة من الخطوط الحديدية في دعم الاقتصاد الوطني، أكد أن القيمة النوعية لمشاريع شركة «سار» وعوائدها المرتقبة على الاقتصاد الإجمالي للمملكة تكمن في دعمها اللوجستي لمختلف النشاطات التجارية والصناعية والتنموية. إضافة إلى ما تقوم به من تطوير لخدمات نقل الركاب بتقديم حلول إضافية آمنة ومريحة، ومع استكمال الشركة لتنفيذ المشاريع الموكلة إليها وتحقيقها لأهدافها التشغيلية على مستوى نقل الركاب وشحن البضائع إلى جانب النقل الثقيل للمعادن تبرز القيمة النوعية التي سيضيفها دخول هذه الخطوط الحديدية كإحدى وسائل النقل في المملكة. أما عن دور قطار المعادن في الإسهام في نمو المناطق التي يمر بها في الجزء الشمالي من المملكة، فأكد أن القطار سيؤدي دوراً مهماً في نمو هذه المناطق، مبيناً أنه بعد اكتشاف معدن الفوسفات في السعودية في 1969 بحزم الجلاميد شمال المملكة، واكتشاف معدن البوكسايت 1973 في البعيثة بالقصيم، وبدأ نقل هذه المعادن من خلال قطارات «سار» أخيراً بعد اكتمال البنى التحتية للمناجم، وأسهم منجم حزم الجلاميد في انتعاش المنطقة بشكل مباشر، وذلك بعد توجه الدولة إلى إنشاء مدينة وعد الشمال التعدينية في 2012، ما يسهم في فتح مجالات استثمارية جديدة على مستوى المنشآت المتوسطة والصغيرة للعمل ضمن نشاطات داعمة للقطاعات الكبرى القائمة، إضافة إلى خلق مجالات وفرص عمل جديدة للشباب السعودي في تلك المناطق، وتشجيع توزيع الانتشار السكاني بين عدد أكبر من المناطق كنتيجة لفرص الاستثمار والتوظيف الناتجة. وأفاد بأن توجه الدولة يهدف كذلك إلى دفع عجلة التنمية العمرانية في تلك المناطق لمواكبة النمو السكاني فيها، وتخفيف العبء عن المدن الرئيسة بانتقال عدد من النشاطات والصناعات لمناطق أخرى، فضلاً عن دعم مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في تقديم خدمات أفضل للمستفيدين كنتيجة لتحسين وضع الانتشار السكاني بين عدد من المناطق. واختتم وزير النقل حديثه بأن قطارات المعادن نجحت في نقل نحو 17 مليون طن من الفوسفات والبوكسايت منذ بدء عمل القطارات عام 2011، حتى تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأن آلية نقل المعادن تتلخص في تعبئة عربات وتفريغها في الحاويات المخصصة. رئيس «هيئة النقل»: مشاريع التعدين تحقق التنمية المتوازنة أكد رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح الرميح أن مشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في رأس الخير، التي يدشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعمل على تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في جميع مناطق المملكة، وحرص على تأسيس قاعدة صلبة ومتينة يرتكز عليها الاقتصاد السعودي لتحقيق رؤية المملكة 2030، ضمن خطة التحوُّل الوطني التي يقودها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. وأشار الرميح إلى أن المشاريع التعدينية الصناعية ستسهم في تعزيز حضور المملكة في الأسواق العالمية، فضلاً عن استفادة القطاع الخاص المنتظرة من التكامل الصناعي في القطاع، واستغلال الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية، والتي نشأت من توافر المواد الخام، والبنية التحتية واللوجستية، ومجمعات التصنيع في مدينة رأس الخير. وأوضح الدكتور رميح الرميح أن مشروع خط الركاب لقطار الشمال تم إنشائه بطول 1250 كلم، وست محطات للركاب في كل من الرياض، المجمعة، القصيم، حائل، الجوف، والقريات، إذ شارفت «سار» على استكمال المتطلبات كافة لإطلاق قطاراتها، وتتهيأ لتشغيلها بشكل فعلي بمشيئة الله تعالى مطلع 2017م، وذلك بعد أن أمضت مدة 15 شهراً في مراحل التشغيل التجريبي لها وبسرعات مختلفة وصلت 220 كلم في الساعة. وجاءت تلك التجارب لقياس مدى نجاح مراحل التشغيل ومدى تناغمها مع كامل أجزاء بيئة المشروع، التي تشمل البنية التحتية (الخطوط الحديدية، والمحطات، ومرافق الصيانة والدعم) والقطارات وأنظمة الإشارات والتحكم، إلى جانب الكادر البشري الذي سيقوم على إدارة وصيانة التشغيل، مضيفاً أن قطارات الركاب تتميز بالسرعة والراحة وتعدد الخدمات المقدمة على متن رحلاتها من حيث تنوع الدرجات واحتواءها على مرافق لذوي الاحتياجات الخاصة والمطاعم والوسائل الترفيهية الأخرى. ولفت الدكتور الرميح إلى أن شركة «سار» عملت على توفير قطارات شحن، يتكون القطار الواحد منها من قاطرتين بقوة (3400-3600) حصان، وتسعين عربة بأنواع مختلفة، كالعربات المسطحة والصهاريج والحاويات. ويهدف مشروع قطارات الشحن العام إلى تسريع حركة نقل المنتجات البترولية والزراعية والصناعية والبضائع العامة، فضلاً عن تخفيف ضغط النقل الثقيل على شبكة الطرق الرئيسة وتقليل حوادث الطرق. وبيّن الدكتور الرميح أن قطار التعدين يتألف من 150 عربة وثلاث قاطرات ديزل بقوة 4300 حصان صديقة للبيئة من ناحية الانبعاثات الكربونية، ويعتبر هذا النظام من أكثر الأنظمة كفاءة في معدل الانبعاثات الكربونية، بحسب التقارير والإحصاء السنوية، التي تصدر من هيئة حماية البيئة الأميركية (EPA). كما تمت صناعة القاطرات الخاصة بالتعدين لتلائم العمل في أقسى الظروف الصحراوية والمتمثلة في درجات الحرارة العالية، إذ أجريت على هذه القاطرات عدد من التعديلات الفنية اللازمة لملائمة البيئة الصحراوية من إضافة أنظمة فعالة لفلاتر القاطرات (مرشحات الرمال) والمتمثلة في نظام (Pulse –Filter). واختتم الدكتور الرميح حديثه بأن من ضمن التعديلات الفنية التي طبقت على القطار وجود جرافات الرمال في مقدمة القاطرات التي تستخدم في حالة تجمع الرمال على سكة الحديد. كما روعي في تصميم عربات نقل الفوسفات التوافق مع طرق التحميل والتفريغ، إذ زودت العربات بأبواب تحميل علوية وأبواب تفريغ سفلية تفتح وتغلق آليا بحيث يتم تحميل 100 طن من الفوسفات في أقل من دقيقة، وكذلك الأمر عند التفريغ.