دوى أمس تفجير داخل مستودع أسلحة وذخيرة في معسكر مشترك تابع للعناصر الأكراد وقوات التحالف الدولي مرفوع عليه العلم الأميركي شمال شرقي سورية، في وقت شنت طائرات تركية غارات على مواقع «داعش» شمال حلب حيث قتل جندي خلال معارك مع التنظيم. وزار وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو ومدير الاستخبارات هاكان فيدان أمس طهران للبحث في معركة فصائل «الجيش الحر» لطرد «داعش» من الباب شمال حلب وأخطار سيطرة الأكراد عليها. (للمزيد) وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «خمسة انفجارات على الأقل هزت محيط بلدة تل تمر الواقعة في شمال غربي مدينة الحسكة»، موضحاً أنها «ناجمة من انفجار مستودع أسلحة وذخيرة في معسكر يتواجد فيه جنود أميركيون». وأوضح مصدر قيادي كردي في الحسكة، أن المعسكر: «ليس قاعدة بحد ذاته بل يضم مستودع أسلحة وذخائر، ويشرف عليه الأميركيون إلى جانب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية» الذين يقودون حملة ضد الإرهابيين شمال سورية. وقال إنه تسبب بسقوط عدد غير محدد من الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى ميداني للعلاج. ولم يتمكن المصدران من تحديد السبب المباشر للانفجارات. ولم تحصل وكالة «فرانس برس» على رد من التحالف الدولي حول طبيعة الانفجارات والخسائر. وقال عدد من شهود العيان إنهم سبق وشاهدوا العلم الأميركي مرفوعاً أكثر من مرة على المعسكر. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجمعة أن جندياً أميركياً في قوات التحالف توفي الخميس متأثراً بجروح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع في شمال سورية. وقال الجيش التركي أمس إن مقاتلات تركية دمرت 12 هدفاً تابعاً لتنظيم «داعش» شمال حلب، فيما قتل جندي تركي واحد في اشتباك مع متشددين خلال هجوم في شمال سورية. وتزامن ذلك مع زيارة جاووش أوغلو وفيدان طهران ولقاء الرئيس حسن روحاني قبل لقائه نظيره محمد جواد ظريف «ما عزز التكهنات بحمله رسالة سياسية أمنية مهمة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الإيراني تعلقت بالتطورات في مدينتي الباب ومنبج السوريتين». وقالت مصادر أن أوغلو ترك فيدان «كي يشرح للرئيس روحاني الأخطار الأمنية التي تلمسها تركيا من خلال تواجد حزب العمال التركي في شمال العراق وسورية إضافة الي نشاط حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري الذي يتزعمه صالح مسلم في تلك المنطقة، وتأثير ذلك علي الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، من دون أن ينسي التذكير بعدم ارتياح أنقرة للاتصالات التي تتم بين جهات إيرانية أو قريبة من طهران مع مسلم الذي زار إيران الصيف الماضي». ونقل عن أوغلو قوله إن الحفاظ على وحدة التراب والوحدة الوطنية في العراق وسورية يخدم مصالح إيرانوتركيا والسلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً الي السعي لوقف إطلاق النار في سورية وإقرار الوحدة الوطنية وتسوية القضايا من طريق الحلول السياسية والمكافحة الشاملة والمشتركة للجماعات الإرهابية. ميدانياً، حققت القوات النظامية السورية تقدماً إضافياً في حي مساكن هنانو في حلب، الذي كان أول حي تسيطر عليه المعارضة عام 2012، في وقت واصل الطيران السوري قصف الأحياء الشرقية المحاصرة. وتشاور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الثانية في يومين، هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان حول الوضع في سورية. وقالت الرئاسة الروسية في بيان مقتضب ان بوتين واردوغان اجريا اتصالا هاتفيا «واصلا خلاله تبادل وجهات النظر في ما يتعلق بالوضع في سورية». وخصص اتصال هاتفي اول الجمعة «بمبادرة من تركيا» للعلاقات بين موسكو وانقرة وكذلك «لحل النزاع السوري» والحوار الهادف «الى تنسيق الجهود التي تبذل في مكافحة الارهاب».