اشتدت المعارك أمس بين قوات الجيش اليمني من جهة وميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى في جبهات محافظة تعز، إثر هجوم فاشل شنته الميليشيات لاستعادة معسكر الدفاع الجوي. كما شن طيران التحالف العربي عشرات الغارات استهدفت مواقع المتمردين في محافظات تعز وصعدة وحجة والحديدة. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارتين استهدفتا مواقع لميليشيات الحوثي وقوات صالح، قرب نقطة الحصين بالستين شمال مدينة تعز. وأكدت مصادر الجيش والمقاومة أن معارك عنيفة دارت في محيط معسكر الدفاع الجوي غرب تعز عقب هجوم شنه الحوثيون تحت غطاء ناري مكثف وقصف عشوائي، لاستعادة السيطرة على المعسكر، وأضافت أن القوات الحكومية صدت الهجوم واستعادت السيطرة على تلتي السوداء والخلوة في الجبهة الغربية لتعز. كما تجددت المعارك شرق موقع المكلكل بالجبهة الشرقية من المدينة وشن طيران التحالف عدة غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مطار تعز الدولي شرق المدينة، ومنطقة الروض بالربيعي في الغرب، فيما تواصل الميليشيات حشد تعزيزاتها وآلياتها على محيط تعز. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة»، إن أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنوا من صد محاولة تسلل أخرى لعناصر الميليشيات إلى قرية المدهين شرق المكلكل، وأجبروهم على الفرار باتجاه مطار تعز الدولي. وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن أكثر من 30 مسلحاً قتلوا في المواجهات إلى جانب عشرات الجرحى. وذكر المصدر أن مدنيين اثنين قتلا وأصيب ستة آخرون نتيجة سقوط قذيفة مدفعية في حي وادي السلامي شمال غربي تعز، في حين تواصل القصف المكثف للميليشيات على الأحياء السكنية غرب المدينة. كما قتل ستة وأصيب تسعة من عناصر ميليشيات الحوثي نتيجة استهدافهم بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. وتحاول القوات الحكومية منذ أكثر من أسبوع التقدم في جبهات تعز الغربية والشرقية والشمالية، للسيطرة على القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وهي أبرز المواقع التي ما زالت في قبضة الميليشيات في محيط المدينة. إلى ذلك، طاولت ضربات التحالف مواقع الحوثيين في الريف الغربي لتعز في مناطق الوازعية وذباب والمخا وامتدت الضربات إلى الحديدة وحجة وصعدة في الشمال، وسط أنباء عن سقوط عشرات المتمردين بخاصة في المناطق الحدودية شمال صعدة وغربها. على صعيد متصل، اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة لقوات التحالف صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون وقوات صالح على مدينة مأرب شرق صنعاء، وأفادت مصادر الجيش الوطني بأنه تم تدمير الصاروخين قبل سقوطهما من دون إحداث أي أضرار. سياسياً، عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقر إقامته في الرياض، اجتماعاً لمستشاريه بحضور نائبه علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وكشفت المصادر الرسمية للحكومة أن هادي «وجه بصرف رواتب قوات الجيش، وجدد تأكيده مساعي وجهود الحكومة نحو السلام المبني على القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل». ووضع هادي الجميع أمام نتائج لقاءاته الأخيرة الهادفة إلى تحقيق السلام الآمن وإيصال رسالة الى الأصدقاء تتضمن تطلعات الشعب اليمني التواق للسلام المبني على المرجعيات التي أكدها الإجماع والتوافق الوطني عبر مخرجات الحوار الوطني، وكذلك المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والقرارات الأممية ذات الصلة.