قال مسؤولون أميركيون وعراقيون أمس أن المقاتلين العراقيين من الأكراد والشيعة اتفقوا على تنسيق تحركاتهم، بعد عزل الموصل عن باقي المنطقة التي يسيطر عليها «داعش» واستعادة المدينة. وجرى التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع الأربعاء بين قادة «البيشمركة» المنتشرة في سنجار، وهادي العامري، قائد منظمة «بدر» التي تشكل المكون الأكبر في التحالف المعروف باسم «الحشد الشعبي» وغالبيته من الشيعة. وتم تطويق الموصل من الشمال والجنوب والشرق علي يد قوات تابعة للحكومة و»البيشمركة». واخترقت قوات وحدة مكافحة الإرهاب دفاعات «داعش» شرق المدينة في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) وما زالت تقاتل من أجل بسط سيطرتها على تلك المنطقة. وقال محما خليل، رئيس بلدية سنجار إن العامري قصده من أجل التنسيق معه. وشهدت مدينة سنجار أكثر جرائم «داعش» وحشية بعد سيطرته على المنطقة قبل عامين حيث قتل واستعبد الآلاف من الأقلية الإيزيدية. وأضاف أن السيطرة على المنطقة تسهل على الجيش دخول تلعفر،»لذا ينبغي التنسيق لمنع داعش من نقل معداته ومقاتليه». إلى ذلك، أعلن الكولونيل جون دوريان، الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في بغداد: «إن انضمام تلك القوات (الحشد والبيشمركة) يحد بدرجة كبيرة من حرية حركة مسلحي داعش من وإلى الموصل، وقد فقدوا قدرتهم الفعالة على التحرك بأعداد كبيرة والآن صار الأمر أصعب بالنسبة إليهم». وأكد أبو مهدي المهندس، وهو قائد بارز آخر في «الحشد الشعبي» أن «القوات الشيعية انضمت إلى البيشمركة بالقرب من سنجار لإكمال تطويق المنطقة الممتدة بين الموصل وتلعفر». وأوضح أن «الحشد سيحاول لاحقاً فصل الموصل عن تلعفر الواقعة على الطريق إلى الرقة». من جهة أخرى، فر آلاف المدنيين من تلعفر مع اقتراب «الحشد الشعبي منها». وقال مسؤولون محليون أن النزوح الجماعي يمثل هاجساً للمنظمات الإنسانية، لا سيما مع اتجاه بعض المدنيين صوب مناطق يسيطر عليها «داعش»، ما يجعل إرسال المساعدات إليهم أمراً مستحيلاً. وحاول رئيس الوزراء حيدر العبادي تهدئة المخاوف من عمليات القتل على أساس عرقي أو طائفي، فقال إن أي قوة ستذهب لتحرير تلعفر ستعكس تنوعها. ويقدر الجيش عدد مسلحي «داعش» بين 5000 و6000 في الموصل في مواجهة تحالف قوامه مئة ألف عسكري.