بحث «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي خلال اجتماعه أمس في تشكيل لجان خاصة توكل اليها مهمة اجراء المفاوضات لإعادة بنائه الذي شهد انفراط عقده خلال السنتين الماضيتين، فيما تنشط مختلف القوى السياسية الأخرى لتشكيل تحالفات جديدة استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة المزمع اجراؤها اواخر كانون الثاني (يناير) المقبل. وواصل «الائتلاف الموحد»، اكبر الكتل النيابية، تحركه باتجاه اعادة تشكيله بعد الانسحابات والخلافات التي عرفها خلال العامين الماضيين. وقال القيادي في «المجلس الاعلى الاسلامي» الشيخ حميد المعلة ل «الحياة» ان «الاجتماع الذي جرى اليوم (امس) بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة تناول البحث في تشكيل اللجان وتسمية اعضائها والمهمات التي ستوكل اليها لاعادة ترميم الائتلاف استعدادا للاستحقاق الانتخابي المقبل». واضاف ان «الحوارات الاولية التي اجراها المجلس الاعلى مع عدد من الاطراف السياسية تمخضت عن الموافقة المبدئية لعملية ترميم الائتلاف»‘ موضحا ان «البرنامج الجديد الذي تم الاتفاق عليه مبدئياً يتضمن الانفتاح على جميع القوى السياسية بمختلف مكوناتها الطائفية والمذهبية وحتى الدينية». واضاف ان «الحوارات تأخذ اتجاهين: الاول نحو الاطراف التي انسحبت من الكتلة، وهي الفضيلة والتيار الصدري. والثاني الانفتاح على شيوخ العشائر وشخصيات ليبرالية وسنية تتفق برامجها مع برنامج الائتلاف استعداداً للانتخابات التشريعية المقبلة». وعلمت «الحياة» ان مجلس صحوة الانبار بزعامة الشيخ احمد ابو ريشة من المرشحين للانضمام الى الائتلاف الجديد. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي بحث امس مع نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي، القيادي في «المجلس الاعلى» في اعادة تشكيل كتلة «الائتلاف» فضلا عن قضية وزير التجارة عبدالفلاح السوداني الذي يواجه احتمال سحب البرلمان الثقة منه الاسبوع المقبل. من جهته قال زعيم «القائمة العراقية» في البرلمان النائب اسامة النجيفي ان كتلته تجري لقاءات مع عدد من الكتل والاحزاب والشخصيات السياسية استعدادا للانتخابات النيابية. واضاف في تصريح الى «الحياة» ان «القائمة العراقية منفتحة على جميع الاطراف السياسية من دون استثناء شرط ان تكون برامجها وطنية ولا تحمل صبغة طائفية». ولفت الى ان «ما يجري حاليا هو لقاءات اولية ولم يتم البت في أي تحالف بعد (...) الا ان كل الاحتمالات مفتوحة في الانتخابات المقبلة، وبلا شك سنشهد تكتلات برلمانية جديدة». من جهته لفت القيادي في الكتلة الصدرية نصار الربيعي الى ان «برنامج الكتلة الصدرية في تشكيل التحالفات المقبلة لا يمانع في انضمامه الى اي ائتلاف سياسي شرط عدم تكوينه على اساس طائفي». واضاف في تصريح الى «الحياة» ان «اطرافا سياسية فاتحت الكتلة الصدرية من اجل عقد تحالفات سياسية جديدة، وهناك بعض التفاهمات، الا اننا لم نعلن موافقتنا الرسمية عليها حتى الآن». الى ذلك من المقرر ان يعقد المجلس التنفيذي، الذي يجمع الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي بالاضافة الى رئيس الوزراء نوري المالكي، اجتماعا للبحث في عدد من الملفات السياسية والامنية بعد توقف المجلس عن عقد اجتماعاته منذ شهور. وفيما رفض رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني في تصريح الى «الحياة» تأكيد او نفي عقد الاجتماع، اشار الى ان عقد مثل هذا الاجتماع ستسبقه تحضيرات تتضمن جدول الاعمال والنقاط المهمة التي سيتناولها وتحديد الاولويات في مناقشة القضايا. وقال القيادي في «حزب الدعوة» النائب علي الاديب ل «الحياة» إن «هناك العديد من الملفات السياسية المهمة التي تنتظر اجتماع القادة السياسيين في مقدمها الاستعدادات العراقية للانسحاب الاميركي من المدن اواخر الشهر المقبل فضلا عن العديد من الملفات السياسية العالقة بين الكتل البرلمانية».