أبرمت عمادة البحث العلمي بجامعة الملك فيصل أخيراً، اتفاقاً مع مجموعة من الباحثين الدوليين في مجال متلازمة الشرق الأوسط للأمراض التنفسية (كورونا)، إضافة إلى تمويل عدد من المشاريع البحثية لباحثين بارزين من منسوبي الجامعة. ويأتي الاتفاق في إطار مساعي الجامعة، لتطويق ومكافحة هذا الداء الفتاك، الذي بات يلقي بظلاله المروعة على العالم في الوقت الراهن. وأعرب مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي، عن أمله بأن تكون الجامعة بجميع قطاعاتها وإمكاناتها وكلياتها ذات العلاقة وعلى رأسها كلية الطب البيطري، صفاً واحداً للتصدي لهذا المرض المروع، وإيجاد الحلول الناجعة، إذ كان لها السبق على مستوى المملكة في مواجهة أمراض مستعصية كحمى الوادي المتصدع وغيره. بدوره، أكد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور حسن الهجهوج، أهمية وجود أبحاث خاصة بفايروس كورونا، إذ تكون الجامعة من الجهات الرائدة في هذا المجال، لاسيما مع استفحاله، إذ لا تزال الكثير من المجتمعات ومن ضمنها المملكة ودول الخليج العربي، تعاني من المشكلات الصحية الناجمة عنه. وأشار إلى أن استمرار انتشار الفايروس مما يترتب على الجميع، البحث الجاد في هذا المرض لمواجهته، مؤكداً أن الأبحاث في هذا المجال ليست بالأمر اليسير، ولا يمكن الوصول إلى نتائج قصيرة المدى. من جهته، أوضح عميد البحث العلمي بجامعة الملك فيصل الدكتور عبدالله الزهراني، أن دور عمادة البحث العلمي هو خدمة المجتمع المحلي الإنساني، وسعت الجامعة إلى تأهيل باحثين مميزين من منسوبي الجامعة بالتعاون مع باحثين دوليين، لإنجاز مشاريع بحثية في مجال متلازمة الشرق الأوسط للأمراض التنفسية، وذلك بهدف العمل نحو إنتاج لقاح ضده أو اكتشاف طرق تشخيص جديدة وفعالة، لتحديد وجوده في كائن حي أو وسط بيئي، والعمل على الحد من انتشاره بين بني البشر أو الحيوانات. أما بروفيسور الكيمياء الحيوية بكلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل الدكتور صبر البحر، فاوضح أن بحثه بعنوان «الكشفُ المُبكّر السريع والدقيق عن عدوى فايروس كورونا بالسعودية»، أن كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، من الأمراض المستحدثة في المملكة، والتي يسببها ميكروب حديث وخطر يكاد يودي بحياة جميع الأعمار البشرية خصوصاً الأطفال والشيوخ، وأن الوسائل العملية المحسَّنة للكشف عنه، غير متاحة على نطاق واسع في الوقت الحالي وغير دقيقة وغير مباشرة». وأضاف: «إن هنالك حاجة ضرورية، للكشف المُبكّر السريع والدقيق باستخدام اختبارات أكثر حساسية لمحاولة الحد من انتشار هذا المرض وسرعة علاجه، ولذلك فإن مقترحنا البحثي يشتمل على التعرف على (انتيجين) فايروس كورونا، باستخدام نهج غير متحيز، وتطوير المضادات المرتبطة به، وتنفيذ مصفوفة (اللكتين)، للتعرف على أفضل (لكتين) له القدرة على الالتصاق بالسكريات المتعددة الموجودة على الغلاف الخارجي للفايروس ومحاولة تركيزها». وزاد: «وبذلك يتم تطوير اختبار مناعي خاص وحساس (للكتين) المرتبط بسكريات غشاء الفايروس، إذ يتوقع فى نهاية المشروع إنتاج اختبار سريع وحساس وخاص للفايروس، والذى يمكن تطبيقه بسهولة في جميع المجالات الميدانية، من دون الحاجة لأجهزة تشخيص معقدة، وكلنا أمل بالحصول على براءة اختراع لهذا الاختبار». وتحدث عضو هيئة التدريس بكلية الطب البيطري في جامعة الملك فيصل الدكتور محمود السيد عن بحثه الذي حمل عنوان «منع العدوى بفايروس الكورونا باستراتيجيات مختلفة»، وقال إن فايروس كورونا شكل في الآونة الأخيرة خطراً صحياً كبيراً في المملكة، لذلك هناك حاجة ملحة لاكتشاف وتطوير علاجات جديدة ضده، وفي هذا المشروع نعكف على درس التغيرات التركيبية له أثناء اتحاده بالخلايا وطرق استهدافها واكتشاف أدوية جديدة تعمل كمثبطات، لاندماج الفايروس بالأغشية الخلوية ومن ثم منع حقن جينوم الفايروس إلى داخل الخلايا». وأضاف: «سيتم خلال العمل اختبار مدى واسع من المركبات العادية والمواد البروتينية، التي تتحد بقوة مع تركيبات خاصة على بروتينات الفايروس والتي يمكن من خلالها إيقاف النشاط الفايروسي وعدم مقدرته على إجراء التغييرات التركيبية اللازمة حتى يصيب الخلايا».