اتهم الأمين العام للجمعية السعودية لدراسات الإبل الدكتور سعيد باسماعيل جهات حكومية عدة بتضليل الرأي العام، مشيراً إلى أن هناك حملة منظمة تهدف إلى إبادة الإبل والتخلّص منها، في مقابل استيراد لحومها من الخارج، منوّهاً بأن اتهام الإبل بنقل فايروس «كورونا» لا يعتمد على بحث علمي دقيق، لافتاً إلى أن وزارة الصحة سعت إلى تغطية عيوبها الوقائية من خلال اعتبارها بأن الإبل هي الناقل للفايروس. وقال الدكتور باسماعيل في حديث إلى «الحياة»: «هناك حملة منظمة لإبادة ثروة وموروث أمه، إذ تهدف تلك الحملة إلى التخلص من الإبل، والاتجاه إلى استيراد لحومها من الخارج، وعلى رغم أن جميع الحيوانات ومنها الإبل تحمل في أجسامها فايروسات كما ثبت علمياً، إلا أنه لا توجد دراسة علمية تؤكد أن الإبل هي الناقل الرئيس لفايروس كورونا، وما قامت به جامعة الملك سعود بالتعاون مع جامعة كولومبيا أمر لا يعقل، إذ أُعلن استقطاب 5 باحثين قاموا بفحص 2000 عينة دم خلال 6 أيام فقط، وهو أمر لا يمكن تصديقه»، معتبراً أن جامعة كولومبيا لا تعتبر متخصصة في هذا المجال، مؤكداً أن ما تملكه هو مختبر صغير لا يضم في الأساس باحثين متخصصين. وحول إعلان وزارة الصحة بأن الإبل هي الناقل الرئيس للفايروس ذكر أن «هذا الإعلان لم يستند أيضاً إلى بحث علمي، بل كان استنباطاً من تقرير منظمة الصحة العالمية التي في الأساس لم تعلن بشكل صريح بأن الإبل هي الناقل للفايروس، بل إن المنظمة أوضحت أنها لا تستطيع الجزم بأن الإبل ناقل للفايروس للإنسان أو للإبل نفسها، ما يعني أن وزارة الصحة أرادت بهذا الإعلان تغطية العيوب والنقص اللذين يعتريان عملها من خلال ضعف الإجراءات الوقائية في مستشفياتها، فالفايروس انتشر بشكل كبير بين العاملين في القطاع الصحي، فيما كانت الحالات المسجّلة لدى مخالطي الإبل ورعاتها، بل والإبل نفسها متدنية جداً». واعتبر أن وزارتي الصحة والزراعة لم تقوما بالدور المطلوب منهما في جانب مكافحة الفايروس، لافتاً إلى أنهما لم تقوما بالاستعانة بالخبراء المحليين المتخصصين والأكثر خبرة في هذا المجال، وأبدتا ارتباكاً وتكتماً شديدين في التعامل مع الفايروس، الأمر الذي تسبّب في تفشيه ووصوله إلى هذه المرحلة، مبيّناً أنه تم تجاهل الجهات العلمية البيطرية، مثل كليتي الطب البيطري في الأحساء والقصيم، وكذلك جمعية دراسات الإبل التي تضم علماء مميزين في هذا المجال. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في آذار (مارس) الماضي أن الإبل هي المصدر الرئيس لفايروس كورونا، وكان خبراء اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية بوزارة الصحة أكّدوا أن هناك عدداً من الدراسات أجريت حول الفايروس، منها دراسة مشتركة بين جامعة الملك سعود وجامعة كولومبيا قامت بفحص عينة من الإبل في أكثر من منطقة، وتوصّلت بأن 47 في المئة من عينة الدراسة مصابة بالفايروس، وأخرى أجراها باحث في وزارة الصحة، توصّلت إلى أن أحد المصابين بالفايروس في محافظة جدة لديه 9 من الإبل تحمل الفايروس ذاته، وأن المصاب كان يشرب حليبها من دون أن يُغلى. وأوضح الخبراء أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن طريقة الانتقال، «إلا أنه في الغالب يحدث من طريق المفرزات التنفسية، وأيضاً حليب الإبل غير المغلي، ولحم الإبل غير المطهي جيداً».