ما زال كثير من سائقي المركبات الكبيرة يلقون بتعليمات الجهات الأمنية عرض الحائط، على رغم تشديد الأخيرة في منعهم الدخول إلى الطرق الرئيسة في الساعات الأولى من الصباح وأوقات الذروة من دون مبالاة بتعطل الحركة المرورية مع عودة الطلاب إلى المدارس التي تشهد ازدحاماً مرورياً ملاحظاً، ما اعتبره أولياء أمور الطلاب أمراً خطراً، مطالبين بضرورة إيجاد حل سريع لتفادي أي معوقات من شأنها تعطيل وصول الطلاب والطالبات إلى مدارسهم. وفي هذا الصدد، أكد المدير العام للمرور في محافظة جدة العقيد محمد القحطاني ل «الحياة» أنه تم منع المركبات الكبيرة من الدخول إلى الشوارع الرئيسة والشوارع داخل المدينة من ساعات الصباح الأولى إلى الساعة التاسعة لإفساح المجال أمام المركبات التي تقل الطلاب والطالبات إلى مدارسهم، إضافة إلى منع تجوالها في ساعات الذروة التي تشهد خروج الطلاب من مدارسهم باستثناء «طريق الحرمين» باعتباره الناقل الوحيد لتلك المركبات، خصوصاً أن مدينة جدة تشهد تشييداً كبيراً من المشاريع بحاجة إلى كم هائل من المركبات لنقل المعدات والمواد لإتمامها وإنجازها، لافتاً إلى أن أي مركبة مخالفة يتم رصدها من دوريات المرور المنتشرة في المدينة يتم إبعادها على الفور، إضافة إلى إعطاء قائدها مخالفة مرورية. وأضاف العقيد القحطاني أن شوارع جدة، خصوصاً الطرق الرئيسة شهدت كثافة عالية جداً مع عودة الطلاب إلى المدارس، لكنها لم تشهد أي حال توقف. وأبان أن مدارس المرحلة الابتدائية تشهد ازدحاماً كبيراً خصوصاً مع بقاء أولياء الأمور مع أبنائهم في ساعات الصباح الأولى من الدوام الرسمي، معتبراً أن تأخير الدوام الفعلي لجامعة الملك عبدالعزيز إضافة إلى بعض الكليات أسهم في تخفيف الحمل على الأجهزة الأمنية المرورية، إلى جانب التقليل من وجود الازدحام في الطرق المؤدية إليها. بدوره، كشف المتحدث الرسمي في وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني ل «الحياة» عدم وجود أي تعاون بين وزارة التربية والتعليم والجهات الأمنية في تنظيم الحركة المرورية التي تشهدها الشوارع في بداية العام الدراسي. مفيداً أن ذلك إجراء يمثل الأجهزة الأمنية. من جهتهم، أبدى عدد من أولياء الأمور انزعاجهم من عبور بعض المركبات الكبيرة من الطرق الرئيسة في ساعات الدوام الرسمي. مشيرين إلى أن ذلك أسهم في توقف حركة السير في عدد من الشوارع الضيقة، ما يفضي إلى زيادة في معدلات نسب الحوادث. واعتبر ولي أمر أحد الطلاب محمد الزهراني عبور المركبات الكبيرة من الطرق الرئيسة أمراً مرفوضاً على اعتبار أن شوارع مدينة جدة تشهد حركة مرورية مكثفة مع بداية العام الدراسي، لافتاً إلى أن تلك المركبات ستسهم بكل تأكيد في حدوث اختناقات مرورية كبيرة، إضافة إلى تعطل الحركة العامة لجميع المركبات. من جانبه، أوضح سعيد العمري (ولي أمر طالب) أن المركبات الكبيرة تمثل خطراً كبيراً على قائدي المركبات، خصوصاً مع الازدحام الكثيف الذي تشهده مدينة جدة في الفترة الحالية، إضافة إلى عودة الطلاب إلى المدارس التي ينبغي أن تتعاون جميع الجهات من أجل انسيابية الحركة المرورية لتسهيل وصول الطلاب والطالبات إلى مدارسهم من غير أي عوائق. وأشار ولي أمر ثالث، عطية الزهراني إلى خطورة وجود المركبات الكبيرة في فترة الساعات الأولى من أيام الأسبوع. وقال: «يجب أن تعمل الجهات الأمنية على وقف المركبات الكبيرة داخل المدينة وفي الشوارع الرئيسة». موضحاً أن بعض الطرق تشهد أعمال صيانة وتحسينات وعبور المركبات الكبيرة منها يزيد من تفاقم المشكلة.