صعّد القيادي في «المجلس الإسلامي الأعلى» إمام الجمعة في النجف صدر الدين القبانجي الذي يتهمه القضاء ونجله وصهره بالضلوع في عمليات قتل جماعية إبان الغزو الأميركي للعراق، حملته للمطالبة بإقالة محافظ النجف. وتوترت العلاقة بين «المجلس الإسلامي الاعلى» ومحافظ النجف، إثر دهم منزل القبانجي بحثاً عن صهره. وقال القبانجي خلال استقباله وفداً من وجهاء كربلاء أمس: «لم نكن نتصور أن تصل الأمور إلى مستوى ممارسة التعذيب في السجون وانتهاكات حقوق الإنسان بغية الوصول إلى أهداف سياسية، ولم نكن نحسب ضلوع الأجهزة الحكومية في النجف بالتعذيب في السجون بغية الابتزاز السياسي، والوصول إلى مستوى توزيع أقراص مفبركة ضد علماء الدين للإيقاع بهم عبر اعترافات كاذبة وتحت سياط الجلادين». وكان القبانجي يشير إلى أقراص مدمجة وزعت على نطاق واسع وتتضمن اعترافات مصورة لمتهمين، بينهم رجل دين شيعي، في مديرية مكافحة الإرهاب في النجف، بتصفية عشرات بعمليات اغتيال مفاجئة، بقيادة صهر القبانجي المتواري عن الأنظار حالياً، وبناء على فتوى أصدرها القبانجي نفسه بتصفية جميع أعضاء حزب «البعث» ومنتسبي الأجهزة الأمنية والمتعاونين معهم. واعتبر القبانجي في البيان الذي وزعه مكتبه أمس انه تم «تهديد القضاة وإرعابهم بغرض إصدار أحكام قضائية جائرة». وأضاف: «يراد إعادة العراق إلى عهد الرعب وانتهاك حقوق الإنسان، وما استغربه هو أن تصل الجرأة والوقاحة إلى هدم المواكب الحسينية على طريق النجف - كربلاء بحجة أنها ظاهرة غير حضارية... نواجه اليوم تحدياً للشعائر الدينية من داخل المؤسسة الحاكمة في محافظة النجف». وكانت مديرية بلدية النجف أخلت الطريق الواصل بين النجف وكربلاء من بقايا المواكب الحسينية المنتشرة على طوله، استعدادا لجعل النجف عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2012. وقال القبانجي إن «هذه الظواهر والانتهاكات هي ثأر للمجرمين وقادة فرق الاغتيالات التابعة لعدي صدام حسين الذين تربطهم بمحافظ النجف صداقة حميمة». ورأى أن «الإدارة المدنية في النجف يحكمها أصدقاء فرق الاغتيالات التابعة لعدي وعصابات التعذيب في السجون، ومجموعة ترى في القيم الدينية ظاهرة غير حضارية». وأضاف أن «التستر على جرائم التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان هو مشاركة في الجريمة، والسيد رئيس الوزراء مسؤول عن إقالة محافظ النجف بعد أن اطلع واطلعنا أخيراً على صور التعذيب». وزاد: «نرفض الإرهاب بشكله الحكومي في محافظة النجف، ومن يفكر بعودة سياسة قطع الألسن سنقطع يده، فالنجف هي لشيعة أهل البيت ولعلي والحسين وليست لآل مروان». في المقابل، نفى مجلس محافظة النجف اتهامات القبانجي، مشيراً إلى أنها فندت خلال اجتماع مع القيادات الأمنية في المحافظة. وأكد رئيس مجلس المحافظة الشيخ فايد الشمري أن «لا وجود لتدهور أمني أو حالات تعذيب»، مضيفاً أن «حقوق الإنسان في النجف مصانة ولا توجد خروقات في هذا الملف». وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة لؤي الياسري إن «نتائج الاجتماع مع القادة الأمنيين أظهرت أن لا وجود لحالات تعذيب في سجون الأجهزة الأمنية، وجميع أبواب الدوائر الأمنية مفتوحة أمام الجهات المختصة من مؤسسات المجتمع المدني ودوائر حقوق الإنسان وغيرها لزيارة هذه الدوائر والاطلاع على السجناء». ويُصر محافظ النجف على أن الاتهامات الموجهة إلى القبانجي ونجله وصهره «جاءت من القضاء العراقي ولا دخل لي بها». وأعلن مكتبه في بيان أمس أن «المحافظ التقى وفداً من نقابة المحامين في المحافظة عبّر عن استنكاره الشديد للتصريحات الأخيرة التي طاولت شخصه وبعض المسؤوليين في المحافظة».