كشفت مجموعة من الأطباء عن جهاز جديد يعمل على فحص الدم للتعرف إلى أنواع الأورام السرطانية، الأمر الذي سيجنّب المرضى الخضوع لعمليات الخزعة التي تتطلب الجراحة والخياطة أيضاً. وذكر موقع "دايلي مايل" أن الجهاز البريطاني الذي يحمل اسم بارسورتكس، يعمل على جمع الخلايا السرطانية وتصفيتها من عينة الدم المأخوذة من الموقع الذي يرجح حمله ورماً سرطانياً للتعرف إلى ما إذا كان الورم خبيثاً أم حميداً، لتسهيل عملية تحديد العلاج الكيماوي الأفضل للحالة بالنسبة الى الأطباء. وتجري تجربة الجهاز في مستشفى كريستي، في مانشستر، وفي معهد السرطان في بارت بجامعة الملكة ماري في لندن. وقد يكون الجهاز مفيداً للمرضى الذين عاد إليهم السرطان بعد إزالة الورم من الجسم، إذ يكون من الصعب تحديد ما إذا كان الورم الجديد من النوع نفسه الذي أصيب به الشخص سابقاً، إذ تطرأ تغيرات كبيرة على طبيعة الأورام السرطانية بعد جلسة العلاج الأولى. ويعمل جهاز بارسورتكس المختبري على تصفية الدم عبر سلسلة من الممرات الضيقة الموجودة في أنبوب، وتعمل هذه القنوات الضيقة على الإمساك بالخلايا السرطانية التي تكون عادةً أكبر من الخلايا الطبيعية. وذكر الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أنغل" العاملة على تطوير الجهاز، أندرو نيولاندز، أن التغير الذي يطرأ على الخلايا السرطانية بعد علاجها يجعل أمر تحديد العلاج المناسب للسرطان عند عودته إلى الجسم مرة أخرى صعباً على الطبيب. وأوضح أن وضع تحديد نوع الأورام عادة ما يكون أصعب إذا وجد الورم في مكان يصعب تحديده، مثل سرطان الدماغ والبنكرياس، وفي هذه الحالة سيتمكن الأطباء من رؤية الورم في صور المسح الطبي، من دون القدرة على تحديد مكانه فيزيائياً. وأضاف أن بعض أنواع الجراحة التي يضطر الأطباء إلى إجرائها للكشف عن نوع الورم الموجود لدى المرضى، من الممكن أن تتسبب بأضرار بالأنسجة، وأن نجاح الجهاز سيساعد في الحد من هذه الأخطار ليكشف عن الأورام السرطانية من دون جراحة. ويدرك الأطباء أن توفير العلاج الخاص والمناسب لكل حالة بدلاً من إعطاء العلاجات العامة، يساعد في علاج المرض ورفع نسبة النجاة لدى المرضى. وقالت البروفيسورة والطبيبة المتخصصة في جراحة سرطان الثدي جولي لانغ، أن الجهاز يساعد في التعرف إلى السرطانات الثانوية الموجودة في الدم قبل رؤية الورم، فعلى سبيل المثل سرطان الثدي يحمل دائماً احتمالية عودة الورم حتى عند العلاج، والكشف المبكر بواسطة هذا الجهاز قد يمكن الأطباء من الوصول إلى الحل والكشف عن الحالة في الوقت المناسب. يذكر أن الجهاز حاز الموافقة الأوروبية، وتم اختباره على أنواع من السرطان في المملكة المتحدة، ويشير نيولاندز إلى أن الجهاز الذي يأتي بحجم طابعة مكتبية صغيرة قد يكون متوافراً في المختبرات الطبية خلال عامين. وتعمل الشركة على اختبار الجهاز في الكشف عن سرطان المبيض والبروستات، إذ يعتبر الأخير من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال. ويساعد الجهاز في تسهيل علاج سرطان المبايض والحد من إزالة أجزاء لا تحتاج إلى الاستئصال من المبيض، بقدرته على تحديد ما إذا كان الكيس الموجود على المبيض حميداً أم خبيثاً، إذ تعاني ملايين النساء من الأكياس على المبايض، إلا أن نسبة صغيرة منهن يكن مصابات بسرطان المبيض، وحتى الآن لا توجد طريقة للكشف عما إذا كان الورم (الكيس) حميداً أم خبيثاً إلا بالجراحة.