حدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ملامح السياسة الخارجية التي سينتهجها، وتتضمّن مهادنة الرئيس السوري بشار الأسد، لمصلحة «القضاء» على تنظيم «داعش»، وتجنّب مواجهة روسيا في سورية. وواصل ترامب إعداد فريقه الانتقالي من 16 شخصاً (4 نساء و12 رجلاً)، وكلّف نائبه مايك بنس ترؤسه، على حساب حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي الذي قاد هذا العمل شهوراً، وسيصبح نائباً لبنس. وواصل ترامب انفتاحه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ أبلغ صحيفة «وول ستريت جورنال» أن بوتين وجّه إليه «برقية جميلة جداً» لتهنئته بفوزه، مشيراً إلى أن معظم القادة الدوليين هنأوه، باستثناء الرئيس الصيني شي جينبينغ. وسُئل عن دعم واشنطن فصائل المعارضة المعتدلة لنظام الأسد، فأجاب: «كان لديّ دوماً رأي مغاير عن كثيرين، في شأن سورية». واقترح «التركيز في شكل أكبر على محاربة داعش في سورية، بدل وضع أولوية لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم». وأضاف: «موقفي هو التالي: أنت تقاتل سورية، وسورية تقاتل داعش، وعليك القضاء على التنظيم. روسيا الآن تقف تماماً في صفّ سورية، ولديك إيران التي تزداد نفوذاً، بسببنا، وهي مع سورية. ندعم فصائل معارضة في سورية، ولا فكرة لدينا إطلاقاً عمّن تكون». وتابع: «في حال ضربت الولاياتالمتحدة الأسد، سننتهي إلى واقع نحارب فيه روسيا وسورية». ووصف الرئيس المنتخب النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ب «حرب بلا نهاية»، معلناً عزمه على «إبرام الصفقة المستحيلة، لمصلحة البشرية جمعاء»، وزاد: «إنها الصفقة الأعظم». في السياق ذاته، اعتبر النائب السابق جاك كينغستون، وهو مستشار لترامب، أن سورية ستشكّل تحدياً ضخماً بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس المنتخب سيسعى إلى «تفعيل كل الأدوار، بينها الدور العربي، والبحث مع روسيا في وسائل إنهاء الحرب». وقال ل «الحياة» إن ترامب سيركّز على سورية واليمن في مطلع عهده، مضيفاً أن «الأزمة السورية مكلفة جداً إنسانياً، كما حرب اليمن وتنامي نفوذ (تنظيم) القاعدة» هناك. وتابع: «نريد تفعيل الدور العربي، وتحديداً أصدقاءنا في مجلس التعاون الخليجي، للتعامل مع هاتين الأزمتين». وتوقّع أن ينخرط ترامب بجدية في المنطقة، «بعيداً من الشعارات الانتخابية»، كما رجّح أن يلجأ إلى «إعادة التفاوض» حول الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست. وفي ملف التعيينات، برز اسم السيناتور الجمهورية السابقة كيلي أيوتي لتولي وزارة الدفاع، وهي من الجناح المعتدل في الحزب، وخسرت أمام الديموقراطية ماغي حسن في السباق إلى مجلس الشيوخ. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن بين المرشحين لشغل المنصب، الجنرال المتقاعد جوزف «كيث» كيلوغ والمدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية مايك فلين والسيناتور جيف سيشنز. وأبلغت مصادر «الحياة» أن رئيس «مجلس العلاقات الخارجية» ريتشارد هاس قد يُعيّن وزيراً للخارجية، وهو أيضاً من الجناح الوسطي في الحزب الجمهوري. وتعكس التعيينات المحتملة، وإشراف بنس على المرحلة الانتقالية، قوة أكبر للمؤسسة الجمهورية في رسم معالم الولاية الأولى لترامب، علماً أنه خفّف لهجته إزاء تعهده إلغاء قانون «أوباماكير» للتأمين الصحي، مشيراً للمرة الأولى إلى إمكان «تعديله». كما أشاد بالمرشحة الديموقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون، معتبراً أنها «قوية وذكية جداً»، ولم يستبعد إمكان طلب النصح من زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وتحدث عن «عائلة موهوبة جداً». وفيما يستعد أوباما للقاء قادة الصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا الأسبوع المقبل، اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن انتخاب ترامب «ينطوي على خطر بزعزعة العلاقات بين القارتين»، داعياً إلى «تلقينه ما هي أوروبا، وما هي مبادئ عملها». وأصيب شخص بالرصاص في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، خلال احتجاجات على انتخاب ترامب، شارك فيها آلافٌ في مدن كثيرة في الولاياتالمتحدة. وتعهد مناهضو البليونير النيويوركي «التصدّي لأجندته منذ اليوم الأول» لتسلّمه منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، والتظاهر طيلة ولايته، مستلهمين «حزب الشاي» الذي شكّل فصيلاً متطرفاً في الحزب الجمهوري، معارضاً لسياسات الرئيس باراك أوباما.