الحس الوطني قليلة هي الأيام التي تمر في ذاكرة الأمم والشعوب وتبقى خالدة في قلوبهم وعقولهم، يتذكرونها في كل يوم يصادف هذا الحدث من أعوامهم، وهي أيام ترتبط بأحداث تاريخية مفصلية في حياة تلك الشعوب. اليوم الوطني - الذي مر على الاحتفال به أسبوع، ولا يزال الاحتفال به مستمراً - لا يغيب عن ذاكرة أبناء المملكة العربية السعودية في يوم من الأيام، فهو شاخص أمام أعينهم طيلة العام، فكل نهضة تعيشها المملكة، وكل مناسبة سعيدة في هذا الوطن تذكرهم بكفاح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، الذي وحد هذه البلاد ليجعل أبناءها من فضل الله يعيشون اليوم في رخاء واستقرار. وقبل أيام احتفلت المملكة بذكرى توحيدها ال80 وسط نهضة شاملة بدأها المؤسس، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأكملها أبناؤه البررة من ملوك وأمراء، ليتوج عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. ولعل ما يميز اليوم الوطني هو تنامي الحس الوطني لدى أبناء المملكة، الأمر الذي أصبح واضحاً جلياً في حبهم لوطنهم وتفانيهم لإعلاء رايته خفاقة في سماء المجد والتقدم، مستمدين هذا الحس من حبهم لمليكهم، الذي سكن قلوبهم وجوارحهم، وسكنوا قلبه، فهو ملك القلوب والإنسانية. وفي عهده الزاهر أصبحت المملكة تحتفل في كل عام وفي جميع مناطقها باليوم الوطني، بعد أن أصبح إجازة وطنية لجميع العاملين ليحيوا هذه الذكرى الجميلة والعزيزة على قلوبهم. فقد أصبح العيد الوطني للمملكة يمثل مناسبة خاصة وسعيدة لكل من يعيش على أرض المملكة من أبنائها أو خارجها، وسط تنامي الحس الوطني والشعور بالانتماء، ليبقى الحدث وتاريخ حدوثه في قلب وعقل كل مواطن. فبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية في أول الميزان سنة 1351ه (23 أيلول/ سبتمبر 1932)، أصبح الشعور بالوحدة الوطنية لجميع سكان المملكة وفي جميع المناطق هو السائد، وأصبح أمراً واقعاً وملموساً ويتمثل في حب الوطن. محمد بن صالح الظاهري - الرياض الغذاء المدرسي منذ زمن بعيد انتشرت المقاصِف المدرسية والكثير من الكافتيرياتِ المؤجرةِ داخل مدارسنا في أنحاء المملكة، وهذه بادرة صحية جيدة... تلك المقاصف التي عمدت وزارة التربية والتعليم إلى إيجاد أنظمة وأسس للعمل بها ضمن إطار محدد من حيث نوعية الغذاء المختار، وأيضاً طريقة الإيجار وما إلى ذلك من أنظمة جيدة لو تم العمل بها، ولكن بكل أسف، وكما هي العادة أو التهميش المعتاد الذي اعتدنا عليه في كثير من الأحيان، إذ نجد المخالفة الواضحة في غالبية مقاصفنا المدرسية في ما يخص الأغذية غير الصحية والموجودة بوفرة فيها التي تتعامل مع الأبرياء من طلبة المدارس الذين يجذبهم الشكل واللون من دون العلم بخطورة بعض تلك السلع المباعة التي يدخل ضمن تركيبها الكثير من الألوان الاصطناعية والتركيبات الكيماوية الخطرة جداً وبعض العناصر العديمة الفائدة بكل ما تعنيه الكلمة. وعليه أقول إن الوزارة وضعت أنظمة لتلك المقاصف، ولكن يبقى دور الرقابة بعد ذلك من الوزارة نفسها ممثلة في إدارات التربية والتعليم الموزعة في أرجاء المناطق، ذلك الدور الذي يجب تكثيفه بشكل كبير وعدم الاستهانة به، إذ أصبحت الكثير من المدارس يهمها دخل ذلك المقصف من دون النظر إلى عناصره الموجودة فيه، وهذا ما يتنافى تماماً مع ما تريده التربية والتعليم ورسالتها البليغة. لقد سبق التعليق على هذا الموضوع البالغ الأهمية، إذ طالعتنا الصحف وبعض وسائل الإعلام بالكتابة حول أهمية الدور الذي يقوم به المقصف المدرسي من حيث الغذاء الصباحي وما يمثله للطفل أو الطالب ولكن مر ذلك الموضوع مرور الكرام من دون مراقبته والإصرار على أهميته... فهل نشهد انطلاقة جديدة لتلك المقاصف مع بلورة أنظمة جديدة تشكل جوانب إيجابية وقواعد صارمة للمخالفين؟ أم أن الإشكالية سوف تستمر على مرأى الجميع ولأعوام عدة أيضاً؟! عبدالله مكني - الباحة [email protected]