لا ترغب ياسمين يوسف في الكشف عن البلد الذي أتت منه عائلتها لتستقر في بلجيكا، حيث أبدت الابنة استعداداً مميزاً للرقص الكلاسيكي والتمثيل منذ صباها فشاركت وهي بعد تلميذة في العديد من الاستعراضات. وحينما كبرت قررت التعمق في تعلم فن الرقص فقصدت فرنسا حيث انضمت إلى مدرسة متخصصة في مدينة ليون وصقلت موهبتها بالتمعن أيضاً في تعلم أصول الفن المسرحي الدرامي. إثر هذه الدراسة عادت ياسمين إلى بروكسيل حيث انضمت إلى فرقة مسرحية كلاسيكية وأدت أكبر وأجمل الأدوار فوق خشبات العاصمة البلجيكية والمدن الريفية، غير الجولات التي نظمتها الفرقة في مدن أوروبية خارج بلجيكا. بعد المسرح الكلاسيكي أحبت ياسمين خوض تجربة الأعمال الحديثة بل حتى التجريبية فراحت تشارك في عروض من هذا النوع مع فرقة فرنسية متخصصة إلى درجة أنها قررت إضافة الرقص الحديث التجريبي إلى مجموعة نشاطاتها الفنية فتدربت عليه ثم تعرفت إلى فرقة فرنسية اسمها «أه دوميسيل» (في البيت) متخصصة في تقديم فقرات راقصة ومسرحية في المنازل في مناسبات خاصة. والذي يحدث هو تردد الفرقة إلى منازل الأشخاص الذين استدعوها وقيامها بتقديم وصلة راقصة أو مسرحية أو في بعض الأحيان مسرحية استعراضية أو غير استعراضية بأكملها من الألف إلى الياء شرط أن يكون المنزل مجهزاً إلى حد ما بشيء يشبه الخشبة وبمقاعد جيدة للمتفرجين إذ من المهم بالنسبة الى أعضاء الفرقة إيجاد الظروف المثالية ليتمتع المشاهد بما يراه وألا يضيع جهد الفرقة عبثاً بسبب قلة الإمكانات اللازمة في المكان الموعود. وتطوف الفرقة الريف الفرنسي الأوروبي خصوصاً المناطق الناطقة بالفرنسية متنقلة من بيت الى بيت علماً أن الحجوزات تمت منذ بداية الصيف، والنجاح الذي تلاقيه العروض منذ أن تأسست فرقة «أه دوميسيل» في العام 2007 سمحت لها بمد نشاطها إلى خارج البيوت مثل المقاهي والشوارع والشواطئ وكل الأماكن التي يتجمع فيها الناس والقابلة للتحول جزئياً إلى مسرح صغير. وبين الأفكار الطريفة التي أتت بها ياسمين إلى الفرقة بالمشاركة مع زميلتها فيرجيني توماس، إخراج فقرة مسرحية حية ومرتجلة تماماً في مكان عام في مدينة ريفية فرنسية صغيرة إسمها غيسني في منطقة بريتاني، تتلخص في تدبير لقاء بين أفراد من سكان المدينة يتكلمون اللهجة الخاصة بمنطقة وهي مميزة جداً، وآخرين من السياح الذين يزورون المنطقة وأن يتبادلوا الحديث والنقاش كل بلغته. أما المتفرجون فسيتشكلون من رواد هذا المكان العام علماً أن أياً منهم قد يضطر إلى الدخول في اللعبة وفي أي وقت إذا أمرت يوسف أو توماس بذلك. ولا شك في أن الضحك هو سيد الموقف طوال هذه الفقرة التي أطلقت عليها ياسمين عنوان «لا لا لا لا لا». بعد انتهاء هذه الجولة تنوي ياسمين المشاركة في الشتاء المقبل في أكثر من مسرحية حديثة وعرض راقص فوق خشبات المسارح غير الجولات التي لا شك ستقوم بها لا سيما في مدن فرنسا الريفية إلى أن تعثر الفنانة العربية على فرصة جيدة للمشاركة في عمل فني فوق أحد المسارح الباريسية الكبيرة، وهذه أمنيتها الكبرى.