فجر عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور محمود الزهار قنبلة عندما قال إن الرئيس الراحل ياسر عرفات أوعز إبان حكمه للحركة «بتنفيذ عدد من العمليات» الفدائية في قلب الدولة العبرية بعد فشل المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية آنذاك. واعتبر الزهار أن خوض الرئيس عرفات المفاوضات مع إسرائيل كان «خطأ فادحاً وخطوة تكتيكية خاطئة أدت إلى مقتله». وتصادف في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل الذكرى السادسة لرحيل الرئيس عرفات، الذي توفي في مستشفى عسكري فرنسي في باريس مسموماً من قبل اسرائيل على ما يُعتقد من قبل السواد الأعظم من الفلسطينيين. وطالب الزهار السلطة الفلسطينية «بالتراجع الفوري والانسحاب من المفاوضات (المباشرة) الجارية حالياً» مع الحكومة الاسرائيلية. ورأى الزهار خلال لقاء سياسي نظمته الكتلة الإسلامية أمس لمناسبة الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة أن «السلطة الفلسطينية وقيادة حركة فتح يمكن أن تتخلى بكل سهولة عن حق العودة وقضية اللاجئين خلال المفاوضات» مع اسرائيل. واعتبر أن «التنسيق الأمني القائم الآن بين الطرفين بدأ يجني ثماره باغتيال القادة وأبناء حماس في الضفة الغربية». وقال إن «حركة حماس واجهت المخطط الاسرائيلي الفتحاوي القاضي بتصفية القضية الفلسطينية من خلال فضح التنسيق الأمني وتنفيذ عمليات عسكرية في قلب اسرائيل، إضافة إلى إقناع الشعب الفلسطيني بأن حركة فتح لا تخدم المصلحة الوطنية ومطالبتهم بالسير على نهج حماس المقاوم». وأضاف أن «حماس باتت لديها قدرة جبارة على جلب السلاح والعتاد لمواجهة العدو». وزاد أن «فكرة المقاومة باتت راسخة على كل المستويات في المجتمع الفلسطيني، وأن الرغبة في العمل المقاوم بدأت تزداد تدريجياً». وحول الإدعاءات الإسرائيلية المتعلقة بالقدرة العسكرية لحركة «حماس» قال الزهار إن «إسرائيل» تبالغ في بعض ادعاءاتها والبعض الآخر منها صحيح، مبيناً أن اسرائيل لا تريد للمقاومة أن تمثل الشارع الفلسطيني. وفي ما يتعلق بالمصالحة الوطنية، رأى الزهار أن «الإدارة الأميركية أوعزت لحركة فتح بالتساهل لانجازها وإتمام كل القضايا العالقة بين الطرفين». من جهة اخرى، جددت حركة «حماس» في بيان أمس لمناسبة ذكرى انتفاضة الأقصى دعوتها الرئيس «عباس وفريق أوسلو إلى وقف المفاوضات العبثية فوراً، وإنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، والاعتراف بفشل وعبثية خياراتهم السياسية ووصولها الى طريق مسدود، وإعادة الاعتبار لخيار الصمود والمقاومة، واعتماد برنامج سياسي يحمي الثوابث والحقوق، والالتفاف بجدية إلى تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية». بدوره، طالب مصدر مسؤول في «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» لجنة المتابعة العربية التي ستعقد اجتماعاً لها في الرابع من الشهر المقبل «بعدم تكرار تناقضها المهلك للقضية الجوهرية وأصل القضية: الاحتلال وقرارات الشرعية الدولية» من خلال توفير الغطاء العربي الرسمي مجدداً لمواصلة المفاوضات العبثية تحت شعار السلام خيار إستراتيجي». واعتبر أن «تكرار توفير الغطاء العربي للمفاوض الفلسطيني بالعودة إلى طاولة المفاوضات، سيزيد حكومة (بنيامين) نتنياهو المتطرفة صلفاً على صلف؛ وتعنتاً على تعنت؛ وكما هو مشهود أمام العالم. فالعدو يواصل بكامل أدواته وأساليبه المفتوحة تحقيق أغراضه وأهدافه الإستراتيجية». الى ذلك، دعت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي» الى العودة «لخيار الانتفاضة» من اجل انجاز المشروع الوطني وذلك في ذكرى مرور عشر سنوات على الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وقالت «سرايا القدس» في بيان ان «العودة لخيار الانتفاضة تضمن انجاز مشروع الوحدة والمصالحة والتحرير. نهج الانتفاضة والمواجهة مستمر، وهو الحالة الطبيعية والتعبير الحقيقي لشعبنا في مواجهة المحتل الغاصب». وأوضح البيان ان «654 شهيداً من قادتة ومجاهدي سرايا القدس» سقطوا منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 ايلول (سبتمبر) 2000. وأعلنت ان «السرايا» اطلقت «3205 صواريخ وقذيفة هاون استهدفت جميعها المدن والبلدات والمستوطنات في قطاع غزة». كما «نفذت طيلة عشرة اعوام من الانتفاضة 126 عملية استشهادية في مختلف الاراضي الفلسطينية حيث تمكن 58 استشهادياً من الضفة المحتلة من تنفيذ 48 عملية استشهادية ادت الى مقتل 199 شخصاً على الأقل فيما تمكن 66 استشهادياً من قطاع غزة من تنفيذ 52 عملية استشهادية».