أبلغ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي تيم ليندر كينغ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اعتذاراً من وزير الخارجية جون كيري عن تفسيرات في وسائل الإعلام لتصريحاته، في شكل أخرج الأمر عن سياقه. حصل ذلك خلال استقبال هادي أمس نائب مساعد وزير الخارجية وسفير أميركا لدى اليمن ماثيو تولر. وتمت خلال اللقاء مناقشة جملة من القضايا، في مقدمها أوضاع اليمن وفرص السلام المتاحة. وفي مكةالمكرمة، عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً غابت عنه إيران، ودعا المشاركون إلى موقف حازم لإدانة هجوم الحوثيين على مكةالمكرمة، واستهداف البيت الحرام بصاروخ باليستي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس وفد السعودية في الاجتماع الدكتور نزار مدني أمس، أن المملكة لن تتهاون في الذود عن حياض الحرمين الشريفين، مشدداً على ضرورة وضع حد للممارسات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي، موضحاً «أن من لم يرع حرمة البلد الحرام لن يرعى حرمة أي بلد آخر، ونقول لكل من أراد البيت الحرام بسوء: للبيت رب يحميه». وأضاف مدني أن على كل مسلم ومؤمن ألا يكتفي بالإدانة والاستنكار، بل أن يتخذ موقفاً صارماً وحازماً ضد كل من نفذ وشجع ودعم مرتكبي هذه الجريمة النكراء. وشدد على أن «المملكة تستشعر أنه من واجب كل دولة إسلامية أن تتخذ موقفاً واضحاً وقوياً وشجاعاً بما يمليه الضمير الإسلامي والإنساني وذلك لتحقيق الأمور التالية: أولاً: التأكد من عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة في المستقبل. ثانياً: وضع حد للممارسات العدوانية والتصرفات والسياسات غير المسؤولة التي تتبناها وتنفذها ميليشيات الحوثي وصالح والتي تجاوزت حد العبث بأمن اليمن واستقراره إلى تهديد الأمن الوطني لجيرانه. ثالثاً: تحميل أي دولة تدعم ميليشيات الحوثي وصالح وتمدها بالمال والسلاح والعتاد والصواريخ الباليستية، المسؤوليةَ القانونية واعتبار هذه الدولة شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدساتنا الإسلامية وطرفاً أساسياً في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد الإسلامية». من جهة أخرى، أكد الرئيس اليمني أمام الوفد الأميركي الذي اجتمع معه أمس، التعاطي الإيجابي مع السلام المرتكز على المرجعيات والقرارات ذات الصلة، مجدداً تمسكه الصادق بالسلام الذي يحقن الدماء. وقال: «لا يمكن السلام أن يتحقق إلا بقيادة اليمن الشرعية، باعتبارها أساس السلام وداعية دائمة إليه، خلال محطات السلام والمفاوضات المختلفة». وقدم هادي شرحاً موجزاً لمسار التحول في اليمن منذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتطبيع الأوضاع بعد الحرب، وصولاً إلى توافق وطني وإجراء انتخابات رئاسية شارك فيها أكثر من 8 ملايين ناخب. وأضاف: «كنا نتطلع إلى الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية خلال ستة أشهر، لاختتام تلك الجهود لأجل اليمن ولمصلحة أجياله المقبلة... غير أن هذا المشروع ارتد عنه انقلابيو الحوثي وصالح ومن خلفهم إيران، الذين يرون في اليمن واليمنيين مجرد ولاية يجب أن تخضع وتدين بالطاعة والولاء لهم، ولذلك أعلنوا الحرب على الشعب اليمني. وسلم هادي السفير الأميركي رسالة خطية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، تتعلق بواقع اليمن وعلاقاته مع أميركا في ظل الإدارة الجديدة. ميدانياً، واصلت أمس قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» التقدم في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، فيما أكدت المصادر الحكومية مقتل أكثر من 50 مسلحاً من ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في جبهات شبوة وحجة بعد معارك ضارية مع قوات الشرعية. وذكرت قناة «العربية» أن قوات التحالف استهدفت أول من أمس (الأربعاء) كهفاً في مديرية باقم في صعدة باليمن، أسفر عن مقتل مشرف مديرية باقم القيادي الحوثي معين الحربي الملقب «أبو حسين»، وهو ابن أخت عبدالملك الحوثي، إضافة إلى مقتل 6 من مرافقيه. كما تم استهداف كهف في صعدة كان يختبئ فيه أكثر من ثلاثين عنصراً من عناصر الحرس الجمهوري الموالين لصالح، ونتج من ذلك مقتل اثنين وعشرين منهم. وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن قواتهما المشتركة واصلت التقدم في الأحياء الشرقية لتعز وكثفت القصف المدفعي على مواقع القناصة الحوثيين بين المحكمة التجارية ومعسكر التشريفات المجاور لقصر الشعب، والأمن المركزي. وفي محافظة البيضاء، أفادت المصادر بأن ستة من ميليشيات الحوثيين وقوات صالح قتلوا في مديرية ذي ناعم في مكمن للمقاومة الشعبية، بينهم القيادي في الجماعة «أبو عمار». كما أفادت مصادر الجيش الوطني بأن 30 مسلحاً من الميليشيات قتلوا في معارك عنيفة في جبهة ميدي شمال غرب محافظة حجة، وبين القتلى القيادي الحوثي محمد إسماعيل البكيلي.